يقول الخبير الإسرائيلي في الشؤون الإيرانية، د.إلداد باردو في حديث لـإيلإفquot; إن زيارة احمدي نجاد إلى لبنان تهدف إلى فك العزلة عن إيران.

قال أستاذ التاريخ والشرق الأوسط في الجامعة العبرية، الخبير في الشؤون الإيرانية د. إلداد باردو في حديث خاص مع إيلاف، إن الزيارة التي يعتزم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد القيام بها إلى لبنان تهدف في الأساس إلى التغطية على العزلة الدولية لرئيس النظام الإيراني، ومحاولة تأكيد ظهوره في المواقع التي يستطيع الوصول إليها في ظل المقاطعة التي يلقاها مسؤولو النظام الإيراني بفعل السياسة التي ينتهجها أحمدي نجاد وخاصة في كل ما يتعلق بموقفه من إنكار المحرقة النازية ودعوته المستمرة وتحريضه على إبادة إسرائيل.

وقال باردو إن نجاد في سياسته هذه شكل عمليا انقلابا على المبادئ الأساسية للثورة الإسلامية التي قامت في إيران في عهد الخميني لتحقيق عدل أفضل ونظام إسلامي وفق منظور الخميني، لكن نجاد حرّف خط الثورة الإيرانية.

وبحسب إلداد فإن الموقف الإسرائيلي من زيادة نجاد للبنان، حيث أصدرت الحكومة الإسرائيلية تحذيرا للحكومة اللبنانية من استقبال نجاد على أراضيها، هو موقف واضح ومفهوم في ظل حقيقة ومواقف نجاد، خصوصا وأن الأخير يأتي إلى لبنان لزيارة ما أسماه باردو quot;جيشهquot; الذي يتلقى التعليمات منه، وزيارة أركان حزبه( في إشارة منه إلى حزب الله. وقال باردو إن إيران اليوم تشكل خطرا كبيرا ليس فقط على إسرائيل وإنما أيضا على الدول العربية وخصوصا المعتدلة والمجاورة لإيران ، فهذه الدول تشكل الهدف الأول في برنامج الدولة الإسلامية الإيرانية، التي تسعى إلى بسط نظام إسلامي شيعي في المنطقة، وخاصة فرض سيطرتها على الأماكن المقدسة في الحجاز.

وردا على سؤال ما إذا كانت إسرائيل لا تبالغ في سعيها إلى تأليب الدول العربية والإسلامية ضد إيران خدمة لمصالحها هي، قال باردو إن هذا الأمر وإن كان ينطوي على بعض الحقيقة إلا أنه أمر مبالغ به، صحيح أن هناك متحدثين إسرائيليين يقولون ذلك، ويدعون إلى أن تقف الدول العربية في مواجهة إيران، إلا أن ذلك لا يشكل موقفا إسرائيليا رسميا. وأكد باردو في هذا السياق أنه يرى أن القاسم المشترك بين إسرائيل والدول العربية السنية أكبر من القاسم مع إيران، كما أن كون إسرائيل جزءا طبيعيا من المنطقة ومن العالم العربي، هو أكثر منطقية من أن تكون إيران كذلك لأن إيران تسعى إلى تصدير ثورتها للعالم العربي، وهي لا تخفي نظرتها إلى الدول العربية المعتدلة والدول المجاورة لها باعتبارها إمارات لا شرعية لبقائها تحلم إيران بضمها تحت راية الدولة الإسلامية الشيعية.

ووفقا للدكتور باردو، الذي عمل لسنين مراسلا سياسيا لصوت إسرائيل باللغة العربية، فإن أكثر من خمسين بالمائة في إسرائيل هم من أصول شرقية عربية، إذا أخذنا بالحسبان أن نحو 20 بالمائة من السكان هم عرب وأكثر من 30 % من السكان اليهود جاؤوا من الدول العربية، وبالتالي فإنه مع التوصل إلى حل للصراع بين إسرائيل والدول العربية المشتق من الصراع العربي الفلسطيني فإن اندماج إسرائيل في العالم العربي يكون أسهل من اندماج إيران لأن للأخيرة أطماعا في جميع الدول العربية بينما لا توجد لإسرائيل، وفق باردو، أطماع في الدول العربية.

