تقام اليوم إعتصامات في بيروت والقاهرة للتضامن مع فيروز على خلفية الصراع الدائر بينها وبين ورثة منصور الرحباني حول حقوق الأداء لأعمال الأخوين رحباني وقرار لوزارة التربية ترى فيه فيروز وورثة عاصي الرحباني إجحافًا وتغييبًا بحق الزوج والأب حيث يذكر إسم منصور لوحده ويذوب عاصي تحت تسمية الأخوين رحباني.
بيروت: يبدو أن البيان الصحافي الذي وزعه ورثة الراحل منصور الرحباني وخرجوا فيه عن صمت وصفوه quot;بالأخلاقيquot; قبل أيام من موعد الإعتصام الذي دعت اليه مجموعة كبيرة من محبي السيدة فيروز- ويطلقون على أنفسهم إسم quot;فيروزيونquot;- لم يحدث الأثر المطلوب، فالإعتصام في بيروت سيتم كما تقرر له اليوم في تمام الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر أمام مبنى المتحف، والحشد له شعبيًا وإعلاميًا مستمر.
وهناك إعتصامان تمت الدعوة لهما في القاهرة بالتزامن مع إعتصام بيروت: الأول في quot;ساقية الصاويquot; بحديقة الأزهر في تمام الساعة السابعة والنصف مساء، ودعى له مثقفون مصريون وعرب، كما سيتم تنظيم وقفة مماثلة أمام مقر نقابة الصحافيين المصرية.
وكانت ريما الرحباني قد خرجت عن صمتها وفضحت ما يحصل في الخفاء من صراع بين الورثة، وهي البعيدة كبعد quot;فيروزquot; عن الإعلام قررت أن تتلافى هذا الخطأ وأن تتواصل إعلامياً لتوصل وجهة نظر والدتها المغيبة.
ولم تكتفِ بذلك بل قامت بنفسها بإنشاء صفحة على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك تحت عنوان quot; رح نبقى سوىquot; لتكون بابًا للتواصل مع الإعلام والجمهور في الوقت ذاته.

صمت غريب
الصراع الدائر يقابل بصمت غريب من قبل الوزراء المعنيين (التربية والثقافة) ومن قبل quot;الساسيمquot; فلم يدل أحد بدلوه حتى الآن ويرد على تساؤلات فيروز وريمابالسلب أو الإيجاب.
وربما نتفهم موقف الساسيم الصامت إذا علمنا بأن مجلس المؤلفين والملحنين (الساسيم) بإدارته الجديدة وبروتوكوله الجديد يضم quot;غدي الرحبانيquot;كأمين للمحاسبة في الهيئة الإدارية الجديدة التي أعلن عنها قبل أيام. لكن ماذا عن موقف وزير التربية ولماذا لم يصدر عنه حتى الآن أي بيان توضيحي لموقف الوزارةرغم كل اللغط الإعلامي الحاصل حول القرار؟

والجدير بالذكرأنهبالتزامن مع الإعتصام وزع الفيروزيين صباح اليوم بيانًا وردتنا نسخة عنه لخصوا فيه القضية ومطالبهم وننشر نصه بالكامل:
بالتزامن مع الاعتصام المقرر حدوثه بعد ظهر اليوم الاثنين في 26 تموز الساعة الثالثة والنصف أمام المتحف الوطني في بيروت, نرسل لكم نحن الفيروزيون البيان التالي:
*26/7/2010*
*البيان الأول/ الإعتصام الأول*
*لجنة تخليد فيروز والأخوين*
*منصور الرحباني طالب بتقييد فيروز وحبسها والتهمة سرقة أعمالها.. وأولاده منعوها عن الغناء وغيبوا اسم عاصي من القرار الوزاري, ويضللون الرأي العام بأن الحكاية خلاف على الإرث!*
1- كانون الثاني/يناير 2008: بدأ التهديد المباشر من منصور الرحباني عبر الإنذارات الرسمية للسيدة فيروز لإيقاف عرض مسرحيتها (*صح النوم*) في دار الأوبرا- دمشق.
2- آذار/مارس2008: تابع منصور الرحباني توجيه الإنذارات المهدِدّة للجهات المنظمة لريسيتال السيدة فيروز في البحرين.
