لم تحرز الكتل العراقية أي تقدم في مباحثات تشكيل الحكومة بعد 75 يوما من إجراء الانتخابات التشريعية.

بغداد: لا تزال ازمة تشكيل الحكومة العراقية تراوح مكانها بعد شهرين ونصف على الانتخابات التشريعية بسبب الجدل الحاد حول احقية ذلك دستوريا، بالاضافة الى آلية اختيار رئيس الوزراء ضمن تحالف يضم كتلتين كبيرتين من الشيعة.
وفازت اربع كتل رئيسية بالانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من اذار/مارس الماضي، وتصدرت quot;العراقيةquot; ذات الاتجاه العلماني بزعامة اياد علاوي رئيس الوزراء الاسبق الفائزين بحصولها على 91 مقعدا في مجلس النواب الذي يضم 325 نائبا.

ويتركز الجدل بين الكتل الفائزة حول الاحقية الدستورية لتشكيل الحكومة، ففي الوقت الذي ترى فيه quot;العراقيةquot; انها الاحق في ذلك كونها الفائز الاكبر، يصر quot;دولة القانونquot; على ان الائتلاف الذي تشكل بعد الانتخابات هو من سيتولى تشكيل الحكومة.
يشار الى ان ائتلافي quot;دولة القانونquot; (89 مقعدا) وquot;الوطني العراقيquot; (70 مقعدا) اعلنا مطلع الشهر الحالي اندماجهما لكي يشكلا الكتلة البرلمانية الاكبر عددا (159 مقعدا).

وراى عضو الائتلاف الوطني، عبد الحسين عبطان ان استمرار الحوار بين الكتل الفائزة quot;على هذا المنوال سيؤخر تشكيل الحكومة مدة اربعة اشهر على الاقلquot;.
وقال لفرانس برس quot;اذا استمرت المباحثات بين الكتل الفائزة بهذه المستوى من التعقيد فان عملية تشكيل الحكومة ستتاخر قرابة اربعة اشهر نظرا لانعدام المرونة من قبل الكتلquot;.

واكد عبطان ان quot;الائتلاف (بين القانون والوطني) لن يذهب الى جلسة البرلمان الاولى، الا ومعنا رئيس وزراء واحد
واضاف ان quot;المشاورات بين الائتلافين تسير على قدم وساق من اجل تشكيل لجان وتسمية رئيس الوزراءquot;.

ورغم التحالف بين quot;دولة القانونquot; وquot;الوطني العراقيquot;، لا يزال الجدل محتدما بين الاطراف حول آلية اختيار رئيس الوزراء.

وفي حين يصر ائتلاف دولة القانون على تسمية رئيس الوزراء المنتهية ولايته مرشحا، يرفض حلفاؤه في quot;الوطني العراقيquot; ذلك.

من جهتها، تصر quot;العراقيةquot; على احقيتها دستوريا في تشكيل الحكومة المقبلة.

وكان المالكي طلب من المحكمة الاتحادية تفسير نص الدستور المتعلق بتكليف الكتلة البرلمانية الاكبر عددا تشكيل الحكومة، وما اذا كانت الكتلة المشار اليها هي ذاتها التي خاضت الانتخابات ام تلك التي تتشكل بعدها.
وجاء راي المحكمة ان الكتلة الاكبر عددا هي تلك التي تشكلت قبل الانتخابات، او بعدها.

يشار الى ان المحكمة الدستورية المعنية بتفسير نصوص الدستور وشرحها لم تتشكل حتى الان. لذا، يلجا السياسيون الى المحكمة الاتحادية لطلب رايها حول النصوص الغامضة او تلك التي تحتمل اكثر من تفسير.
وفي خضم السجالات الدائرة داخل التحالف بين الائتلافين الشيعيين، تشير تقارير اعلامية الى احتمال حدوث لقاء بين المالكي وعلاوي بهدف اذابة الجليد بين الجانبين. لكن مقربين منهما قللوا من اهمية ذلك.

وكان رئيس الجمهورية جلال طالباني دعا قادة الكتل السياسية الى غداء قبل يومين سعيا وراء التقارب بينهم، لكن علاوي اعتذر عن الحضور لتلبيته دعوة من احد القادة العرب تزامنت مع مأدبة طالباني.

وقد اعلن احد قادة الكتلة quot;العراقيةquot; ان المالكي وعلاوي سيلتقيان السبت في منزل رئيس الوزراء الاسبق ابراهيم الجعفري.
لكن علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء المنتهية ولايته اكد ان المالكي لا يعلم شيء عن هذا اللقاء ولم يحدد موعدا.

واضاف لوكالة فرانس برس ان quot;اشاعة الخبر دون اعلام الطرف الاخر يحمل نوايا غير جادة، ونعبر عن عدم ارتياحنا ازاء ادارة الموضوع بهذه الطريقةquot;.
وتابع ان quot;الغرض من ذلك اعطاء فكرة ان هناك موعدا والمالكي لم يحضر، وهذا مؤشر غير جيد يؤثر على الحوار اذا كان الامر بهذه الطريقةquot;.

من جهته، قال النائب الفائز عن الكتلة quot;العراقيةquot; حسن العلوي المكلف الحوار مع دولة القانون quot;كنت في اجتماع مع المالكي مساء الجمعة وفوجئنا نحن الاثنان بهذا الامرquot;.
واضاف لفرانس برس ان quot;الجعفري وجه لقادة الكتل دعوة الى الغداء اليوم (...) وكنت تمنيت عليه ان يقرب وجهات النظر بين الطرفين نظرا لعلاقته الوثيقة بحزب الدعوة لكنني لم اطلب اي موعدquot; يجمع بين الرجلين.