كشف مفتي السعودية عبدالعزيز آل الشيخ عن اتجاه مدروس تراه هيئة كبار العلماء في تعيين مفتين بكافة المناطق بالمملكة، وتأتي هذه التصريحات بعد ظهور العديد من الدعاة والمشايخ السعوديين بإطلاق فتاوى تعارضت مع دعاة أخر يرون عكس ذلك، مما خلق جوا مشحونا بالمهاترات بين مطلقيها ومدافعيها.

ويأتي تصريح مفتي السعودية بعد موجة التسونامي التي أصابت الإسلاميين بنوع من زعزعة الثقة لمستفتيهم بعد تصريح رموز دينية سعودية بارزة بجواز وإباحة عدد من الأمور منها الاختلاط والغناء والتي حملت طريقة إقناع للمتلقين من مصدري هذه الإجازات، مفتي السعودية عبدالعزيز آل الشيخ الذي قال في لقاء تلفزيوني على إحدى القنوات الدينية أن تلك الفتاوى هي زلة للعلماء ينبغي عليهم الرجوع فيها لما يفضي إليه من تدليس على المتلقين، وقال آل الشيخ أن أمر إيقاف أو حجر المفتين ليس إلا عن طريق ولي الأمر في إشارة إلى عدم صلاحيته في إقالة أو إيقاف أيا من المفتين رغم أنه يمثل الجهة العليا في الشأن الديني بالسعودية.

رئيس دائرة الإفتاء السعودية صاحب الخطب الشهيرة بموسم الحج بيوم عرفة عبدالعزيز آل الشيخ قال أنه لا يحبذ أن يعطى أصحاب هذه الفتاوى أي ردود حتى لا يعطون اكبر من حجمهم، وكشف آل الشيخ عن توجه دائرة الإفتاء السعودية إلى تعيين مفتين خاصين بكافة المدن السعودية لتقنين انتشار الفتاوى التي يراها المفتي أنها متضادة مع قول العلماء السائد بعكس أقوالهم.

المفتي العام أوضح أن فتوى المستشار بالديوان الملكي السعودي بمشروعية إرضاع الكبير موجودة منذ عهد الرسول محمد إلا أنها كانت في نطاق ضيق أحله الرسول لمولى حذيفة بن اليمان لحاجة حذيفة وأهله له، وأضاف أن ذلك لا يعدو أن يكون مصرحا للكل بل كان في زمن ومكان محدد شكلته تلك الظروف.

وتأتي أمور الاجتهادات الفردية في مسألة الفتاوى بابا آخر مختلفا عمن يراه في باب إباحة أمور كانت خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها ويأتي أمر الاختلاط وإرضاع الكبير وإباحة الغناء ضمنها والتي قوبلت بعاصفة تنويرية ترى أن الإسلام هو دين لتعدد الآراء والاختلاف لما فيه من جمالية هذا الدين، وأخرى راديكالية رافضة لمثل هذه الآراء التي تعتبرها أنها من فرق افترقت عن طريق الفلاح.

ويذكر أن دار الإفتاء المصرية في العام 2005 أصدرت قرارا يقضي بإنشاء مجلس يسمى quot;أمانة الفتوىquot; وهو مجلس يضم الهيئة العليا لكبار علماء دار الإفتاء المصرية، وكان السبب من وراء إنشائه هو ما رأته دار الإفتاء من حاجتها إلى جمع كلمة المفتين بعد أن تعددت النوازل والوقائع التي خلقت صفوفا كبرى من المفتين وفق آرائهم حسب ما ذكرته دار الإفتاء المصرية.