3- نيسان/أبريل 2008: أقام منصور الرحباني دعوى قضائية ضد السيدة فيروز يطالبها بعطل وضرر عن تقديمها أعمالها وهي نفسها أعمال (الأخوين) دون إذنه!
4- نيسان/أبريل 2008: أنذر منصور الرحباني إمارة (الشارقة) في دولة الإمارات مطالباً بإيقاف السيدة فيروز على مطار دبي *وإحضارها* ومنعها من تقديم quot;صح النوم*quot; وسوْقها مخفورة وحبسها.*
5- /8/8/2008: صادر منصور حفلة فيروز في دبي DVD
6- 2/12/2009: اجتمع أولاد منصور وأصدقاؤهم الحميمون مع وزير التربية وكانت المفاجأة لفيروز (كشريكة ووريثة) والمفاجأة لأولادها ورثة عاصي الرحباني, صدور القرار الوزاري الذي يقول (بتعليم فن وأدب *منصور الرحباني *والعائلة الرحبانية).

7- 24/2/2009: تم تعديل القرار وبغياب أو استغياب كاملٍ لفيروز كشريكة ووريثة وكذلك لم يحترم أولاد منصور أولاد عمهم العبقري ولا فيروز العظيمة, واتخذوا القرار بتعديل القرار لإدخال أربعة أعضاء من أصدقائهم إلى لجنة تخليد فن وأدب (*منصور والعائلة الرحبانية*) نلاحظ هنا أن عاصي تمّ إلغاؤه بالكامل وبعد أن عرفنا الأخوين عاصي ومنصور على مدار خمسين عاماً طار عاصي العبقري وذوبوه بالرحابنة!
8- 19/5/2009: بالصدفة عرِفت *ريما فيروز عاصي الرحباني* بالقرار الذي أُبعدت عنه بشكل مقصود, ونقول, إن الفِعْلة دُبِرَ لها, (نعلن لاحقاً التفاصيل), وهكذا أصدرت ريما بيانها الشهير وعلى أثرِهِ لاحقتها كل الصحافة للإستفسار, لكنها التزمت الصمت .
9- *في نفس اليوم *19/5/2009 *عُدل القرار للمرة الثالثة أي *بعد ظهر نفس اليوم 19/5/2009 ليأتي مسيئاً أكثر لفيروز وعاصي فصار على الشكل التالي: *(تخليد فن وأدب الأخوين رحباني ومنصور الرحباني بعد غياب عاصي الكبير).*
10- 20/5/ 2009: برّر أولاد منصور خطيئتهم بتغييب إسم العملاق *(عاصي)* عبر بيان أصدروه وجاء فيه *إن اسم عاصي سقط سهواً, رغم جهودهم المتكررة ظل الاسم يسقط سهواً أم عمداً..! ما الفرق؟*
11- بعد أشهر من التحضيرات مع (كازينو لبنان) صدر قرار من رئيس مجلس إدارته بتاريخ 13/8/2009 يمنع فيروز من تقديم مسرحيتها (يعيش يعيش) الذي قرر منع عرض المسرحية نزولاً عند رغبة الأولاد.. أولاد منصور!
12- في الذكرى الـ 24 للراحل الكبير عاصي الرحباني, خُصصت حلقة في محطة الـ MTV واختار معد ومقدم الحلقة الخاصة أن تكون ضيفته الإعلامية نضال الأحمدية لكن أولاد منصور سارعوا إلى القضاء المستعجل يطالبون بوقف الحلقة التكريمية.
13- بعدها تقدموا بعريضة ثانية للقضاء المستعجل ضد كل من جريدتي الحياة والأخبار ومجلة الجرس وطالبوا بمنع المطبوعات الثلاثة من نشر أي حرف عن الرحابنة!
*وبعد.. *
على مدار كل هذه التجاوزات القانونية والأخلاقية, بحق وطن فيروز وعاصي, لم يصدر عن جمعية *الساسيم* في لبنان أي بيان أو تصريح يستنكر ما يحدث!
- الساسيم (جمعية المؤلفين والملحنين) مهمتها تحصيل الحقوق المادية لكل المنتسبين إليها ومنهم (منصور وأولاده العباقرة الجدد). *منصور بصفته أحد المؤلفيْن أي أحد الأخوين* قبل موته, وأولاده بصفتهم ورثة نصف المؤلفيْن بعد وفاته عام 2009.
- وزارة الثقافة ومهامها رقابة أداء(الساسيم) في لبنان التزمت الصمت.
