اكرا : بينما تتواصل حملات التطعيم ضد كوفيد-19 في دول عدة في العالم، تلقت غانا الأربعاء أول شحنة عالمية للقاحات بتمويل من آلية كوفاكس المخصصة للبلدان الفقيرة، وهي لقاحات أسترازينيكا، لكن شركة أسترازينيكا تواجه على ما يبدو صعوبات في إنتاج الجرعات الجديدة التي وعدت بها الاتحاد الأوروبي.

وأعلنت كوفاكس التي تم إطلاقها في أبريل الماضي أنها تخطط لإيصال ملياري لقاح لأعضائها بحلول نهاية العام.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) التي قامت بتنظيم الشحنة من بومباي الى أكرا في بيان مشترك مع منظمة الصحة العالمية "يسرنا أن غانا أصبحت أول دولة تتلقى لقاحات كوفيد-19 من آلية كوفاكس".

وذكر البيان المشترك أن غانا "ستتلقى 600 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا/أكسفورد"، وهي جزء من دفعة أولى من اللقاحات "المخصصة للعديد من الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط".

وأكدت المديرة التنفيذية لليونيسف هنرييتا فور في البيان أن "المرحلة القادمة في المعركة ضد هذا المرض يمكن أن تبدأ بتكثيف أكبر حملة تطعيم في التاريخ".

وقال الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في تغريدة "أخيرا!"، مضيفا "يوم جدير بالاحتفال، لكنها مجرد الخطوة الأولى". وتدعم منظمته آلية كوفاكس.

وتم تصنيع الجرعات في مصنع "سيروم إينستيتيوت أوف إنديا" في الهند. وكانت كوفاكس التي يقودها تحالف "غافي" للقاحات ومنظمة الصحة وتحالف ابتكارات الاستعداد للوباء (كيبي) توقعت القيام بشحنة تسليم أولى في شهر مارس مع بعض الشحنات المبكرة في أواخر فبراير.

وقالت إنها تخطط لإيصال مليونين و412 ألف جرعة من اللقاح إلى غانا. وسجلت الدولة الواقعة في غرب إفريقيا 80759 إصابة بكوفيد-19 بينها 582 وفاة منذ ظهور الوباء. لكن هذه الأرقام أقل من الواقع بينما ما زال عدد الفحوص للكشف عن الفيروس التي أجريت، منخفضا.

وسيكون العاملون في الخطوط الأمامية لمكافحة الفيروس أول من يتم تطعيمهم.

وبقيت القارة الإفريقية بمنأى نسبي عن الوباء، وكانت آخر القارات، باستثناء أوقيانيا، التي بلغت عتبة مئة ألف وفاة بعد أن كانت أوروبا بلغتها في أبريل 2020.

وفي ذروة الوباء في يناير، كانت إفريقيا تسجل 906 وفاة يوميا. واتهمت منظمة الصحة الإثنين الدول الغنية بالاستئثار باللقاحات ووضع عوائق أمام الدول الأكثر فقرا للحصول عليها.

في غانا، ترك الوباء، كما في دول أخرى، آثاره على النمو الاقتصادي الذي تراجع في 2020 إلى أدنى نسبة له في ثلاثة عقود، ليسجل 0,9 بالمئة بحسب صندوق النقد الدولي، مقارنة ب 6,5 بالمئة في 2019.

وتنتشر في إفريقيا نسخ متحورة جديدة من الفيروس، لا سيما في نيجيريا، مع رصد المتحورين البريطاني والجنوب الإفريقي في غانا.

وقالت منظمة الصحة في بيان الأسبوع الماضي إنها "توصي بشدة أن تستخدم الدول لقاح أسترازينيكا حتى في حال... وجود المتحورات الجديدة".

في هذا الوقت، أقرّت أسترازينيكا بصعوبات طرأت في أوروبا على إنتاج الجرعات الموعودة للاتحاد الأوروبي.

وقال متحدث في المجموعة البريطانية السويدية لوكالة فرانس برس أن أسترازينيكا "تعمل على زيادة الإنتاج في سلسلة التوريد الخاصة بها في الاتحاد الأوروبي"، وستستخدم "طاقتها في العالم لضمان تسليم 180 مليون جرعة إلى الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام" الجاري.

وأوضح أن نصف الكمية المتوقعة من سلسلة التوريد موجودة في الاتحاد الأوروبي. وجاء الإعلان بعد جدل حول عدم تمكن الشركة من تسليم كميات اللقاح المتفق عليها إلى الاتحاد الأوروبي في الربع الأول من 2021، الأمر الذي أثار توترا بين الاتحاد الأوروبي والمجموعة.

وستعقد قمة أوروبية استثنائية الخميس عبر تقنية الفيديو مخصصة للأزمة الصحية.

وعشية الاجتماع، سعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى إظهار تفاؤل في النزاع الناجم عن تأخر أسترازينيكا بتسليم اللقاح.

وقالت في مقابلة الأربعاء لصحيفة "اوغسبرغر الغيمايني" البافارية إن "صناع اللقاحات هم شركاؤنا في هذا الوباء". وإذا كانت هناك قضايا عالقة "سنعمد إلى حلها بشكل عام وديًا".

وفيما تتواصل حملات التلقيح في أوروبا والعالم بسرعات متفاوتة، أصبحت المجر اليوم أول دولة أوروبية تستخدم لقاح المختبر الصيني "سينوفارم" ضد فيروس كورونا، بعد أن سبق وتميزت أيضا عن الدول الأوروبية الأخرى باستخدام اللقاح الروسي "سبوتنيك-في".

وقال رئيس الوزراء فيكتور أوربان في رسالة قصيرة نُشرت على "فيسبوك"، "اليوم نبدأ التطعيم مع الشحنات الصينية".