اشترط رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم دعم حكومة سيشكلها رئيس الوزراء نوري المالكي بألتزامها بالشراكة الحقيقية وبالاتفاقات السياسية الموقعة مع الكتل وخاصة القائمة العراقية والتحالف الكردستاني.. بينما اعتبر المرجع الشيعي آية الله الشيخ قاسم الطائي انتخاب الرئاسات الثلاث محاصصة سياسية وقال ان هذا يؤكد عقم العملية السياسية الجارية في البلاد والتي عجزت عن افراز شخصيات قيادية.


شدد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم على ضرورة تعزيز الثقة المفقودة بين الكتل السياسية وترك الجدل السياسي بينها والانشغال بتشكيل الحكومة من اجل وضح للازمة السياسية التي تتخبط بها البلاد منذ ثمانية اشهر. واضاف خلال خطبة العيد في بغداد اليوم ان المجلس الاعلى سيدعم بقوة الحكومة المقبلة مادامت ملتزمة بالشراكة الحقيقية والاتفاقات السياسية التي ابرمت قبل تشكيلها في اشارة الى الاتفاقات التي عقدت مع الكتلة العراقية لتأسيس المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية والغاء قرارات اجتثاث البعث عن اربع من قيادييها.. ومع التحالف الكردستاني في تنفيذ ورقة مطاليبه التي تضمنت 19 نقطة تتعلق بالمناطق المتنازع عليها وحل المشاكل العالقة بين حكومة اقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد.

وشدد على ضرورة العمل من اجل تحقيق المصالحة الوطنية وتحويلها الى وئام وطني مشيرا الى الحاجة لحملة علاقات واسعة بين الاطراف السياسية لتعزيز الثقة فيما بينها. ودعا الى معالجة الاوضاع الاجتماعية ومحاربة الفساد الذي قال ان هذا الهدف يجب ان يكون من اولويات المرحلة المقبلة. واشار الى خطورة استمرار الفساد المالي والإداري الذي اكد انه ما زال ينخر في المجتمع ويشكل الخطر والتحدي الأكبر الذي يواجه الحكومة المقبلة التي طالبها بجعل معالجة التطاول على القانون والمال العام وكرامة المواطنين من أولوياتها.
ودعا الحكيم العراقيين الى مزيد من التوحد ورص الصفوف وقال ان رؤى المجلس الاعلى حول ضرورة الطاولة المستديرة والشراكة الوطنية وما يخص العلاقات الاقليمية والدولية ثبتت بشكل واضح واخذت طريقها للتنفيذ في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة. وطالب السياسيين بتعزيز الثقة فيما بينهم والكف عن المزايدات السياسية والانصراف إلى الاهتمام بما يحتاجه المواطن من خدمات وترشيح الأكفاء والنزيهين للمناصب الوزارية وعدم تسييسها. وشدد على ضرورة تطوير مشروع المصالحة الوطنية وتحويله إلى مفهوم للوئام الوطني من خلال تكافؤ الفرص في الحقوق والواجبات.

وكان المجلس الاعلى الاسلامي قد رفض ترشيح التحالف الوطني للمالكي لولاية ثانية مؤكدا ان موقفه هذا مرتبط بمدى مشاركة جميع الكتل السياسية الفائزة في انتخابات اذار الماضي في حكومته وعد تهميش اي منها في اشارة الى محاولات عزل الكتلة العراقية الفائزة في الانتخابات امرا غير مقبول. لكنه عاد وايد ترشيح المالكي واستأنف مشاركته في اجتماعات التحالف بعد مقاطعة استمرت اسابيع عدة منذ ان رشح المالكي لولاية ثانية في الاول من الشهر الماضي.
وطانت الكتلة العراقية قد انسحبيت من جلسة مجلس النواب الخميس الماضي بعد رفض طلبها توثيق اتفاق مكتوب معقود مع المالكي ووموقع ايضا من قبل علاوي وبارزاني لكنها عادت الى حضور الجلسات السبت اثر موافقة المجلس بالاجماع على بنود الاتفاق.