- 21/5/2009: *قامت السيدة فيروز بمراسلة وزيريْ التربية والثقافة معترضة على القرار الوزاري المهين بحق عاصي وحتى اللحظة لم تلق إجابة ولا حتى اتصال!*
*هذا تلخيص التلخيص للحكاية الطويلة كثيراً, والتي نتحفظ عن الدخول في الكثير من ويلاتها المخزية.. آملين أن نستعيد فيروزنا وكف يد الحاقدين عليها لأنها لبنان كل لبنان ولأنها كل ذاكرتنا فهل يريدون اغتصاب وجداننا العام بإعدام فيروز ومبرراتهم واهية وغير قانونية بل يخترعون قانوناً خاصاً بدكانتهم الصغيرة.*
نحن الفيروزيون في لبنان والعالم *نطلب من وزارة التربية الكريمة *وأي وزارة معنية, أو مباركِة* الإستجابة لطلب السيدة فيروز المحق *في رسالتها الرسمية
والتي جاء فيها:
*رسالة فيروز إلى وزيري التربية والثقافة*
(إن مبادرتكم مباركة ومشكورة ولطالما انتظرناها, ولم نكن بوارد التدخل فيها فيما لو كانت محصورة بالراحل منصور الرحباني الذي نحترم ونجل, لكن أن تُخصص لفن وأدب quot;الأخوين رحباني والاستاذ منصور الرحبانيquot; دون ذكر لعاصي, أو أن يتم تذويبه بالعائلة الرحبانية بشكل عام كما جاء في القرار الأول, فهو أمر لا نخالكم ترضون به, ذلك أن *عاصي ومنصور أسسا معاً مدرسة خالدة في الفكر والفن*, ومن الطبيعي أن يكرّما معاً بالاسم الذي اختاراه لنشر أعمالهما quot;*الأخوين رحباني*quot; دون أي تمييز مصطنع بينهما).

*نحن الفيروزيون نطلب من.. *غربة وجارة القمر, أن تطل على المسرح في أسرع وقت وليكن عيد الفطر لترد لنا كرامتنا ولتشعرنا أن الظالم لا ينتصر ولتغني لنا:**
خزقولي هالتياب السود/ خزقوا هالخوف/ والفرح يرجع
وراية العز القديمة نعود/ ومجدنا ينعاد/ والهوى ينزاد/
ونرد العراس/ ونرد الأعياد/
وتزلغطوا وترقصوا/ ويكبروا الولاد.
* لجنة تخليد فيروز والأخوين *

وكان ورثة منصور الرحباني قد وزعوا البيان التالي قبل أيام ننشر نصه أيضاً لتكون وجهة نظرهم حاضرة كذلك أمام الرأي العام:

أبناء منصور الرحباني يتحدثون بعد quot;صمت أخلاقيquot; :
نطالب بحقوق الملكية الفكرية والفنية فيواجهوننا بـ quot;السلبطة الإعلامية والاستخفاف بالقانون والاستهزاء بقرارات القضاء!
نحن مروان وغدي وأسامة منصور الرحباني، وبعد صمت فرضناه على انفسنا تجاه حملات إعلامية مغرضة تناولتنا مؤخراً من بعض الاقلام، وبينها ذوو القربى على خلفية مشاكل عالقة بيننا وبين وريثتي عمنا عاصي وهما أرملته السيدة نهاد حداد وابنتها ريما. وبعدما تيقنـّا أن كل الذين تحدثوا في الموضوع لا يعرفون ماهية تلك المشاكل ولا اسبابها ولا تفاصيلها ولا ما هي الحقوق والواجبات فيها... وبعد وصول التجنّي في الاعلام الى درجات الشتم والإهانة وquot;السلبطةquot;، رأينا أن من واجبنا الخروج عن quot;الصمت الأخلاقيquot; الذي تعلّمناه من نبل عاصي ومنصور معاً، والدخول في الكلام الواقعي والجدي تبياناً للحقائق.