ويعترف باردو بأن الثورة الإيرانية ميزت في الماضي بين معاداة إسرائيل والصهيونية وبين معاداة اليهود، لكنه يرى أن محمود أحمدي نجاد قام بتحريف هذا التوجه ويقود باتجاه العداء المعلن لليهود واليهودية وليس فقط معاداة الصهيونية، ومن هنا فإن نجاد يدعو إلى إبادة إسرائيل واليهود وهو ما يرفضه العالم، منذ وقوع المحرقة النازية في الحرب العالمية الثانية، حيث أخذ العالم بعد ذلك بمقاومة ومحاربة كل عمليات التطهير العرقي وإبادة الشعوب.

ونسب باردو التحذير الحكومي الرسمي الصادر عن الحكومة الإسرائيلية أمس من استقبال نجاد في لبنان إلى الحساسية الإسرائيلية في كل ما يتعلق بالمحرقة النازية وإنكارها، وإلى كون نجاد يقود توجها عالميا ينكر المحرقة ولا يتورع عن استيعاب النازيين الجدد واستقبالهم في بلاده ما يثير الحساسية عند اليهود وفي إسرائيل، خصوصا وأن اليهود في إيران، ومنذ صعود نجاد، يتذمرون من ازدياد سوء أوضاعهم.

إسرائيل ضد زيارة نجاد للبنان

في غضون ذلك أكدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، ومصادر صحافية أخرى أن الحكومة الإسرائيلية نقلت بواسطة كل من الولايات المتحدة وفرنسا والأمين العام للأمم المتحدة، إلى الحكومة اللبنانية رسائل اعتبرت فيها أن زيارة نجاد للبنان هي استفزاز من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد في المنطقة. وقالت الصحيفة إن الرسائل الإسرائيلية وجهت لكل من رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال سليمان، حيث طالبت إسرائيل الحكومة اللبنانية بمنع زيارة نجاد للبنان.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن وزارة الخارجية الإسرائيلية وأجهزة الأمن المختلفة تجري مناقشات ومداولات حول التداعيات المحتملة للزيارة. فقد اجتمع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، عوزي أراد الأسبوع الماضي في باريس بنظيره الفرنسي جان دافيد لفيت وطلب منه نقل رسالة لحكومة لبنان تقول إن حكومة إسرائيل تعتبر زيارة نجاد خطوة استفزازية قد تمس باستقرار المنطقة، كما تم نقل رسالة مشابهة لمسؤولين أميركيين. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان قد أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بقلق إسرائيل من الزيارة المرتقبة.

في غضون ذلك تتابع الأجهزة الأمنية في إسرائيل الترتيبات الجارية في لبنان على قدم وساق استعدادا لزيارة نجاد للبنان، وخاصة ما يتعلق باحتمالات قيامه بزيارة البلدات الجنوبية في لبنان والقريبة من الحدود الإسرائيلية مثل قرية بنت جبيل حيث ينتظر أن يلقي نجاد خطابا في اجتماع في القرية، تخشى إسرائيل أن يستغله حزب الله لصالحه.

وزير إسرائيل يحث الحكومة على استخراج الغاز من شواطئ المتوسط قبل لبنان وسوريا

وعلى مستوى متصل، حذر الوزير الإسرائيلي، الجنرال احتياط يوسي بيلد، من مغبة ما أسماه بالمماطلة الحكومية في تنظيم أمر التفتيش عن الغاز الطبيعي على شواطئ المتوسط، خصوصا في ظل إعلان إيران عن نيتها تقديم المساعدات لكل من سوريا ولبنان لاستخراج الغاز الطبيعي بعد اكتشافه بكميات كبيرة عند الشواطئ اللبنانية والسورية والإسرائيلية.

وقال الوزير يوسي بيلد في تصريح للملحق الاقتصادي ليديعوت أحرونوت إن على إسرائيل أن تسارع إلى تنظيم أمر استخراج الغاز الطبيعي، ووقف كل التسويف والنقاشات البيروقراطية، حتى لا تتمكن كل من سوريا ولبنان من الوصول إلى هذا الغاز والبدء بتصديره للأسواق الأوروبية، ومن ثم استغلال عائدات الغاز الطبيعي لتحسين أوضاعها الاقتصادية ورصد المال لتمويل نشاط حزب الله والمنظمات الإرهابية في لبنان والمنطقة.