في لقاءٍ مع quot;إيلافquot; تحدَّث الفنان السوري، باسم ياخور، عن أجد أعماله وعن العديد من المحطًات في مسيرته الفنيَّة.


دمشق: فنان شاب متألق أجاد الأدوار الإجتماعية ولمع بالكوميدية وخاض التجارب التاريخية، دخل إلى قلوب الجماهير من دون استئذان في شخصية quot;جودةquot; في المسلسل الكوميدي quot;ضيعة ضايعةquot;.

بدأ مسيرته الفنية الناجحة من خلال الكوميديا حيث وقف أمام كاميرا أهم مخرجي الكوميديا السورية وهو هشام شربتجي، وشارك في أعماله، وكان أحد مؤسسي مشروع quot;بقعة ضوءquot; الذي يعتبر من أجرأ مشروعات الكوميديا السورية.

باسم ياخور من الفنانين العرب القادرين على التألق في الكوميديا والتراجيديا على حد سواء وقد أبدع في العديد من الأعمال التاريخية والمعاصرة وخصوصًا في quot;صلاح الدينquot;، وquot;صقر قريشquot;، وquot;خالد بن الوليدquot;، ومنذ عامين يعد ياخور من النجوم السوريين الحاضرين في الدراما المصرية.

وكان لـ quot;إيلافquot; اللقاء التالي مع النجم باسم ياخور.

انتهيت منذ مدة من تصوير عملين في الدراما السورية وهما quot;المنعطفquot; وquot;تعب المشوارquot; ما جديد باسم ياخور لهذا الموسم؟
شاركت أيضاً في عمل بعنوان quot;جلسات نسائيةquot; للكاتبة أمل حنا والمخرج المثنى صبح وهو عمل لطيف جداً وخاص لا يشبه أي نوع من الأعمال التي سبق وتناولت قضايا وهموم المرأة، ونحن ضيوف على هذه الجلسات النسائية نطعمه بالحضور الذكوري، وأنا سعيد بوجودي، وبرأيي سيترك انطباعاً لطيفاً لدى الناس من خلال المواضيع الناعمة والمؤثرة.

كما أصور حالياً عملاً بعنوان quot;الانفجارquot; وهو مسلسل تكمن أهميته بتناوله لحادثة إرهابية ومعالجتها بشكل بعيد عن المنظور السياسي والأمني وإنما من وجهة نظر اجتماعية، بكيفية انعكاس الحادثة على حياة أسر فقيرة وتعيسة تتغير حياتها بشكل دراماتيكي من خلال حادثة انفجار حافلة فتولد انفجارات متتابعة في حياة الكثيرين كما يناقش تداعياته بتسليط الضوء على الخلل في العلاقات بين من صنعوا هذه الحادثة ومن حققوا بها ومن استغلوها وكيف انتصر البعض على حالة التغيير التي أصابتهم وكيف شلت هذه الحادثة أحلام البعض الآخر.

وهل ستقدم أي عمل في مصر هذا العام؟
كان من المفترض القيام بعمل quot;المرافعةquot; والحقيقة أن فكرة إنتاج هذا المسلسل تأجلت إلى العام المقبل، ولا أدري إن كانت الأحداث الأخيرة في مصر هي السبب في تأجيلها، لكن ربما بسبب القدرة الإنتاجية المحدودة للشركة التي أرادت تنفيذ العمل، والعمل يتناول قصة حياة افتراضية لرجل أعمال عربي محسوب على الحزب الحاكم ويمارس نفوذ وسيطرة كبيرة، وسيكون دراما اجتماعية سياسية بامتياز، لكن للأسف لم نستطع تنفيذه هذا العام، لكنني مستمر بالتنسيق مع تامر عبد المنعم كاتب العمل، وأتمنى وجود شركة تتبنى إنتاج العمل بطريقة مشرفة تليق بالسطور المهمة التي خطها الكاتب بعناية.

ماذا عن مشروع quot;محمد الفاتحquot; خصوصًا بعد تصريح الفنان عابد فهد في تجسيد الشخصية ذاتها؟
في الحقيقة لا يوجد تنسيق بيني وبين الفنان عابد فهد، وإن أراد القيام بتنفيذ العمل سأتوقف أنا تماماً عن تمثيلها وحتى عن التفكير فيها.

