تفاوتت ردود فعل العراقيين حول الإنتخابات التشريعيّة المزمع عقدها في السابع من آذار المقبل، حيث أجمع البعض على ضرورة مقاطعتها اذ انهم لا يجدون فيها مخرجاً لأزماتهم الإجتماعية والسياسيّة، في حين رأى البعض الآخر انها واجب وطني وحقّ مشروع بهدف التغيير.

بغداد: مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات التشريعية، اكتست المدن العراقية عامة وبغداد خاصة باللوحات الانتخابية والملصقات؛ كصور وشعارات وملصقات دعائية انتخابية لقرابة 6500 مرشحا. وتفاوتت ردود فعل العراقيين الأولية إزاء الحملات الإعلامية التي يقودها المرشحون لحثهم على الإقبال على الانتخابات. فما هو تأثير الحملات الانتخابية على الناخب العراقي؟ وكيف ينظر العراقيون للانتخابات؟

حيدر الذهبي شرطي المرور في مدينة الصدر قال أن الحملات الدعائية لا تؤثر على المواطنين، وأضاف: أقف وسط الشارع بحكم عملي، وكثيرا ما يطلب مني ممثلون عن المرشحين توزيع ملصقاتهم الدعائية على السيارات والمارة، لكن الناس رغم أنهم يأخذون تلك الملصقات الا أنهم لا يتعاملون بجدية معها.

وأضاف quot;بالنسبة لي لا تؤثر الملصقات او اللافتات الموجودة في الشوارع علي ولن تغير من نظرتي الى السياسيين العراقيين، لكنها تثير غضبي. حتما تكلف المرشحون الألاف من الدنانير لطبع ملصقاتهم الدعائية، الم يكن الأجدر بهم ان يطعموا المحتاجين والفقراء والأيتام بتلك الأموال بدل ان يصرفوها بهذا الشكل ؟

وقال حسن السلامي 55 عاما(أعمال حرة) quot;انشغل طوال اليوم بعملي.. وعندما أعود في المساء اضطر لمشاهدة القنوات الفضائية العراقية.. واستمع لكلام هذا المرشح قليلا ثم اقلب القناة لاستمع لكلام ذاك المرشح.. لكني لا اقتنع، وبصراحة كلامهم يدخل من أذن ويخرج من الأخرى. اشعر وكأنهم دجالين، لأني سمعت كلامهم هذا قبل أربع سنوات وماذا كانت النتيجة؟ لم يتحقق أي شيء مما وعدوا به. وأردف: بالنسبة لي وحسب تجربتي فأرى أننا لم نحصل من السياسيين سوىعلى مجرد كلام. هل تم تعيين وإعانة الشباب وتشغيلهم او تزويجهم او تيسير الحياة لهم، هل ساعدوا أرملة او يتيما؟

ورأى كامل 33 سنة (سائق) الى ان الشعب أصبح أكثر وعيا وانتباها، فقد يذهب بعض الناس ليصوتوا، لكن غالبية من أعرفهم قالوا انهم لن يصوتوا في الانتخابات.

اما المعلمة رجاء الحسون فترى ان الملصقات الدعائية والحملات الانتخابية ضرورية لكي يتعرف الناس على المرشحين، لكن ازدحام القنوات الفضائية وتكرار ظهور المرشحين يؤدي الى الملل ويعطي نتيجة عكسية، وأردفت quot;ان المرشحين يتسابقون فيما بينهم ليظهروا على جميع القنوات الفضائية بهدف التأثير الإيجابي على الناخبين، لكن النتيجة تأتي سلبية لان الناس لا تميل لمن يتكلم كثيرا دون ان يقرن قوله بفعل ملموس، وتجربة العراقيين مع وعود المرشحين ليست مشجعة

الحاجة أم ظافر 65 سنة تقولquot; لن انتخب ولا يهمني ولا تؤثر علي كل هذه الملصقات الدعائية، لان من انتخبناهم مسبقا لم يفعلوا شيئا، ولم نحصل منهم لا على كهرباء لا على خدمات، انا لا امتلك بيتاً خاصاُ بي، ووكذلك أولادي الثلاثة، فلماذا ومن انتخب؟

