طالباني مجتمعاً مع رؤساء الطوائف المسيحية في العرق

أعلن الرئيس العراقي جلال طالباني تشكيل مكتب رئاسي بأسم مكتب شؤون المسيحيين يختص بالاهتمام بأوضاع المسيحيين ورعايتهم والدفاع عنهم كما يقوم بالتنسيق مع رؤساء الطوائف المسيحية للنظر في احتياجاتهم ومتطلباتهم ووضع برنامج لبدء حملة مشتركة ضد محاولات تفكيك النسيج العراقي.. فيما بحث الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني العمل لانجاح القمة العربية ببغداد منتقدا قلة التمثيل العربي في الاقليم.


أكد الرئيس العراقي جلال طالباني خلال اجتماعه في بغداد اليوم الاثنين مع البطريرك الكاردينال مار عما نوئيل دلي الثالث ورؤساء مختلف الطوائف المسيحية في العراق ومسؤولين وشخصيات ينتمون الى هذه الطوائف quot;أن المسيحيين في العراق هم مواطنون اصلاء في هذا البلد وأن تاريخ العراق مليء بالمفاخر والمآثر الوطنية الثقافية والحضارية التي سجلها المسيحيون وأدوا من خلالها دورا مهما في المراحل النضالية من اجل حرية واستقلال العراقquot;.

ودان بشدة العمليات الارهابية التي تستهدف المسيحيين.. مشيرا الى أن الارهابيين يريدون شق الصف العراقي واشعال الفتنة بين المكونات العراقية كما حاولوا سابقا اشعال الفتنة بين ابناء المذهبين الشيعي والسني في العراق مؤكدا ان محاولاتهم ضد مسيحيي العراق سيكون مصيرها الفشل كما فشلت محاولاتهم السابقة ضد ابناء الوطن الآخرين.

وشدد طالباني على ضرورة اتخاذ اجراءات أمنية أكثر تشددا لحماية ارواح المواطنين ودور العبادة لكافة الاديان والطوائف. وأكد أهمية البدء بحملة شاملة تتضمن العمل الفكري والسياسي والأمني والاقتصادي والاعلامي لحماية المسيحيين في العراق ليتمتعوا بالحرية الكاملة كما ورد في الدستور العراقي مضيفا quot;وبهذا نحبط مؤامرات الارهابيين الذين يريدون ان يترك المسيحيون بلدهم العراقquot;.

وقال طالباني انه شكل مكتبا في رئاسة الجمهورية باسم مكتب شؤون المسيحيين يختص بالاهتمام في اوضاع المسيحيين ويقوم بالتنسيق مع رؤساء الطوائف المسيحية للنظر في احتياجاتهم ومتطلباتهم لتنظيم العمل ووضع برنامج لبدء حملة مشتركة ضد الخطط والمؤامرات التي تحاك لتفكيك النسيج العراقي. وقال انه سيشارك في هذه الحملة نخبة من رجال الدين والمثقفين من كافة الاديان والطوائف مبينا انه سيطلب من المراجع الدينية في النجف الاشرف والوقفين السني والشيعي اصدار فتاوى تحرم الاعتداء على المسيحيين وتحرم نشر الافكار التي تدعو الى الكراهية ومعاداة الاديان الاخرى لا سيما الدين المسيحي.

من جانبه أكد البطريرك الكرادينال مار عما نوئيل دلي الثالث باسم المسيحيين تقديره للرئيس طالباني quot;لاهتمامه باوضاع المسيحيين في العراق ودعمه لهم والوقوف الى جانبهمquot;. وأكد أهمية توثيق العلاقة بين كافة الاديان والمذاهب خدمة لهذا البلد مشيرا الى اهمية نشر روح المحبة والتسامح بين ابناء البلد الواحد بكافة اديانه طوائفه وقومياته.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع البطريرك دلي الثالث عقب الاجتماع قال طالباني quot;شرفنا اليوم رؤساء الطوائف المسيحية باستجابتهم الكريمة لدعوتنا للإجتماع بهم من أجل بحث هذا الواجب الوطني والإنساني والإسلامي على العراقيين للدفاع عن إخوتهم المسيحيين الذين هم عراقيون أصلاء ومواطنون أصلاء سكنوا هذا البلد قبل ألفي سنة والآن يتعرضون إلى إعتداءات إرهابية مجرمة.. وإن شاء الله نبدأ عملا مشتركا جميعاً من أجل درء الأخطار عن العراق كله وعن أخوتنا المسيحيين بصورة خاصةquot;.

