تبين ان الضحك يفيد الصحة مثل التمرينات الرياضية.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: خلصت دراسة أميركية حديثة إلى أن الضحك من الممكن أن يفيد الجسم بنفس الدرجة التي تعود عليه من ممارسة رياضة العدو حول حديقة. ووصف الأطباء quot;الضحك المَرِحquot; بأنه يُعادل quot;الركض الداخليquot;، لأنه من الممكن أن يخفض من ضغط الدم، والتوتر، ويقدم الدعم للجهاز المناعي بشكل يشبه إلى حد كبير ممارسة التمرينات الرياضية الخفيفة.

وفي تلك الدراسة، طُلِب من عدد من المتطوعين أن يكتفوا بمشاهدة 20 دقيقة فقط من المقاطع الكوميدية ومسرحيات تحتوي على كوميديا الموقف، وقد تبين حدوث تراجع حاد لديهم في هرمونات الإجهاد، وضغط الدم، والكولسترول. كما تم تحفيز شهيتهم، مثلما يحدث لهم عند ممارسة التمرينات. وهو ما يعني أن quot;ممارسة الضحكquot; قد تكون طريقة لتقليل أخطار الإصابة بأمراض القلب وداء البول السكري. كما تبين أنها تحظى بأهمية خاصة لدى كبار السن الذين يصعب عليهم ممارسة المزيد من الأنشطة البدنية.

من جانبه، قال دكتور لي بيرك، من جامعة لوما ليندا في كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، الذي قام بإجراء الدراسة، إن العواطف والسلوكيات تحظى بتأثير بدني على الجسم. واستنتج أن استجابة الجسم لنوبات الضحك المتكررة تتشابه مع تأثير التمرينات الرياضية المتكررة. وقالت صحيفة ذا دايلي تلغراف البريطانية في هذا السياق إن دكتور بيرك، الذي يقوم بدراسة تأثيرات الضحك منذ أكثر من عقدين، قد أوضح أن أقصى استفادة يمكن للإنسان أن يتحصل عليها من نوبة ضحك تتشابه مع هرمون الإندورفين الذي يفرزه الجسم عند ممارسة التمرينات الرياضية.

كما أظهر بيرك الطريقة التي تقوم من خلالها نوبة الضحك بتخفيض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، والقيام كذلك بتنظيم وظائف الجسم الحيوية بشكل عام. وأشار إلى أنها تلعب دورًا هامًا كذلك في تخليص الجسم من آثار التوتر بعد عناء يوم من العمل. وتلفت الصحيفة في سياق متصل إلى أن بيرك سبق له أن وجد في منتصف تسعينات القرن الماضي أن الضحك يزيد من عدد الخلايا القاتلة الطبيعية لدى المرضى المصابين بالسرطان، وتلك الخلايا هي الطريقة التي يرتكز عليها الجسم لمحاربة الأورام.

وفي الجهد البحثي الذي أجراه بيرك أخيرًا، أظهرت عينات الدم التي سُحِبَت من الأربعة عشر شخصًا الذين شاركوا في الدراسة حدوث انخفاض في هرمونات التوتر، وزيادة في خلايا T المناعية، بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين شاهدوا المقاطع الكوميدية. كما أظهر اختبار ضغط الدم أنه انخفض هو الآخر لدى تلك المجموعة. وفي مجموعة من التجارب أجراها دكتور بيرك عام 1997 على مرضى القلب المصابين بداء البول السكري، تم تقسيم الأشخاص إلى مجموعتين. منهم من شاهد في المجموعة الأولى مسلسل كوميدي تلفزيوني كل يوم لمدة عام، في حين لم يشاهد الباقون ذلك.

وقد جاءت الاختلافات التي أظهرتها النتائج ملفتة للغاية، حيث تبين في نهاية العام أن المجموعة التي شاهدت المادة الكوميدية احتاجت لقدر أقل من أدوية ضغط الدم. كما تبين أن 8 % فقط من الأشخاص الذين شاهدوا تلك المادة تعرضوا لأزمة قلبية ثانية، مقارنةً بنسبة قدرها 42 % ممن أولئك الأشخاص الذين لم يواظبوا على المشاهدة بصورة منتظمة.

وكانت دراسة سابقة قد أظهرت أن الاكتفاء بمشاهدة نصف ساعة فقط من المواد الكوميدية كل يوم يُخفِّض مستويات هرمونات الإجهاد والمركبات المرتبطة بأمراض القلب. بالإضافة إلى انخفاض مستويات المركبات المرتبطة بتصلب الشرايين وغيرها من المشاكل التي تصيب القلب، في حين ارتفعت مستويات الكولسترول quot;الجيدquot;، الذي يُعتقد أنه يوفر الحماية اللازمة من الإصابة بأمراض القلب. وأظهرت دراسة سابقة لدكتور بيرك أن التوقع المجرد للضحك الجيد من الممكن أن يفيد الصحة. وتبين أن توقع مشاهدة مقطع كوميدي كان كافيًا لرفع مستويات هرمون الإندورفين، وزيادة كميات الهرمون الذي يساعد أنظمتنا المناعية على مكافحة العدوى.