وقال انمار لطيف 37 عاما(نقيب شرطة) quot;منذ 2003 وحتى اليوم ما الذي حصلنا عليه؟ ضحينا بدمائنا وخرجنا في انتخابات 2005 فما الذي قدمته لنا الحكومة، حتى الحصة التموينية التي يعتمد عليها الملايين قطعت عنا، فهل شملت الحكومة الحصة التموينية بالاجتثاث أيضا؟

ورفض فاضل كريم فكرة المشاركة في الانتخابات قائلا quot;هل تم القضاء على الفساد، هل وفروا لنا وظائفاً وفرصاً للعمل، هل وفروا لنا السكن والرعاية الصحية والخدمات، هل وفروا لنا الامن، فلماذا ننتخب؟ ما الذي يدفعنا لفعل ذلك؟

فيما أشارت نزيهة جبار 45 عاما أرملة الى إحباطها من المشاركة في الانتخابات بالقول quot;انا أرملة وأعيل 6 أيتام، قتل الإرهابيون زوجي قبل 3 أعوام، حتى راتب الرعاية الاجتماعية الذي اعتمد عليه لا احصل عليه بيسر، فانا استلم 150 الفا فقط وحتى هذا الراتب لا استلمه الا بعد انتظار طويل وقاس، اذ يتوجب علي الانتظار في صفوف طويلة ولأيام عديدة قد تصل إلى أشهر، وأضافت : انا وصديقاتي قررنا ان ننتخب احد، ونسال الله ان يمن على العراقيين بحكام يراعون الله فينا .

لكن نبيل عاشور 40 عاما (مدرس) له رأياً مغايرا، إذ يرى ان المشاركة في الانتخابات واجبة لأنها الوسيلة الوحيدة التي يمتلكها المواطن العراقي في التغيير، فباعتباره اذا ذهب المواطن وانتخب فانه يسد الطريق أمام بقاء الفاسدين في مناصبهم، لكن عزوفه عن الاقتراع ومقاطعة الانتخابات ستؤدي الى بقاء الفاسدين وتسلطهم على رقاب الشعب.

وأشارت الحاجة ام حسين الى انها ستقاطع الانتخابات لان الحكومات السابقة لم تمنحنها حقوقها وعن ذلك تقول quot;انا أم لثلاث شهداء أعدمهم صدام حسين في المقابر الجماعية في عام 1991 ولم احصل على أي تعويض، لم يعطوني قطعة ارض مثلا لكي الم شمل ولدي المتبقين، لم احصل خلال الأربع سنوات الماضية رغم مراجعاتي شبه اليومية لمؤسسة الشهداء على أي شيء، فلماذا انتخب وانتخب من؟

ولفت المحامي سرمد خليل الى ان الانتخابات فرصة ثمينة للعراقيين لكي يغيروا ويتلافوا الأخطاء وحسب قوله فان القائمة المفتوحة ستساعد العراقيين على معرفة من ينتخبون، وبالتالي فإنها ستساعدهم على اختيار الأصدق والأكثر نزاهة وقدرة على خدمة الناس وتمثيلهم خير تمثيل.

وأشارعادل فاضل موظف في دائرة الاحوال المدنية والجنسية الى ضرورة الاقتراع، لأنه واجب وطني والمرجعية حثت على ضرورة المشاركة الواسعة في الانتخابات.

وأكد سالم الجنابي مهندس صيران 44 عاما ان المشاركة في الانتخابات خطوة للقضاء على الفساد وإيصال صوت المهمشين والمضطهدين، وأردف quot;قد يبدو التغيير صعب، لكن يجب ان نفعل ما علينا، كل شخص منا يجب ان يؤدي واجبه، ولا يصح الا الصحيح .

وتساءل ثائر عكاب 25 عاما (معاون صحي) قائلا quot;هل يعقل ان اذهب وانتخب شخصا يحصل على راتب يفوق 40 مليون دينار شهريا على حساب جوع وفقر الشعب، لا يجوز ولن فعل ذلك مطلقا.

هذا من المقرر ان تجرى الانتخابات البرلمانية المقبلة في السابع من آذار المقبل، وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد أعلنت ان عدد الكيانات المسجلة لدى المفوضية والتي ستشارك بالانتخابات يبلغ 106 وعدد الائتلافات 14 ائتلافا وهناك 6500 مرشحا لخوض الانتخابات وسط أجواء تنافسية كبيرة .