الخلاف حول تكريم الاخوين رحباني في المناهج المدرسية
غداة غياب منصور الرحباني، وفي لفتة تقدير من وزيرة التربية الوطنية والتعليم العالي آنذاك السيدة بهية الحريري بغية تنشئة الأجيال القادمة على فكر وأدب الأخوين الرحباني ومنصور بعد غياب عاصي، أصدرت بتاريخ 12/2/2009 القرار رقم 167/2009 الذي قضي بتشكيل quot;لجنة لتخليد فن وأدب منصور الرحباني والعائلة الرحبانية عبر إدخالها في المناهج والأنشطة التربويةquot;. وفي أعقاب نشر هذا القرار في العدد الخاص من المجلة التربوية (آذار 2009) الذي أصدره المركز التربوي للبحوث والإنماء اعترضت الآنسة ريما الرحباني على تلك العبارة وجاريناها الرأي وتمنينا على معالي الوزيرة التصحيح فبادرت إلى التصحيح بموجب قرار مؤرخ في 19/5/2009 حيث أصبح على الوجه التالي: quot;تشكّل لجنة لتخليد فن وأدب الأخوين الرحباني ومنصور الرحباني بعد غياب عاصي الكبيرquot;. وبيد ذلك، أصرت الآنسة ريما على الاحتجاج الواهم في الإعلام على الرغم من انتفاء السبب. وعليه لا يمكن اعتبارنا مسؤولين عن صياغة نص القرار الأول ولا عن تغييب عاصي الرحباني.
وحبّذا لو صحّ الاتهام بأنه باستطاعتنا استصدار القرارات الإدارية والقضائية كما نشاء، لكنّا أعدنا بناء منزل quot;أم عاصيquot; في انطلياس الذي استملكته الدولة غداة رحيل عاصي ليكون متحفًا للأخوين الرحباني، والذي جهد الحاقدون الحاسدون في عرقلة معاملات استملاكه وصولاً إلى هدمه وذلك من ضمن إحدى المحاولات اليائسة المتعددة لإلغاء الأخوين من الذاكرة الجماعية، حيث أن الحرب على قرار وزارة التربية اليوم يوازي إلغاء المتحف في الماضي.

محاولة إلغاء منصور الرحباني
وبسياق هذه الحرب العاقر، يتبين لنا يومًا بعد يوم أن هنالك نية مصوّبة نحو إلغاء إنتاج وجهد وتأليف كل ما صدر عن منصور الرحباني منفردًا بعد رحيل عاصي كأنما هنالك من يعتبر نفسه متضررًا من هذا الانتاج الذي استمر طوال 23 سنة، أصدر خلالها 11 مسرحية غنائية وخمسة دواوين شعرية والقداس الماروني، قدم في عروض متمادية في لبنان والخارج بنجاح منقطع النظير.
والسؤال الذي يطرح نفسه، لو كان منصور هو الذي غاب العام 1986 وألـّف عاصي منفردًا هذه الاعمال هل كان ورثة عاصي يقبلون بالتجني على هذا التأليف أو محاولة إلغائه ؟
الخلاف القانوني بين منصور الرحباني ونهاد حداد :
يحاول بعضهم أن يشيّع للرأي العام ان الدعاوى التي أقامها منصور هي من أجل منع فيروز عن الغناء. إن هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق حيث أن منصور لم يرفض يومًاً طلبًا لفيروز بأن تؤدي أياً من الأعمال المشتركة للأخوين الرحباني. إلا أن ما طالب به منصور بالمقابل فكان ابسط حقوقه التي تنبع من المبدأ القانوني المكرّس في المادة /6/ من القانون رقم 75/1999 التي تحظـّر على احد المؤلفين في الاعمال المشتركة أن يمارس بمفرده حقوق المؤلف بدون رضى شركائه ما لم يكن هناك اتفاق خطي مخالف وما يترتب عليها من حقوق، والتي ما كان منصور لينكرها على فيروز في ما لو رغب بإعادة أحد أعمال الأخوين واستحصل على موافقة أصحاب الحقوق بشأنها.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن إدارة كازينو لبنان، وبالنظر على صراحة هذه المادة، لم تقبل التعاقد على تقديم اية مسرحية للاخوين الرحباني دون موافقة خطية صريحة ومسبقة من مؤلفي العمل المشترك.
وعلى هذا الأساس أيضاً نشأ خلاف مع فيروز على خلفية تقديمها لمسرحية quot;صح النومquot; في دمشق والشارقة دون موافقة منصور الخطية والمسبقة ودون احتساب حقوقه المادية كمؤلف وملحن لهذه المسرحية بالاشتراك مناصفة مع عاصي، خلافاً لما حصل بالنسبة لعروض البيال والأردن.
