يتداول السعوديون بشكل واسع هذا اليوم نبأ تكليف نائبة وزير التربية والتعليم لشؤون البنات نورة الفايز بمهام قيادة الوزارة بشقيها البنين والبنات، إثر تكليفها بالقيام بالمهمة بعد قرار إداري أصدره نائب وزير التربية والتعليم السعودي فيصل بن معمر الذي يتمتع بإجازته السنوية.

ويقضي القرار الذي تم تعميمه على مختلف الإدارات التابعة للوزارة في مختلف أرجاء المملكة المترامية الأطراف على أن الفايز تقوم بمهام الوزير.

ويترقب السعوديون الفرش الوثير في مقر مجلس الوزراء السعودي إن كان سيضم بين جنباته للمرة الأولى كرسياً نسائياً تشغله الفايز بعد عقود لم يحدث وأن غشت أحدها عباءة نسائية، في حال طلب المجلس أحد ممثلي وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد الذي يقضي جل وقته بمعية العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز المتواجد حالياً في المملكة المغربية.

ورغم أن نظام المجلس ينص على أن يتسلم وزير آخر القيام بمهمات الوزير الغائب عن الجلسة، إلا أن النظام نفسه فيه من المرونة ما يكفي لاستدعاء نائب الوزير في حالات خاصة، رغم أن عمل نائب الوزير عادة يقتصر على تسيير أعمال الوزارة عند غياب الوزير لأي سبب كان.

ويتولى رئاسة مجلس الوزراء السعودي حالياً ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي حمل لقب نائب خادم الحرمين الشريفين منذ مغادرة الملك عبدالله المملكة في جولة دولية التاسع عشر من يونيو الماضي بصحبة عدد من الوزراء، ومن ضمنهم صهره وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله.

ونقلت جريدة الوطن السعودية اليوم السبت أن تكليف الفايز بمهام الوزارة جاء نظراً لخروج نائب الوزير لشؤون البنين خالد السبتي في إجازته السنوية، وأضافت quot;أن تكليف نائب وزير التربية والتعليم للنائبة لشؤون البنات جاء لمهام القيام بزيارات تعليمية رسمية خارجية في ظل تمتع النائب لتعليم البنين الدكتور خالد السبتي بإجازته السنوية. وسيستمر تكليف الفايز لحين عودة السبتي من إجازتهquot;.

و يشغل نائب الوزير فيصل بن معمر مهام وزير التربية والتعليم مكلفاً منذ مارس الماضي.

وكان بن معمر تسلم دفة القيادة في الوزارة المثيرة للجدل إثر قرار أصدره وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله يقضي بتكليفه أن القرار كان شاملاً لكل ما من شأنه التحرك في كامل الوزارة المثيرة للجدل سنوات طويلة بين أوساط سعودية متضادة في آراءها حول مناهجها أو طريقة عملها على كل المستويات، إلا أن القرار لا يشمل quot;ما استثنته الأنظمة واللوائحquot;.

ويبدو الإمتحان الأول للفايز في المشكلة العويصة التي لازالت منذ سنوات في مد وجز بين الوزارة وبين مجموعة من خريجي معهد المعلمين اللذين ترفض تعيينهم الوزارة قبل إتمامهم اختبار القياس فيما يتمسك الخريجين بما يقولون أنه قرار ملكي صدر بتعيينهم quot;وفق الأنظمةquot;، ويقول الخريجون أيضاً إن تخرجهم كان قبل صدور الأمر باختبارات القياس، ولم يتم التوصل بين الطرفين إلى حل رغم التجاذب الإعلامي القوي خصوصاً في الأيام الأخيرة.

وصاحب تعيين الفايز لأول مرة بقرار من العاهل السعودي منتصف فبراير العام الماضي ضجة كبرى في الداخل والخارج ، إذ أنها أول امرأة تحتل هذا المنصب المهم في تاريخ السعودية وفي قطاع مهم جداً وتتجاذبه أطياف شتى في المجتمع، وقالت حينها الفايز إنها تتشرف بالثقة الملكية ولم تستبعد أن تعتلي المرأة السعودية سدة إحدى الوزارات قائلة إنها تحاول فتح الطريق لبنات جنسها، وهو أمر تتعامل معه الزيرة المكلفة بذكاء حتى الآن بحسب مراقبين رغم بعض الخطوات التي أثارت جدلاً وكان آخرها زيارتها إحدى المدارس الإبتدائية للبنين وسببت تلك الزيارة غضباً من متشددين تجمعوا عند الوزارة معترضين عليها.

و بحسب الأخبار من داخل الوزارة التي تتولى فيها الفايز رسمياً منصب نائبة الوزير لشؤون البنات فإن حراكاً كبيراً يدور داخل أروقة المبنى الشهير وسط الرياض، إذ تعقد دورات مكثفة ومتخصصة لتأهيل الكثير من القياديات السعوديات في مختلف التخصصات وسط عمل دؤوب لتعزيز الكثير من صلاحيات التعيين والنقل والتوظيف الخاص بالنساء إلى القسم النسائي.

يذكر أن نورة الفايز حاصلة على بكالوريوس آداب، تخصص علم اجتماع من جامعة الملك سعود عام 1978م، وماجستير تربية، تخصص تقنيات تعليم من جامعة ولاية يوتا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1982م. وكانت تعمل مديرة عامة للفرع النسائي في معهد الإدارة العامة حتى صدور الأمر الملكي بتعيينها، ونورة الفايز هي أم لخمسة أطفال (3 أولاد وبنتين).