وكان مجلس النواب العراقي قد انتخب الخميس الماضي الرئيس جلال طالباني لولاية ثانية والذي قال بدوره انه سيكلف المالكي بعد عطلة عيد الاضحى بتشكيل الحكومة الجديدة.. كما تم انتخاب القيادي في القائمة العراقية أسامة النجيفي رئيسا للمجلس الذي سيستأنف جلساته الاحد المقبل.

المرجع الطائي : انتخابات الرئاسات محاصصة سياسية
اعتبر المرجع الشيعي العراقي الشيخ قاسم الطائي انتخاب الرئاسات الثلاث في العراق محاصصة سياسية وخارج الاستحقاق الانتخابي.

واضاف الطائي في بيان تعليقا على انتخاب مجلس النواب العراقي الخميس الماضي لانتخابات رئاستي الجمهورية والبرلمان والترشيح للحكومة انه كان قد نبه قبل أكثر من خمس سنوات على ما يراد للعراق أن يكون لبناناً أخر وقال quot;وها هي العملية تراوح مكانها،وبقاء نفس شخصية الرئيس في منصبه مع ان قائمته لا تملك الاستحقاق الانتخابي لهذا المنصب وصار دولاً على الشخص نفسه بعد ان صرح مرة بأن الحقوق الكردية مقدسة وكان الأحرى به أن يقول الحقوق العراقية مقدسةquot;. واشار الى ان العملية السياسية التي أريد لها أن ترسم مستقبل العراق السياسي وطبيعة النظام الديمقراطي المأمول وصلت الى وصفة دواء يشربها السياسيون أنفسهم فهم وعلى مدى ثمانية أشهر من الانتخابات البرلمانية والحراك السياسي لم يجد الشعب غير لوجوه نفسها التي حكمت العراق منذ السقوط والى الآن.

وشدد على ان هذا الامر مؤشر على عقم هذه العملية وأنها لم تنجب شخصيات سياسية وقيادية quot;فشكل ذلك عنصر استفزاز وتحديا للسياسيين الحاليين الذين أطمأنت نفوسهم الى حياكة العملية بما يؤمن لهم الاستمرار والبقاء فيها سواء فازوا بالانتخابات أم لم يفوزوا، بل لا تشكل الانتخابات لهم دافعا سياسياً قوياً لطموحهم ومستقبلهم حيث النتيجة هي النتيجة بالفوز وعدمهquot;. واشار الى ان quot;أقصى حركة السياسيين هي إثارة أكثر من زوبعة هنا وهناك.. تارة بعنوان الشراكة الوطنية التي لم يحدد لها إطار معروف ثم استهلك مع مرور الزمن.. ثم مصطلح تقاسم السلطة الذي لم يعرف هل هو إبداع عراقي أو هو إملاء خارجي قد يأتي من هنا أو هناك.

وعبر المرجع الطائي عن أسفه لضعف وتدهور العملية السياسية مبينا ان العراقيين راحوا يأملون أنفسهم في صيرورتها لتكون الحل الأمثل لمشكلات بلدهم لكنها الان تأكل نفسها حينما لم يحسم المشتغلون فيها أمر بدايتهم في تشكيل الحكومة بقدر ما جاء التزاماً بتصريح الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما قال خلال زيارته الاخيرة للهند بأن الساسة العراقيين أخذوا وقتاً أطول في تشكيل الحكومة ثم توجه نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن ثانية الى شمال العراق واجتماعه مع القادة الأكراد وطلبه منهم التخلي عن منصب رئاسة الجمهورية الذي التصق بهم منذ فترة وكأن العراق قد حسم أمر سياسته.

وكانت الكتل السياسية العراقية قد توصلت الخميس الى اتفاق من اجل تشكيل حكومة شراكة وطنية بعد سلسلة من الاجتماعات عقدتها استجابة لمبادرة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني والتي ادت الى انعقاد مجلس النواب بعد توقف استمر اربعة اشهر والذي انتخب رئيس للمجلس هو السني اسامة النجيفي ونائب اول له القيادي في التيار الصدري قصي السهيل والنائب الثاني الكردي عارف طيفور وكذلك انتخاب رئيس للجمهورية هو مرشج التحالف الكردستاني جلال طالباني الذي قال انه سيكلف رئيس الوزراء نوري المالكي من التحالف الوطني الشيعي لتشكيل الحكومة المقبلة بعد عطلة عيد الاضحى.