لؤي محمد: يتعاطف الناس بشكل أقل مع آلام الآخرين إذا كانوا من عرق آخر حسبما توصلت إليه دراسة جديدة.

عرف العلماء منذ فترة طويلة أن مراقبة الناس لشخص ما يتألم تنتقل إليهم عدوى الشعور بشيء من الألم الجسدي.
لكن أدلة جديدة أشارت إلى أن قوة التأثير تعتمد على ما إذا كان للشخص نفس اللون مثل المشاهدين.
وكلما أظهر الشخص علامات على الأحكام المسبقة ذات الطابع العرقي كلما كان تعاطفه أقل مع آلام أولئك المنتمين إلى أجناس أخرى.

وتظهر الدلائل الجديدة كيف أن العنصرية تتغذى على نفسها فغياب التعاطف يتسبب في إقصاء البعد الانساني عن الآخرين وهذا ما يؤول إلى عنصرية أكثر.
ووفق الدراسة كان هناك أشخاص من أصول إيطالية وأفريقية وسئلوا أن يراقبوا وينتبهوا إلى أفلام قصيرة تظهر الإبر وهي تدخل في يد شخص ما.

يبدأ عند ذلك بتشغيل ماسح دماغ ضوئي فيقوم بتصوير كم من أعصاب الألم تنفجر في الدماغ.
ووجد الباحثون أن العدد أقل بشكل كبير في حالة أن يكون الشخص المراقب كان من عرق آخر.

ولوحظ أنه ليس من المهم أن يكون الشخص المشاهد أسود أو أبيض فالتأثير هو واحد لكن الوضع يتغير إذا كانوا يحملون أحكاما عرقية مسبقة.
وظن العلماء المشاركين في هذه التجريبة أن ذلك قد يكون ناجما عن تعاطف أقل مع أشخاص يختلفون عنهم.

لكنهم حينما وضعوا جانب العرق أساسيًا في الاختبار وجدوا أن ذلك ليس مهما.
وقال البروفسور سلفاتور أجيليوتي من جامعة روما لمراسل صحيفة الديلي تلغراف اللندنية إن التجربة أظهرت أن العنصرية ليست شيئا متوارثا إنه شيء نتعلمه.

وأضاف أن الدراسة مهمة quot;لأنها تقترح أن البشر يسعون إلى أن متعاطفين بالفطرة إلا إذا كانت هناك أحكام مسبقة تسبق في أنفسهمquot;.
أما اليسيو افناناتي المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة بولونيا الإيطالية فقال إنه من دون روحية تصنيف الناس إلى خانات فإن الجميع سيشعرون بالآخرين بنفس الدرجة. مع ذلك فإن quot;التحيز العرقي قد يقمع هذا الشعور بالتعاطف مما يؤدي إلى نزع البعد الانساني عن الآخرينquot;.