الفنانون يقفون الى جوار المتظاهرين في مطالبهم مما يثبت أن الوسط الفني ليس بمعزل عن الشارع السياسي في مصر.



القاهرة: الفن لا ينفصل عن السياسة، ما أثبتهالفنانين المصريين خلال تواجدهم مع المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس مبارك من السلطة، فلم يكن يتوقع احد أن أهل الفن الذين كثيراً ما كانوا يُنتقدون بسبب أجورهم المبالغ فيها والتي تستفز شريحة كبيرة من المواطنيين الذين لا يجدون قوت يومهم، يشعروناليوم بمطالب الناس ويدافعون عنها.
ورغم أن الكثير من الفنانين يشاركون الشعب المصري في مطالبه، الا انالفنانين الذينعرف عنهم ولائهم للرئيس مبارك وللنظام في مصر أعلنوا في البداية عن تأييدهم للرئيس إختفوا مؤخراً، ونشرت الصحف المصرية في عدد امس خبر سفر الفنان عمرو ديابمتوجها برفقة اسرته الى انجلترا، كما نشرت أيضاً خبر سفر الفنانة نيللي كريم وزوجها من مطار القاهرة .
وتحفظت الفنانة ليلى علوي على الحديث عن المظاهرات وعن الاوضاع السياسية بسبب صلة قرابتها بالرئيس مبارك، فيما إختفى عدد من الفنانين عن وسائل الاعلام تخوفاً مما ستسفر عنه الايام المقبلة ومن بينهم محمد منير، وتامر حسني، فيما إنطلق عدد آخر لمساندة مطالب الشعب الغاضب في مقدمتهم خالد الصاوي، وخالد النبوي، وخالد ابو النجا،عمرو واكد، واسر ياسين، والسناريست تامر حبيب، والمخرج عمرو سلامة، والمخرج خالد يوسف، والمخرجة كاملة ابو ذكرى وغيرهم.
الفنان هاني سلامة أكد على أن ما يحدث في الشارع المصري أمر متوقع في ظل إستمرار سياسات خاطئة منذ سنوات طويلة، موكداً على أن الشباب لهم حقوق ومطالب كان يجب الإلتفات اليها من البداية، وسبق وان عرضت اكثر من مرة الا ان المسؤولين لم يلتفتوا لها.
وأوضح أن مطالب الشعب تتلخص في توفير حياة كريمة، حياة تضمن للمواطن العيش دون ان يذل في وطنه بحيث تتوائم الاسعار مع الرواتب،مع توفير فرص العمل للشباب المصري .
منى زكي على الرغم من لقائها السابق ضمن وفد للفنانيين الرئيس مبارك، إلا أنها كانت ضمن المتظاهرين في ميدان التحرير يوم الثلاثاء الماضي، ونزلت الى الميدان اكثر من مرة اخرى، حيث اكدت ان المتظاهرين لم يرتكبوا أي خطاء لان التظاهرات كانت سلمية ولم تحدث بها أي عمليات تخريب في البداية، لافتة الى ان التعامل بعنف مع المتظاهرين من قبل قوات الامن، ومحاولة تفريق المعتصمين في ميدان التحرير باستخدام القنابل المسيلة للدموع من قبل وزارة الداخلية، هذا السبب الحقيقي وراء حدوث عمليات العنف والتخريب.
وقالت منى ان الدولة كانت يجب ان تحترم حق الشباب في التظاهر السلمي، وهذا الحق اقره القانون والدستور في مصر، ولا يحق لاي شخص مهما كانت قوته ان ينقص هذا الحق، ودعت الى استمرار الحوار بين السلطة والمعارضة لان باب الحوار هو الحل الوحيد لانهاء الازمة السياسية التي تشهدها البلاد .
المخرج عمرو سلامة قال لـ quot;ايلاف quot; انه لن يتراجع عن موقفه المطالب باسقاط النظام بعدما تعرض الى الضرب من قبل قوات الشرطة، مؤكداً على انه لم يقم سوى بإستخدام حقة الدستوري في التظاهر بشكل سلمي .
من جهتة قال خالد ابو النجا انه حذر من قبل منذ انضمامه الى الجمعية الوطنية للتغيير وتوقيعه على بيان quot;معاً سنغيرquot; الذي اطلقه الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية لطاقة الذرية من حدوث حالات فوضى في حال عدم قدرة النظام على ضبط الأمن نتيجة انفجار الشعب المصري، مؤكداً على ان ما حدث كسر حاجز الخوف لدى المصريين .
واكد ابو النجا على انه لا يشارك في الاحداث بصفته فنان وانما بصفته مواطن مصري، لافتاً الى ان دور كل مصري ان يشارك من اجل مستقبل افضل .
عمرو واكد بات ليلته في ميدان التحرير، فشقيقه تم القبض عليه خلال اول يوم للتظاهرات، بعد ان نزلا سوية الى الشارع مع مجموعة من الاصدقاء، عمرو بات ليلتة في الشارع مع المتظاهرين مؤكداً على انه لن يتنازل عن المشاركة في احداث التغير في بلده.
موقف عمرو لا يختلف كثيراً عن موقف خالد النبوي، وخالد الصاوي اللذان ينشطان وسط المتظاهرين بطريقة قوية حيث يقضون اليوم في التنقل بين ارجاء ميدان التحرير، فيما لم يعد خالد الصاوي قادر على الحديث بعدما قاد التظاهرات منذ الجمعة الماضية.