كيف يبني باسم ياخور صداقاته في الوسط الفني؟
بصراحة عدد أصدقائي قليل جداً في الوسط الفني ولا اعرف السبب في ذلك، أن كان خطأ مني أم تكمن المشكلة في الآخرين، واعتقد أن الوسط الفني والعمل مع وجود بعض المخرجين والممثلين والحالة المهنية ما دفعتني للتعرف على وجهات نظرهم وبعض أرائهم فتولدت القواسم المشتركة بيننا وتطورت إلى صداقة، والحفاظ على هذه الصداقة لم تكن لوجود عمل مشترك وإنما من خلال مواقف وعلاقات اجتماعية مختلفة وبعيدة عن الفن، لذا اعتقد إن الوسط الفني هو إطار بسيط للتعارف ولكن ليس محرضاً على الصداقة التي تنشأ من حوار الفكر والقلب.

كيف يظهر الفنان ياخور أثناء العمل وفي كواليس التصوير؟
بسبب ضغط المهنة المتعبة جدا وساعات التصوير الطويلة جداً وحالة التركيز المطلوبة دائماً من الفنان، إضافة إلى السفر المستمر والمتواصل على مدار الأيام والابتعاد عن العائلة كل هذه الأسباب تجعل من الفنان شخص متوتر في الكثير من الأحيان، ولا يوجد إنسان معصوم عن حالة التوتر، وأنا أبدو عصبياً في بعض المرات، لكنها ليست قاعدة وحالتي العامة هي المرح والمزاح وتلطيف الجو الدائم لنسهل على أنفسنا أعباء المهنة.

هل تعتقد بأن حالة النجومية بالنسبة للفنان لها عمر افتراضي؟
لا اعتقد بأن الفنان محصور بعمر افتراضي ولا أريد الاستشهاد بأسماء عالمية وهناك في سوريا الفنان خالد تاجا الذي أبدع في خريف العمر أكثر مما أبدع في ريعان الشباب ورصيده من الأعمال وهو في سن الستين أكثر بكثير مما أنجزه في سن الشباب ربما بسبب نهوض الحالة الفنية في سوريا ولكن لا يجب نسيان نضج تجربته، وبالعموم فهو ممثل رائع جداً وهو في هذه السن الكبيرة نسبياً.

أي دور يعتبره باسم ياخور بأنه صاحب الفضل في صنع نجوميته؟
لا أحب التكلم عن دور معين له الفضل بالنجومية كون هناك مجموعة من الأدوار التي لها الفضل في مسيرة حياتي المهنية ومؤثرة فيها مثل دور quot;نور الدين الزنكيquot; في quot;صلاح الدين الأيوبيquot;، ودور quot;أبو مسلم الخراسانيquot; في quot;صقر قريشquot;، ودور quot;نديمquot; في quot;الثرياquot;، ومجموعة من الأدوار في مسلسل quot;بقعة ضوءquot; التي اعتبرها تجربة مفصلية ومهمة في حياتي، كما اعتقد بشكل جازم إن دوري في quot;حرب الجواسيسquot; كان مفصلياً في تجربتي بمصر، وبالنسبة لشخصية quot;جودةquot; التي جسدتها مؤخراً في quot;ضيعة ضايعةquot; كانت من أهم الشخصيات وأحبها.

هل تتذكر اللقطة الأولى التي وقفت فيها أمام الكاميرا؟
بالتأكيد، وحينها صورت مشهداً وحيداً في سهرة تلفزيونية بعنوان quot;مسعود بالألوانquot; من إخراج هيثم حقي وكانت من ضمن سلسلة أفلام quot;موزاييكquot;، وكنت في هذه اللقطة راكبًا من ركاب الباص ويقول لبطل السهرة جملتين فقط، وكنت متخوفاً جداً قبلها وسعيد جداً بأدائها كونها كانت أول مشهد في انتقالي لحالة الدراما التلفزيونية بسوريا في عمل مع المخرج هيثم حقي.

