كامل الشيرازي من الجزائر: أكّد البروفيسور الحبيب دواغي، رئيس الجمعية المغاربية لطب الحساسية والمناعة الإكلينيكية، فاعلية التنظير الباطني الجراحي للمرضى المصابين بأورام الشعب والقصبات.

وفي مقابلة خاصة لإيلاف، ويقول الإختصاصي الجزائري quot;الحبيب دواغيquot; إنّ عددًا هامًا من المصابين بالأمراض التنفسية في بلاده (نحو خمسة عشر ألف حالة سنويًا)، سيخضعون من الآن فصاعدًا لعمليات من هذا النوع، طالما أنّ التنظير الباطني له عديد من الايجابيات ويعدّ قفزة نوعية في مجال الطب.

ويوضح دواغي المختص في الأمراض الصدرية، أنّه عن طريق التنظير الباطني سيتم إدخال جهاز التنظير الباطني في فم المريض وبالتالي يمكن الاستغناء عن عمليات الجراحة التقليدية المنتشرة حاليًا في الجزائر بواقع 80 ألف عملية سنويًا، ويضيف محدثنا أنّه على الرغم التطورات العلمية في هذا المجال بالجزائر، إلاّ أنّ النقائص لا تزال مسجلة في الجراحة بالمنظار لعلاج الأورام وزرع الأعضاء الاصطناعية والعلاج بالليزر أو الجراحة بالفيديو.

بدوره، يحث البروفيسور مصطفى خياطي على ضرورة وضع برامج تكوينية لتسهيل تطبيق تقنية العلاج بالمنظار، مؤكدًا في تصريح لـquot;إيلافquot;، على أنّ تعميم الطريقة في من شأنه كسب الكثير من الوقت والمال، كما أنّ استخدامها بكثافة سيفيد كثيرًا جميع المرضى، خصوصًا وأنّ أغلب المستشفيات الكبيرة تمتلك هذه التقنية، بالإضافة إلى العتاد اللازم لذلك، إلا أن المشكل يكمن في افتقاد بلاده لأطباء مختصين يمكنهم استخدام هذه التقنية التي لم تحظ ndash; يضيف خياطي - بالعناية اللازمة.

ويذهب quot;نور الدين غربيquot; وquot;أحمد سعيديquot; إلى أنّه يتعيّن على الجرّاح الذي يستعمل تقنية التنظير الباطني، أن يكون متدربًا بطريقة جيدة خلال مدة لا تقل عن الأربع سنوات، لتفادي أي أخطار أو مضاعفات، وحتى تكون المردودية في مستوى التطلعات، في ظلّ تفاقم حدة الأمراض التنفسية التي تعرف تزايدًا في الجزائر لعوامل عدة، وتنتشر أكثر في نشاطات مهنية تعرّض أصحابها لخطر هذه الأمراض مثل حرفيي النقش على الحجر وعمال المناجم.

وشهدت الجزائر أخيرًا، إجراء أول عملية جراحية بالمنظار على الجهاز التنفسي لشابة في الـ22 من العمر، كانت مصابة بورم سرطاني على مستوى الحنجرة، وبفضل هذه الجراحة المتطورة وغير المكلفة استفادت المريضة من زرع حنجرة اصطناعية تساعدها على التنفس، وهو ما يعلق عليه دواغي، بتشديده على أنه من الخطورة والصعوبة علاج ذاك الورم السرطاني بوساطة الجراحة التقليدية، تماما مثل سرطان الرئة والقصبات الهوائية وكذلك سل الغشاء المحيط بالرئتين.

ولمناسبة المؤتمر المغاربي العاشر لطب الربو والحساسية والمناعة الإكلينيكية الذي احتضنته الجزائر خلال الأسبوع الأخير، تمّ عرض التقنية الجديدة للتنظير الباطني الجراحي، كما أجمع خبراء الصحة المغاربيين، على التبادل الدوري للخبرات بين الأخصائيين المغاربيين في مجال الكشف عن المرض ومعالجته إلى جانب تكوين الأطباء في مجال علاج أورام الشعب والقصبات.