مونيكا

أخيرًا وبعد سنوات طويلة جدًّا، تمكّنت quot;مونيكا لوينسكي quot; من هزيمة quot;ليلى علويquot; في اليمن،المسألة هنا ليست معركة quot;شخصية quot; بقدر ما هي معركة تسميات للسيارات المعتمدة في اليمن،إذيتفنن المواطنون في هذا البلد في إطلاق اسماء فنانات مشهوراتعلى مركباتهم.

صنعاء: منذ العام 1997 واسم ليلى علوي يتربع على عرش اسماء السيارات في اليمن على الرغم من محاولات خلق منافسة من خلال تسميات quot; ليلى مراد quot; وquot;الهام شاهين quot;.. صمدت ليلى لسبعة اعوام منذ صدور الصنف الجديد حينها في العام 1990 من سيارات تويوتا لاند كروزر .

اذا ليلى علوي هي تويوتا لاند كروزر، اما لوينسكي التي تمكنت من اتزاع العرش من سلفها فهي موديل 2005 من السيارة نفسها. فإن اردت تويوتا لاند كروزر يكفي ان تسأل عن ليلى علوي 1990 ، وان اردت الاحدث فعليك ان تسأل عن quot;مونيكا 2005 quot; او اي عام تريد .

ليلى علوي

بدأ اسم لوينسكي يغزو الاسواق اليمنية مع ظهور فضحية الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون الجنسية الى العلن . هنا كانت النهاية غير السعيدة لليلى علوي التي انتزع منها اللقب وتحول الى لوينسكي التي ما زالت وحتى اليوم تتربع على عرش التسميات في سوق السيارات في اليمن .

وان كانت الاجيال الصاعدة لا تعرف حكاية مونيكا الفعلية لكنها تعتمد التسمية المتداولة ، فهم يعرفون quot;مونيكا 2005 او 2006 quot; لكنهم لا يعرفون مونيكا لوينسكي .. ولو رددت الاسم كاملاً على مسامعهم فلن يعرفوا عن اي امر تتحدث.

حبة وربع

حبة وربع

قبل العام 1990 كانت تسميات السيارات اليابانية ، وهي الاكثر طلبًا في السوق اليمنية ، مختلفة عمّا هي عليه الان . فالسيارة المكشوفة تسمى quot;حبة الا ربع quot; وغير المكشوفة quot;حبة وربع quot; اما السيارة الطويلة غير المكشوفة فهي quot; حبة ونصف quot; والمكشوفة من النوع نفسه تسمى quot;شاصquot; .

وعلى الرغم من التعديلات الجذرية التي ادخلت على اسماء السيارات الا ان التسميات القديمة ما زالت سارية المفعول الى الان، وإنّما محصورة بتلك الموديلات المصنعة ما قبل العام 1990 والتي ما زالت تتعرض لأقسى انواع التعذيب على الطرقات اليمنية الوعرة .

وفي مجالات اخرى يتم تحريف اللغات الأجنبية أحيانا وتصبح تسميات ثابتة لمثل هذه الأشياء، فمثلاً يسمى الصالون القديم الذي أنتج في السبعينات (جبّان) نسبة إلى بلد الصنع لكنه أصبح اسًما ويقال له quot;صالون جبّانquot;.

كما تنتشر التسميات الشعبية لأغلبية موديلات وانواع السيارات ، ففي مدينة تعز quot;جنوب العاصمة quot; تعد quot;العكبار quot; من اشهر التسميات التي تطلق على حافلة النقل الصغيرة ذات السقف المقوس . والعكبار هي شعبية للفأر.

ولا يتوقف الامر عند هذا الحد ، فقد تم quot;اختراع quot; اسماء لسيارات النقل الصغيرة من نوع تويوتا فتم إطلاق اسم quot;الشبحquot; على الموديل 1993 ثم جاء الموديل التالي 2004 ومافوق وأسمي بـ quot;جناح الصقرquot;.

وظهرت تسميات كثيرة مثل quot;الخنزيرةquot; لسيارة الفيتارا جراند سوزوكي والصنف الطويل منها أسمي بـ quot;الأسطورةquot; أما هيونداي سوناتا فقد اسميت بـ quot;العروسةquot;.

أما أشهر الأسماء للسيارات من غير الإنتاج الياباني فهي سيارة مرسيدس 320 التي تسمى وبشكل شائع للغاية quot;الأرنبquot;.

أما موديلات سيارة هيلوكس اليابانية فقد أسم quot;الشعلةquot;على موديل 1998 واسم quot;الجمرةquot; لموديل 2002 وquot;الثعبانquot;لموديل 2003، حيث غالبًا ما تستمر الأسماء حتى يتم تغيير التصميم للموديل وهو ماحدث لـ ليلى علوي التي لم يتم تغيير تصميمها لمدة سبع سنوات.

نانسي تحاول

نانسي

أخيرًا طرحت تويوتا سيارة هيلوكس 2010 ومباشرة اطلق عليها اسم نانسي عجرم، ويقول quot;أحمد يحيquot; أحد العاملين بمعرض لبيع السيارات إن الأسماء أصبحت عادية وكل الناس يتحدثون بها، مشيرًا إلى أن الكثير منهم لا يجيد نطق اسم السيارة الأصلي مثل لاندكروزر .

ويشير يحي إلى أنه لم يعرف مصادر هذه التسميات لكن الأمر أصبح دارجا ولاغبار عليه.

من جانبه يقول الكاتب في الشؤون الاجتماعية محمد ناجي أحمد لـ إيلاف إن هذه التسميات quot;تكريس واستثمار لوعي شعبوي استهلاكي يستثمر الأسماء الفنية quot;.

وأضاف إن المعلن نفسه quot;لا يريد أن ينتج وعيًا راقيًا لهذا يتركها للمستهلك فتظهر التسميات بشكل اعتباطي يشبه إطلاق التسميات على الأفلام الهندية quot;شاكquot;، quot;السناسلquot;، quot;غدارquot;، quot;جبارquot; .. يترك الأمر للتسمية الشعبية لأنها تساعد في الاستهلاكquot; مشيرًا إلى أن هناك تطورًا quot;سببه ازدياد حالة الفقر وضعف القدرة الاستهلاكية للطبقات الفقيرة فتصبح التسميات مرتبطة بالطبقة المستهلكةquot;.

ورأى إن السيارات حتى ولو استخدمت من قبل طبقات راقية، فإن التسميات الشعبية راسخة في وعيها، معتبرًا أن المال للطبقات هنا في اليمن quot;جاءها من استثمار سياسي وليس اقتصاديquot;.

وحول الوعي الشعبي يقول: quot;العلاقة طردية ...قس الأمر علينا في الطفولة كنّا نعتمد على التسميات الشعبية لأسماء الأفلام والأبطال واليوم نستحي أن نستخدمها لتطور الوعي الفنيquot;.