حذر رئيس مؤسسة quot;ايمان لحوار الاديانquot; من التطرف الإسلامي، مطالباً باعادة صياغة مصطلح الارهاب.


برلين: اعتبر ريبال الاسد رئيس مؤسسة quot;ايمان لحوار الأديانquot; ان العنف باسم الاسلام يثير الاشمئزاز، ودعا الغرب الى دعم الاسلام المعتدل والعمل على إعادة صياغة مصطلح الارهاب، مؤكدا الحاجة الى بناء جسور ثقافية بين العالمين العربي والغربي من اجل مواجهة التطرف والخطر الايراني.

ريبال الاسد خلال القاء كلمته في برلين

ودعا ريبال الاسد في كلمة له بمعهد الدبلوماسية الثقافية في برلين، بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لسقوط جدار برلين، بمشاركة شخصيات سياسية ودينية وثقافية وبرلمانية دولية - دعا المجتمع الدولي الى إسقاط كل الجدران المتبقية بين الاديان والثقافات.

واشار الى ضرورة العمل من اجل تعضيد التعددية وبناء الجسور الثقافية بين العالم العربي والغرب واستخدام اللغة الصحيحة في الكفاح ضد التطرف، مشددا على الحاجة لحوار الثقافات والأديان وازالة الجدران بين الثقافات والاديان.

وأضاف ان هناك حقيقة عميقة ومقلقة في الوقت نفسه وهي ان الفكر الغربي لم يسير الى ما هو ابعد عن وصف ادوارد سعيد للاستشراق اي اعتبار الشرق quot;بعد مجهول مختلفquot;. وتساءل quot;هل يمكن تضييق الفجوة بيننا؟quot;.

وقال quot;حين نأخذ الحرب ضد الارهاب سنجد ان هذا العنوان خاطيء من حيث الفكرة، لان هذا المصطلح يعني ان هناك عدو ثابت معروف لديه جيشه ورايته ويمكن هزيمته من خلال الوسائل العسكرية ولذلك quot;علينا اعادة صياغة هذا المصطلحquot;. وقال quot;بينما يحقق الغرب تقدما في مجالات العلوم والاجتماع والاقتصاد، هناك اماكن في العالم لا تستطيع مواكبة هذا التقدمquot;.

وشدد الاسد بالقول quot;ان العنف باسم الاسلام يثير الاشمئزاز ومن الاهمية ان تقوم الحكومات الغربية بدعم الاسلام المعتدل والكتاب المعتدلين ورجال الاعمال والفلاسفة ونشطاء حقوق الانسان وجمعيات المجتمع المدنيquot;.

واشار الى ان مؤسسة quot;ايمان لحوار الاديان والثقافاتquot; التي يترأسها، تقوم حاليا بارسال الوفود الى المساجد والكنائس والصوامع والبرلمانات بهدف تعزيز التفاهم بين الاديان والثقافات المختلفة quot;لكي نواجه التطرف وندعم الوسطية وبناء الصداقات وتعزيز السلام ومكافحة التطرف وتعزيز التعددية، التي تفتح العقول وتعزز الاقتصادات وتزود المعلومات وتشجع التسامحquot;.

واضاف quot;دعونا نستخدم ما لدينا من عزيمة وتكنولوجيات ودبلوماسية وتعاطف مع الآخرين لنطلق طاقاتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية لفائدة الجميعquot;. واكد بالقولquot;ان ثقافاتنا تثري بعضها البعض والسلام يصبح النافورة التي نشرب منها جميعاquot;.

وعبر ريبال الأسد وهو ابن عم الرئيس السوري بشار الاسد عن أمله في ان تتحرك سوريا باتجاه الديمقراطية والحرية الكاملة خلال السنوات القليلة المقبلة. وحذر من الخطر الايراني على المنطقة والعالم ومن التطرف الاسلامي، الذي اشاع ثقافة الارهاب والافكار الخاطئة عن حقيقة الاسلام المبني على التسامح وثقافة الحوار والتعاون.

واشار الى ان منظمة quot;إيمانquot; حريصة على فتح قنوات الحوار والتواصل مع كلّ الديانات السماوية والوضعية، وتسعى لنشر ثقافة الحوار القائم على الإحترام المتبادل بين جميع الفئات، مشددا على أن المنظمة ترفض الإرهاب والتطرف والعنف.

وقد انعقد المؤتمر في برلين تحت عنوان quot;عالم بدون جدرانquot; على مدى اليومين الماضيين واختتم اليوم من اجل العمل على بناء السلام والتوافق والعولمة في عالم يعتمد بعضه على البعض الاخر. وقد بحث المؤتمر امكانيات الدبلوماسية الثقافية في دعم التوافق والمصالحات في مختلف ارجاء العالم.

وشارك الاسد خلال المؤتمر في نقاشات محاور تتعلق بموضوعات quot;عالم بدون جدرانquot; وquot;تأثير سقوط جدار برلين على السياسة العالميةquot; وquot;التنبؤ بالتطورات الكبيرة في السياسة العالميةquot; الى جانب شخصيات دولية بينها رئيس وزراء سلوفينيا جانيز جانسا وميومر زوزل وزير خارجية كرواتيا الاسبق واحمد جلالي وزير الداخلية الاسبق في افغانستان وجورج غالوي النائب البريطاني الاسبق ولورد جاك مكونيل رئيس وزراء سكوتلاندا الاسبق وجوكويم شيسانو رئيس موزامبيك الاسبق والفريدو بالاسيو رئيس الاكوادور الاسبق اضافة الى مجموعة من الخبراء والاكاديميين الاوروبيين.

وقد تركز النقاش حول العراقيل التي تقف امام المساواة والتعايش للاقليات العرقية بما فيهم المسلمين في البلدان الاوروبية وازالة الانقسامات بين الثقافات.يذكر ان مؤسسة quot;إيمان لحوار الأديانquot; اسسها ريبال الأسد نجل الدكتور رفعت الأسد عم الرئيس السوري بشار الاسد في لندن اوائل هذا العام، لتقريب وجهات النظر بين الاديان وبين الطوائف، وتعزيز التفاهم والحوار كبديل للعنف.

وفي هذا الاطار قامت وفود تمثل المؤسسة بزيارات الى لبنان ومصر ودول الاتحاد الأوروبي والتقت العديد من رجالات الدين المسلمين والمسيحيين في سياق نشاطات تلقى ترحيبا على المستوىين العربي والأوروبي. وتعمل مؤسسة ايمان تحت مظلة التجمع القومي الموحد الذي يترأسه الدكتور رفعت الأسد.