تزحزحت قطعةفي قاع المحيط المتجمّد الشمالي، وأخذت تحرّر غاز quot;الميتانquot; مما يسهم في إرتفاع حرارة الأرض داخل الغلاف الجوي.

لندن: تشير دراسة جديدة إلى أنّ قطعة ضخمة من قاع المحيط المتجمد الشمالي تجلس على خزان من غاز الميثان، تزعزعت واخذت تحرر إلى الجو كميات من الغاز الذي يسهم في ارتفاع حرارة الأرض بحبسها داخل الغلاف الجوي.

وكان الاعتقاد السائد في الوسط العلمي منذ زمن طويل ان القاع المتجمد لرف المحيط المتجمد الشمالي في شمال سيبريا يشكل غطاء مغلقًا بإحكام على خزانات كبيرة من غاز الميثان المحبوس تحته ولكن ما توصلت اليه الدراسة الجديدة يشير الى اطلاق نحو 7.7 مليون طن من الغاز سنويًّا.وليس معروفًا ما إذا كانت هذه ظاهرة قديمة أو جديدة ترتبط بارتفاع حرارة الأرض.

من اصل قرابة 500 مليون طن من الميثان الذي ينبعث سنويًا في انحاء العالم تساهم الظواهر الطبيعية بنسبة 40 في المئة من هذه الانبعاثات ـ المستنقعات والعمليات الهضمية لكائنات عضوية دقيقة ـ في حين تتسبب النشاطات البشرية في انبعاث النسبة الباقية ، بما في ذلك تربية المواشي وانتاج الوقود الاحفوري.

وتنقل صحيفة وول ستريت جورنال عن ناتاليا شاخوفا الباحثة في جامعة الاسكا فيربانكس ورئيسة الفريق الذي اجرى البحث المنشور في مجلة quot;ساينسquot; قولها ان مصدر الميثان من قاع المحيط المتجمد الشمالي لم يُؤخذ في الحسبان من قبل. واضافت ان ذوبان قاع المحيط يمكن ان يسفر عن زيادة في حرارة ماء الأنهر التي تغذي المحيط المتجمد الشمالي.

ومن اسباب القلق الكبيرة ان رف المحيط المتجمد الشمالي في شرق سيبريا مياه ضحلة يبلغ عمقها نحو 50 مترًا أو اقل. ويتأكسد الميثان في المياه العميقة ليصبح ثاني اوكسيد الكاربون وينتهي المآل بكميات أكبر منه في الجو. ولكن الوقت لا يكفي في المياه الضحلة لتأكسد الميثان وبالتالي فإن مزيدًا منه ينتهي به المآل في الجو.

تركزت المخاوف بشأن الاحتباس الحراري على ارتفاع مستويات ثاني اوكسيد الكاربون في الجو ولكن العلماء يلاحظون ان فاعلية غاز الميثان في حبس الحرارة وابقائها داخل الغلاف الجوي يمكن ان تزيد 20 مرة على فاعلية ثاني اوكسيد الكاربون.

كان تركيز غاز الميثان 0.7 جزء من المليون في الفترة التي سبقت الثورة الصناعية ولكنه بلغ نحو 1.7 جزء من المليون في الثمانينات. واستقر هذا المستوى على امتداد السنوات الخمس عشرة الماضية ولكن لا احد يعرف سبب ثباته على هذا المستوى ، بحسب وول ستريت جورنال.