تتسبب مخلفات الاضاحي في مصر مصدرا لجذب الحشرات الناقلة للامراض وتجلب طرق التخلص منها مضار كثيرة للبيئة.

القاهرة: من بعد صلاة العيد ومن شارع لشارع في مدن وقري مصر تجد القصابين يمارسون عملهم ويجهزون على الاضحية. ولكن بينما تتم هذه الشعيرة تهمل واجبات اخري، حيث تسير دماء الاضاحي في الشوارع وامام المحلات والمساجد والجراجات. رائحة الدماء والمخلفات تغطي الشوارع تحمل معها التلوث والمرض،مما يسبب مشاكل بيئية كثيرة.
ويتم هذا على الرغم من أن أول مجزر في مصر أنشىء فى مصر عام 1897، وأول تشريع لإنشاء المجازر فى مصر صدر منذ 120 عاما.

عبدالمقصود رجب موظف على المعاش يرى أن جزءا من الفرحة بالاضحية ان تذبح أمام الأبناء والأسرة، ويؤكد رجب أن المفروض على كل اسرة أن تنظف جيدا بعد الذبح حتى لا تتسبب في وجود الدم وبقايا الذبح في الشوارع. ولكنه يعترف في نفس الوقت ان هذا لا يحدث بالنسبة للكثير من الأسر التي تقوم بالتنظيف داخل البيت فقط، وتترك بقايا الذبح وبرك الدم امام بيوتها، ولا يجدوا في ذلك حرج بل يعتبره البعض دليلا على قيام اهل البيت بذبح الاضحية.

470 مجزر في مصر يجدهم الدكتور حسين خلف الله مدير الطب البيطري بالقاهرة سابقا عدد غير كاف، خاصة في عيد الاضحي حيث يكون هناك ضغط كبير،ويضيف حسين ان 370 مجزر من هذه المجازر يراها غير صالحة للاستخدام لسوء حالتها،هذا بخلاف أن أغلب هذه المجازر كانت تغلق في العيد الاضحي سابقا،لهذا 40% من الحيوانات تذبح فعليا خارج المجازر طبقا لما أكدته تقارير المجالس القومية والجهاز المركزي للمحاسبات، والمجازر في مصر لم تعمل في العيد إلا منذ العام الماضي مما جعل الاهالي تتعود على الذبح في الشارع خارج المذبح برغم ما يحمله ذلك من مخاطر،صحية وبيئية، حيث أنها تتخمر بسرعة وتسبب تكاثر الذباب والجراثيم، وتتكاثر بها الميكروبات خلال اول ثلاث ساعات وعشرين دقيقة لمليون خلية كل واحدة بها تتكاثر الميكروبات بها لتصل إلى مليون و48 ألف ميكروب.

الدكتور حسين منصور، رئيس وحدة مشروع جهاز سلامة الغذاء، يؤكد هذه الخطورة قائلا: الذبح فى الشوارع وأمام المساجد يحمل العديد من اوجه الخطورة، حيث يتم الذبح دون الكشف على الذبائح من قبل الطبيب البيطرى.

وأشار في هذا منصور إلى دراسة قام بها الجهاز عن ثقافة الجمهور بمعايير سلامة الغذاء وكانت النتائج صادمة، و ينبه منصور من خطورة إسالة دماء الحيوانات بالشوارع ويحذر من خطورة ذلك على البيئة، حيث يعد الدم أعلى مصدر للتلوث، وهو مايوضحه البيطري خلف بقوله الدم وكل المخلفات الاضاحى تكون مصدر للروائح الكريهة. وتكون وسطا مثاليا لتكاثر الميكروبات ولجذب الذباب والعديد من الديدان التي تسبب تلوث شديد وتمثل ناقل للأمراض والتخلص من هذه المخلفات يمثل مشكلة كبيرة، حيث انه في حالة التخلص منها عن طريق عن طريق الصرف الصحي تسد شبكات الصرف، وفي حالة حرق هذه المخلفات تنتج غازات ضارة جدا بالبيئة.

ويؤكد حسين انه لابد من ترك هذه العادة ونشر ثقافة مغايرة تماما لها او سن تشريعات تمنع الذبح خارج المجازر، وهذا ما يتفق معه رئيس مشروع جهاز سلامة الغذاء قائلا : أن الفاقد الاقتصادى من طرق الذبح المتبعة مثل عدم استغلال الجلود بشكل جيد فى تجارة يقدر حجمها بـ500 مليون جنيه سنويا بالإضافة إلى عدم استغلال الدماء المسالة من الذبائح التى يمكن أن تدخل فى صناعات عديدة.