ماذا تمثل الجوائز بالنسبة للفنان ياخور؟
الجوائز بمثابة المحرض وأشبهها بإبرة المنشط فهي تشجع الفنان وترفع معنوياته وتحفزه لكن في الجوهر العميق الجوائز لا تقدم ولا تؤخر، والأهم من الجوائز هو ما يقدمه العمل الفني من فكر وكيف يتلقى الجمهور هذه الرسائل، وهل يستطيع العمل إثارة الجدل الحقيقي بين النقاد وجمهور الشارع، وأنا أعتبر النجاح الحقيقي عندما تتفق وجهات نظر شريحة الجمهور مع النقاد كما حصل في مسلسل quot;ضيعة ضايعةquot; الذي حقق نجاحاً هاماً قد لا يتكرر في أعمال ثانية، وعلى الرغم من أنني شخصياً لم أحصل على أية جائزة إلا إنني أصنفها من بين أنضج أعمالي الدرامية على الإطلاق، وكانت أهم من أعمال أخرى نلت عليها الجوائز المتنوعة والعديدة في الوطن العربي لكن شاءت الصدف أن لا أنال عليه جائزة.

كيف يتعامل الفنان باسم ياخور مع النقد ؟
لا أريد أن أبدو مثالياً التي هي ليست من طبعي أصلاً، لكني ابحث على حالة من التوازن والاعتدال بحيث أسمح لنفسي قبول النقد وآلا أخدع نفسي، وبصراحة أنا انزعج من النقد في الكثير من الأحيان لكن أقوم بنوع من التحكم الذاتي بحيث يكون الانزعاج ردة الفعل الأولى، وبعدها يكون التفكير العميق في فحوى النقد وأناقش كيفية السبيل والوصول إلى حالة أفضل، وعندما تتواجد حالة النقد تطور الحركة الفنية، لإنه يولد الأسئلة ويعتبر نوعًا من أنواع المحاكمة الذاتية للعاملين بالفن، ويجب أن يدرك الفنان بأنه لا يستطيع الاستمرار من دون النقد فلا يجب أن يكون متشنجاً منها.

وعبر التاريخ كانت حركة النقد ضرورية وملازمة للفن وهو ما ارتقى بالفن في أميركا وروسيا وأوروبا والعالم، وبالتالي النقد وأن كان مزعجًا لكنه ضروريًا، ولا يجب على الفنان أن يعتبر نفسه في ساحة الحرب مع النقاد.

ما رأيك بما كتب مؤخراً بأن quot;ياخور يتفوق على يحيى الفخرانيquot;؟
أرفض هذا النوع من المقارنات واعتبرها سخيفة ولا اعتقد بأن الفنانين متسابقون في مضمار الجري يسبق أحدهم والأخر يتراجع، والفنان يحيى الفخراني يعد من أعلام الفن العربي، وأنا شخصياً استمتع بمشاهدته وهو رجل مثقف وفنان كبير أتعلم أنا والكثير من أبناء جيلي منه، كما أرفض هذه العناوين المصاغة بطريقة سطحية مهما كان مضمون الخبر من الداخل.

كيف ترى السينما السورية ؟
اعتقد إن هناك إشكال حقيقي حول السينما السورية، فحين تم تناولها من وجهة نظر المسؤولين تتم الإجابةبالأرقام والإحصاءات على الرغم من إن السينما ليست أرقام، وبرأيي يجب أن تخرج السينما السورية بطريقة مختلفة عما تعودنا عليها سابقاً في الكم والنوعية، والسينما السورية لا تعني المؤسسة العامة للسينما فحسب كون المؤسسة تنتج جزء من الأعمال السينمائية، وحان وقت أن يدخل القطاع الخاص بطريقة منهجية ومدروسة وعلى أسس متينة للارتقاء بالسينما السورية.

أين باسم ياخور من المسرح ؟
حالياً أحضر لمشروع مسرحي من تأليفي حيث قضيت أكثر من ثلاث سنوات في كتابته، وبصراحة لم استطع إيجاد جهة منتجة تقوم بتنفيذ هذا العمل الذي يحتاج لكلفة إنتاجية عالية مقارنة مع الأعمال المسرحية الأخرى، والنص بعنوان quot;حديث أمواتquot; وأنا متفائل بأن يكون عرضًا مسرحيًا ممتعًا جداً، وأظن بأن فكرة العمل تمثل الوقت الحالي حيث تعكس الكثير من الأحداث العربية والتناقضات التي يعيشها الشارع العربي، وأنا متحمس جداً للبدء بتنفيذ المشروع في العام القادم وإن لم أجد الممول المطلوب للمسرحية سأقوم أنا على الأرجح بتنفيذ المشروع على حسابي الخاص وعلى نفقتي الشخصية.