كشفت وثيقة دبلوماسية سربها موقع ويكيليكس عن توتر في العلاقة بين القاهرة وتل أبيب في ما يتعلق بقضية منطقة الشرق الأوسط الخالية من الأسلحة النووية. وعلى الرّغم من أنّ مصر تعتبر حصول إيران على النووي خطًّا أحمر، فإن جهودها لجعل الشرق الأوسط خاليًا منالسلاح النوويّأقلقت إسرائيل.


ويكيليكس: إيلاف تتابع وتنشر أخبار وأصداء quot;الثورة الثالثةquot;

القاهرة: كشفت برقية دبلوماسية جرى تسريبها على موقع ويكيليكس عن أن عوزي أراد، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، سبق له أنه وصف علاقات بلاده مع مصر بـ quot;الجيدة نسبياًquot;، وذلك في معرض حديثه عن الحوار المتواصل بين الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نيتنياهو، وقنوات الاتصال القوية بينهما على مستويات أخرى.

ومع هذا، وصف أراد وزارة الخارجية المصرية بـ quot;المشكلة المزعجةquot; في العلاقة بين القاهرة وتل أبيب، ولا سيما في ما يتعلق بقضية الشرق الأوسط الخالية من الأسلحة النووية، وأشار كذلك إلى رفض القاهرة التحدث إلى وزير الخارجية الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان.

وطبقاً للوثيقة، أعرب مسؤولون من الحكومة الإسرائيلية عن سخطهم على الدوافع المصرية المتعلقة بجعل المنطقة خالية من السلاح النووي.

كما كشف أراد النقاب عن أن إسرائيل تدعم الجهود التي ترمي لإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي، وأن ذلك يعود إلى العام 1992، شريطة أن تهنأ بعلاقات سلمية مع جيرانها.

وقال إن الحكومة الإسرائيلية سبق لها أن تحدثت بصراحة مع القاهرة، مشيرًا إلى أن مثل هذا التصرف غير مفيد، ويصرف التركيز بعيدًا من الجمهورية الإيرانية.

كما قال رئيس شعبة الأمن والسياسة بوزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس جلعاد، إن مصر تدرك أن إيران هي التهديد الحقيقي على المنطقة، مشيرًا إلى أن مسألة تزود إيران بالسلاح النووي عبارة عن خط أحمر بالنسبة للقاهرة.

وأكد جلعاد كذلك على أن مصر لا تقبل بأن تصبح إيران قوة عظمى في المستقبل، وإن ظل متخوفاً من الموقف السياسي الداخلي لمصر في مرحلة ما بعد الرئيس مبارك.

وأعرب جلعاد في السياق ذاته أيضاً عن تلك المخاوف المتعلقة بالتوريث. وواصل جلعاد مزاعمه، بحسب الوثيقة، ليقول إن الرئيس مبارك لا يثق في وزير الخارجية، أحمد أبو الغيط.

كما استعرض ألون بار، نائب المدير العام للشؤون الإستراتيجية بوزارة الخارجية الإسرائيلية، تلك المحاولات المتكررة من جانب الحكومة الإسرائيلية للتعامل مع وزارة الخارجية المصرية، لكن دون جدوى.

ووصف بار الإجراءات التي تتخذها مصر للربط بين إسرائيل وبرنامج إيران النووي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بـ quot;غير المُشجعةquot;، وتساءل كذلك عن الطريقة التي يمكنهم من خلالها أن يقنعوا مصر بأن تُسقِط هذا quot;الهاجسquot; المتعلق بإنشاء منطقة تكون خالية من السلاح النووي.

وفي غضون ذلك، أشار من جانبه دافيد دانيلي، نائب المدير العام بالهيئة الإسرائيلية للطاقة الذرية، إلى أن بإمكان مصر أن تستخدم القضية النووية لوضع إسرائيل quot;في زاويةquot;، في حين يمكنها الاستفادة من العلاقات الإيجابية بين البلدين.