فحقوق المؤلفين والملحنين هي حقوق سامية ومكرسة قانوناً وواجبة الاحترام في دولة تحترم وتحمي النتاج الفكري للإنسان وبالتالي تكون المطالبة بها مشروعة ولا يجوز بأي شكل من الأشكال نكرانها أو تسخيفها أو حجبها عن أصحاب الحقوق واعتبار المطالبة بها، بغض النظر عن قيمتها، أمر مادي بحت، علمًا بأن الامتناع عن تسديدها وعدم الاعتراف بها هو المخالفة والتحقير والتسخيف وهو التصرف المادي بامتياز.
فيكون الخلاف إذًا مبدئيًا من جهتنا وماديًا من جهة فيروز التي تقاضت مبالغ طائلة عن تقديم العمل في دمشق والشارقة ممتنعة عن تسديد حقوق منصور الذي طالب بتطبيق المعايير المعتمدة عالمياً في احتساب الحقوق. فهل أن المطالبة بهذه الحقوق يشكل منعاً لفيروز من الغناء كما يدّعي الغيارى عليها؟ فلو كانوا غيارى على تطبيق القانون لما حصل اي اشكال وكانت غنّت فيروز للأخوين.
ومن جهة أخرى،
نوضح بأن الفنانة فيروز لم تكن يوماً شريكةً في إنتاج أي من أعمال الأخوين الرحباني المسرحية والغنائية، حيث اقتصر دورها على الأداء فقط لقاء أجر مادي منفصل كأي بطل من أبطال تلك الأعمال. فالإنتاج كان للأخوين ومعهما أحيانًا بعض الجهات الانتاجية وعليه كانا يتحملان بصفة quot;الأخوين الرحبانيquot; الارباح والخسائر.
فبناءً عليه، ان وضع السيدة نهاد حداد اليوم في موضوع الميراث بالتحديد لا يختلف عن وضعنا أبدًا؛ فكلنا متساوون في الحقوق والواجبات أمام القانون... إلا إذا كان بعض المدافعين عن فيروز يريدون ان يخرقوا القوانين والنظم الوضعية الحضارية وحتى الآلهية المتعلقة بالإرث ويصرون على إهمال حقوق الملكية الفكرية والفنية كرمى لها تحت شعار quot;أولاد منصور يريدون أن يمنعوا فيروز من الغناءquot; ... ونحن نسألهم من الذي منع فيروز من الغناء الا فيروز نفسها فيما يخص أعمال الأخوين الرحباني عندما قررت أن منصور، في حياته، لا quot;يستحقquot; حقه الفكري والمادي، وأننا كأبنائه، بعد رحيله، غير موجودون. وإلا عندما شجعها بعض المثقفين والكتاب الهائمين على تشكيل لوبي ضغط إعتقد المنتمون إليه لوهلة أنهم قادرون على تغيير الوقائع والتواريخ والاسماء والحقوق والقوانين بمناشدات وتحليلات وهجومات وافتراءات وإهانات وقدح وذم قررنا من اللحظة الاولى اعتبارها كأنهما لم تكن، لانها مبنية على quot;صداقاتquot; حيناً وquot;التزاماتquot; حيناً آخر، وquot;انفعالاتquot; عاطفية لا حقوقية دوماً، في وقت كنا نحن مصرّين على ألا نفتح جروحاً او نرد على جروح فتحها غيرنا. وقد تحملنا ما لا يُطاق من الاساءات المفجعة بحق والدنا وحقنا.

في التحامل على منصور بنسبة اعمال الاخوين رحباني الى عاصي بمفرده:
لعلّ أدهى وأفظع ما تمّ القيام به ضمن الحرب المستمرة لكسر صورة الأخوين هو أنه عندما اكتشف بعض اصحاب الاقلام ان قضيتنا محترمة ومعتبرة لدى الهيئات المختصة بالفكر والفنون ولدى القضاء اللبناني المنصف، لجأوا إلى الدسّ الرخيص في الصحافة والإعلام بالتلميح والتصريح الى ان دور منصور في تجربة الاخوين كان محدودًا في الحدّ الادنى، وشبه غائب في الحد الاقصى... اي انهم أرادوا محو منصور بالكامل، من أجل القول أن عاصي هو الكل بالكل... وأن ورثة عاصي هم الورثة الوحيدون تمهيداً ليكون حق فيروز لا يناقش في إعادة عرض المسرحيات القديمة، غير آبهين بحق منصور ومن بعده أولاده. وهنا يجب الاستفهام الدقيق حول مَن يريد إلغاء مَن؟!
