إستحوذ إعلان زواج رئيس الحكومة المصري للمرة الثانية على اهتمام الشارع المصري وتباينت ردود الفعل عليه. وأصدر مجلس الوزراء المصري بيانًا أعلن فيه أن رئيس الحكومة سوف يعقد قرانه الشهر المقبل بعد تسعة أشهر من وفاة زوجته الأولى السيدة منى عبد الفتاح.

القاهرة: مجرد بيان مقتضب لا يتجاوز بضعة سطور أصدره مجلس الوزراء المصري، إلا أنه أثار جدلًا واسعًا لم تزل تتردد أصداؤه في الشارع المصري، وتحول إلى حديث الشارع السياسي والإعلامي، وتباينت ردود الفعل على هذه الزيجة وطريقة الإعلان عنها رسميًا بين مؤيد ومعارض، وحتى إطلاق النكات على الأمر الذي انتقلت أصداؤه لساحة البرلمان حين تقدم مصطفى بكري رئيس تحرير صحيفة quot;الأسبوعquot; الخاصة، والنائب البرلماني بطلب إحاطة حول خبر زواج رئيس الوزراء، ووجه بكري انتقادات حادة لطريقة الإعلان عن الخبر، واصفًا إيّاها بالهزلية التي تعبر عما أسماها حالة الانهيار لدى الجهاز الحكومي.

غير أن مراقبين آخرين رأوا في هذا السلوك تطورًا إيجابيًا ونموذجًا للشفافية في سلوك نظيف، للحيلولة دون انتشار الشائعات في ظل التكتم التقليدي الذي طالما ظل يمارسه كبار المسؤولين في الشرق الأوسط، ولا سيما في ما يتعلق بحياتهم الخاصة .

quot;الدعاة الجددquot; وخاصة هواة الإعلام منهم لم يفوتوا هذا الحدث بل بادر بعضهم سواء في سياق برامجهم التي يقدمونها عبر الفضائيات المختلفة أو التي يستضافون خلالها ليؤكدوا أن quot;زواج نظيف وزينبquot;، أمر طبيعي ومحبذ فضلًا عن كونه quot;حلال .. حلال .. حلالquot;، كما قالها أحدهم حين في معرض رده على هؤلاء الذين تركوا المسألة ذاتها، ليتحدثوا عن الأسلوب الذي تم به الإعلان عن الزيجة، وكيف أنها تشكل استفزازًا للشباب الذي لا يجد ما يتزوج به من مطالب مالية تبدأ بالشقة والأثاث ولا تنتهي أبدًا.

وأصدر مجلس الوزراء المصري بيانًا أعلن فيه أن رئيس الحكومة سوف يعقد قرانه الشهر المقبل بعد تسعة شهور من وفاة زوجته الأولى السيدة منى عبد الفتاح، التي صعدت روحها لباريها خلال شهر أيار (مايو) الماضي، عن عمر يناهز 57 عامًا، بعد معاناة مريرة مع مرض السرطان .

العروس والعريس
وفي السيرة الذاتية، فإن أحمد نظيف من مواليد مدينة الإسكندرية الساحلية شمال مصر في العالم 1952، وعندما تولى رئاسة الحكومة، أصبح أصغر رئيس لها في تاريخ مصر، نظيف يحمل درجة الدكتوراه من جامعة quot;ماكاجيلquot; في كندا العام 1982، ونبغ مبكرًا في مجالات تكنولوجيا المعلومات وصناعة البرمجيات ، خاصة وأنه متخصص بالأساس كأستاذ جامعي في علوم الحاسب الآلي والاتصالات.

أما زوجة نظيف الجديدة فهي السيدة زينب زكي التي تشاركه اهتماماته بالمعلوماتية وكانت مساعدة له طيلة سنوات، كما أشرفت على مبادرات الترويج لمصر كمركز إقليمي لصناعة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ، والإشراف على تخطيط وتنفيذ عدد من الأنشطة التسويقية الحكومية مثل المعارض والمؤتمرات وغيرها من الأنشطة الترويجية، وقامت بدور كبير للترويج دوليا لما تشهده مصر من تطور في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات .

وبدأت العروس السيدة زينب زكي (40 عامًا) حياتها العملية عام 1990 موظفة بأحد البنوك، وأصبحت بعد ذلك بثلاث سنوات مساعد المدير التنفيذي في مركز المعلومات واتخاذ القرار، ثم ترقت في السلم الوظيفي العام 1996 لتشغل منصب مدير مشروع الوثائق على مدى عامين، ويشهد لها زملاؤها بأنها نجحت في تطوير مكتبة المخطوطات بدار الكتب المصرية .

كما شغلت زينب زكي مناصب هامة بالوزارة نظرا لتمتعها بمهارات إدارية وقيادية متميزة إلى جانب قدرتها على إقامة علاقات قوية مع الشركات متعددة الجنسيات، مثل مايكروسوفت، وإنتل، وأوراكل، وآي بي إم وغيرها، ويحسب لها أنها كانت من المجموعة التي استطاعت تحفيز قادة هذه الشركات أمثال بيل غيتس رئيس شركة quot;مايكروسوفتquot;، وجون تشامبرز رئيس شركة quot;سيسكوquot;، وكريغ باريت، رئيس شركة quot;إنتلquot;، وغيرهم على زيارة مصر والتعرف إلى تجربتها في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات .

وقال بيان مجلس الوزراء المصري إن رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف سيتزوج السيدة زينب زكي التي كانت تعمل تحت رئاسته اثناء توليه منصب وزير الاتصالات، قبل تعيينه رئيسًا للحكومة في العام 2004، وعرف عنه شغفه بالتكنولوجيا الرقمية والإنترنت مما جعل الصحافيين يتندرون على حكومته بمجرد تكليف الرئيس مبارك له بتشكيلها حين أطلقوا عليها عبارة quot;حكومة دوت نتquot; .