رأت الممثلة العراقيَّة، عواطف السلمان، أنَّ العمل في الدراما العراقيَّة يتطلَّب الإلتزام بشرف المهنة للإرتقاء بها، مشيرةً إلى أنَّها تفضِّل تقديم عمل واحد كل ثلاث سنوات ويبقى راسخًا في ذهن المشاهدين، على أنّْ تقدِّم أعمالاً متعدِّدةسنويًا ومن دون قيمة.


بغداد: أكدت الفنان العراقية، عواطف السلمان، ان الدراما العراقية تحتاج الى quot; شرف المهنةquot; لكي ترتقي بنفسها، وليكون الانتماء للعراق مئة بالمئة، وقالت السلمان انها لا تحرص على التواجد في الاعمال الا اذا ما توفرت القناعة الكاملة لديها، لانها لا تريد ان تقدم اعمالاً لا تبقى في ذاكرة الناس، مشيرة الى انها انانية مع نفسها في هذا الجانب حتى لو قدمت عملاً واحدًا كل سنتين او ثلاث.

غيابك عن الشاشة واضح لماذا؟
انا موجودة في الوسط ولست غائبة، وخلال شهر رمضان المنصرم عرض علي للمشاركة في أكثر من عمل واعتذرت، لعدم توفر قناعة لدي ولأسباب اخرى، والان ان شاء الله اقود مشروعًا فنيًا ضمن شبكة الاعلام العراقي واتمنى ان يرى النور، وأشارك في مسلسل quot;حفر الباطنquot;، وهو مسلسل كبير من انتاج القناة الفضائية العراقية، واتمنى ان يتم تصويره وتكتمل مشاهده.

ما هو دورك في حفر الباطن؟
أجسد فيه شخصية quot;ام رعدquot;، وهي تمثل المرأة العراقية، والعراق، والارض العراقية بهذا المعنى.

هناك الكثير من الفنانين الذين يحرصون على التواجد في اعمال رمضان لماذا ليس لديك هذا الحرص؟
انا لا احرص ان اكون موجودة بأي شكل من الاشكال، انا أنانية جدًا مع نفسي، حتى لو أدى ذلك إلى تقديم عمل واحد كل سنتين او ثلاث سنوات، شرط أن يبقى في الذاكرة افضل من ان اقدم عملاً ينسى بعد عرضه، هناك العديد من الفنانات شاركن في خمسة او ستة اعمال، ولكن ما ان انتهى الموسم لم تظل بالذاكرة ولا في البال، أشعر أنها بمثابة فقاعة، انا ابحث عن الشخصية التي تبقى في الذاكرة وتبقى في الشارع العراقي، الشخصية التي فيها مواصفات، والتي احس فعلاً انني قدمت شيئًا وجزءًا من رسالة من خلالها، واذا ما توفرت هذه الشخصية فأنا موجودة .

يقول البعض انه يشارك في الاعمال لكي يبقى امام الجمهور وان كانت قناعته بالعمل غير جيدة؟
هذه قناعته التي احترمها ولكن لي قناعتي الاخرى، وهي في ان اقدم عملاً يبقى في الذاكرة، لانني اعتقد اننا وصلنا الى مرحلة، خاصة جيلي، المفروض علينا ان نقدم شيئًا يبقى في الذاكرة، لا اقصد ان يبقى في الذاكرة كشيء سلبي بل ان يبقى ايجابيًا كعمل، انا احيانًا يطرح عليّ عمل فيه الشخصية ايجابية وليس لديّ عليها ملاحظات، ولكن خطاب العمل ككل من الممكن ان يسيء لطرف معين او لقضية معينة فأعتذر عنه.

هل انت مع او ضد تصوير الاعمال العراقية خارج العراق؟
ليست المسألة مع او ضد، ولكن يجب ان تكون مع بسبب وضد بسبب، انا اتمنى ان يكون العراق خيمة لاعمال عراقية، لأن الاعمال التي صورت في سوريا شاهدناها وخصوصًا في رمضان الماضي، شاهدنا من خلالها الام والاب عراقيين بينما الابن او الابنة سوريين، فهل هذا منطق؟ ايضًا الجغرافية تختلف، يعني انت في مجلس غير مجلسك، انت ترتدي ثوبًا غير ثوبك ، فأتمنى للفنانين العراقيين ان يتواجدوا في العراق وان يقدموا عملاً عراقيًا مئة بالمئة، انا لست ضد ان اشارك بعمل عربي، ولكن لو كان العمل مشتركًا، ليكن في القاهرة او تونس او اينما يكون، انا لست ضد العمل خارج العراق ولكن مع العمل الذي يحمل حكاية وجغرافية عراقية ان يكون في العراق حصرًا.

كيف رأيت الاعمال الدرامية العراقية التي قدمت على شاشة رمضان؟
ذات مستوى متوسط، لم اشاهد عملاً جعلني احرص على مشاهدته، كل الاعمال كانت تطرح شيئًا ولكن تنقصها اشياء اخرى.

ما الذي تحتاجه الدراما العراقية لتنهض وترتقي بنفسها ؟
شرف المهنة، ان نمتلك شرف المهنة، من المؤلف الى المخرج الى الممثل، ان لا نتحدث فقط وانما الفعل والعمل هما اللذان يدللان على هذا الكلام الذي نقوله، ان ننتمي للعراق مئة بالمئة، ان نحب انفسنا ونحب بلدنا ونحب مجتمعنا وان نسعى للإرتقاء بالدراما العراقية، ليس بالكلام بل بالفعل.

ولكن ظروف الانتاج الا تؤثر على ذلك؟
انا اتحدث عن شرف المهنة للكل، فالذي يقدم مليون دولار لمسلسل واعتقد انها ميزانية ضخمة جدًا لعمل عراقي يريد به الاساءة فهو لا يمتلك شرف المهنة.

هل هنالك ممثلة شابة لفتت نظرك بأدائها او احسست انها تبشر بنجومية؟
هناك جيل من الشباب ارى فيه الخير ولكن هذا الجيل ليس صاحب القرار، يعني نحن الذين نضعه على المسار الذي نريده، وخصوصًا الآن حيث القرار بيد المنتج، وهي الفضائيات التي لو تبنت حقيقة هم الدراما العراقية، اعتقد اننا سنشاهد كفاءات، سواء كانوا من الذكور او الاناث، انا ارى في الجيل الجديد طاقات جيدة جدًا.