وهنا يجب التذكير بأن الاعمال المسرحية (11) لمنصور الرحباني منفردًا هي علامات قاطعة يمكن ان تدل بعض quot;الهائمينquot; على دوره في أعمال الاخوين عاصي ومنصور السابقة، مع التذكير بأن المؤسسة الرحبانية التي أسهم الأخوان في إطلاقها قد حملها منصور على كتفيه منذ إصابة عمنا عاصي بانفجار في الدماغ عام 1972، ولسنا هنا لنجاري quot;التقسيميينquot; لفن الأخوين... هؤلاء التقسيميون الذين سيجدون الآن متعة عزّ نظيرها في مجموعة البومات من قديم الاخوين رحباني، أصدرتها فيروز أخيرًا مع جهة انتاجية حصدت فيها ما تستحقه من الاحترام والملايين معاً، وفيها أغانٍ يدعون أنها من ألحان عاصي الرحباني في وقت يعلم الجميع ماضياً وحاضراً وتعلم quot;الساسيمquot; منذ عشرات السنين أنها من تأليف وتلحين الاخوين الرحباني بتوقيعهما المباشر على وثائق التصريح المحفوظة لديها.

دور شركة المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى - الساسيم
يتبين من الحملات الإعلامية التي تناولت موضوع الحقوق محاولة متلبسة للتذرع بالاكتفاء بدفع الحقوق لشركة المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى (الساسيم) للقول بصحة تقديم أي عمل فني، وخصوصاً عمل مسرحي، دون الحاجة لموافقة مؤلفه. إن هذا الأمر مرفوض قانوناً لأن الساسيم هي بمثابة الوكيل للمؤلف بشان جباية الأموال الناتجة عن الأداء العلني للأعمال الغنائية، أما أمر منح الأذونات خصوصاً بالنسبة للأعمال والنصوص المسرحية وإعادة إنتاجها وتقديمها على المسارح فهو من حق وصلاحية المؤلف وحده حصرًا كونه شأنًا إنتاجيًا جديدًا تتولاه جهات بعينها ولا يخضع لمنطق الاداء العلني اي إذاعة الاغاني. ونقول أكثر: قوانين quot;الساسيمquot; تمنع اي شخص من تسجيل أغنية واحدة من دون الرجوع الى المؤلف والملحن أو ورثته . قانونيّو quot;الساسيمquot; الكبار في فرنسا ولبنان والعالم يقولون بذلك لا نحن، فهل ينبغي أن تغيّر quot;الساسيمquot; قوانينها حسب المصلحة المادية للسيدة نهاد حداد أو المدافعين عنها عن جهل... لكنهم من حيث يدرون او لا يدرون يريد غيارى فيروز أن تكون quot;حماية الملكيةquot; لها بسمنة، ولنا بزيت! وبنتيجة ما تقدم إن إقحام الساسيم بالخلاف لن يجدي نفعاً بتاتاً.
وبالمختصر المفيد: هناك quot;الساسيمquot; وقوانينها، وهناك القضاء اللبناني الذي نقدّر، وهناك حقوق الملكية الفكرية والفنية المنصوص عليها في القوانين التي نخضع لها جميعاً بالتساوي مهما علا شأننا وهناك المنطق والعدل والانصاف والحقوق الارثية. فان كان لنا حق معنوي ومادي عند فيروز فيجب ان تعترف لنا به، وان كان لها حق مادي ومعنوي عندنا فستأخذه من دون نقصان. فإذا نحن قررنا إعادة عرض أي عمل مسرحي من أعمال الأخوين الرحباني في المستقبل فعلينا أخذ الإذن من نهاد حداد وأولاد عمّنا عاصي زياد وهلي وريما كورثه لعاصي واذا ارادت اي جهة اخرى انتاج واعادة مسرحية للاخوين رحباني وجب عليها اخذ موافقة ورثة الاخوين رحباني
واتركوا عاصي ومنصور راقدين بسلام في ترابهما، وكلنا الى تراب...

بكل صدق واحترام
في /21/2010
مروان وغدي وأسامة منصور الرحباني