موسى مجتمعاً مع بارزاني

وأضاف quot;لقد أخبرتهم بأنني شكلت اليوم في رئاسة الجمهورية مكتبا لشؤون المسيحيين يرتبط بشكل مباشر برئيس الجمهورية من أجل العمل على رفع المظالم والإعتداءات على أخوتنا المسيحيين بالإتفاق مع أخينا الأستاذ نوري المالكي رئيس الوزراء وبقية المسؤولينquot;.

وأوضح quot;أعربت باسم الشعب العراقي عن إستنكارنا وغضبنا لما تعرض له الأخوة المسيحيون وكنائسهم المقدسة وبالتالي إن شاء الله سنعمل معاً من أجل أن يبقى العراق وطن الجميع وإن يعيش العراقيون بأمان وأخوّة وسلام لا فرق بينهم حسب المادة 14 من الدستور العراقي التي تنص على أن العراقيين متساوون أمام القانون لا فرق بين مسلم ومسيحي بين شيعي وسني وبين كردي وعربي وتركماني.. لنكون جميعاً أخوة.. وأجدد ترحيبي بالإخوة ورجال الدين المسيحيين الأفاضل.. ويسعدني أنني تشرفت باللقاء بهمquot;.

وتعرض المسيحيون في العراق بعد عام 2003 للعديد من الهجمات المسلحة كان أعنفها حادثة كنيسة سيدة النجاة في العاصمة بغداد حيث احتجز مسلحون مجهولون، في الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول الماضي، عشرات الرهائن من المصلين الذين كانوا يقيمون قداس الأحد وأسفر الاعتداء عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 125 شخصاً فيما تبنى الهجوم تنظيم ما يعرف بـquot;دولة العراق الإسلاميةquot; التابع لتنظيم القاعدة مهدداً باستهداف المسيحيين في العراق مؤسسات وأفراد.

وقد انخفضت أعداد المسيحيين في العراق بعد حرب عام 2003 من 1.5 مليون إلى نصف المليون بسبب هجرة عدد كبير منهم إلى خارج العراق وتعرض العديد من المناطق وخاصة خصوصاً في نينوى وبغداد وكركوك الى عمليات هجوم وقتل للمسيحيين.

وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947 وبلغ عددهم في الثمانينيات بين مليون ومليوني نسمة وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية كما هاجرت أعداد كبيرة من المسيحيين إلى الخارج بعد عام 2003.

ويضم العراق أربعة طوائف مسيحية رئيسية هي الكلدانية أتباع كنيسة المشرق المتحولين إلى الكثلكة، والسريانية الأرثوذكسية والسريانية الكاثوليكية والطائفة اللاتينية الكاثوليكية والآشورية أتباع الكنيسة الشرقية إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت.

موسى وبارزاني أكدا العمل لانجاح القمة العربية في بغداد

بحث الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في منتجع صلاح الدين (360 كم شمال بغداد) سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان والجامعة العربية والامور المتعلقة بأنعقاد مؤتمر القمة العربية المقبلة ببغداد في اذار (مارس) المقبل وضرورة انجاحها.

وعقب الاجتماع وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع بارزاني قال موسى انه ناقش خلال محادثاته مع المسؤولين العراقيين في بغداد مسألة عقد القمة العربية.. وأكد quot;لقد اجمعنا على عقد هذه القمة في بغداد واطلعنا أيضا على الاستعدادات الجارية من قبل الحكومة العراقية لعقد هذه القمة ونتمنى النجاح للمؤتمرquot;.

وأشار الى أوضاع المسيحيين في العراق قائلا quot;نحن ندين جميع الاعمال الإرهابية التي ترتكب بحق المسيحيين ونحن قلقون بشأن أوضاعهم ونعبر عن تعاطفنا معهم ونثمن جهود جميع الجهات التي تقدم الدعم والمساعدة للمسيحيين في العراق ونحن نعتقد بأن تعددية القوميات والأديان في أي مكان هو مصدر للقوة وليس مصدراً للصراعات والنزاعاتquot;.

وبشأن إفتتاح ممثليات الدول العربية في إقليم كردستان قال موسى ان مصر العربية قد افتتحت في اربيل ومن المقرر أن تفتتح المملكة الاردنية والامارات العربية ممثليتهما في الإقليم quot;ونحن ندرك بان التمثيل العربي في إقليم كردستان قليل لهذا بدورنا نشجع جميع الدول العربية لإفتتاح قنصليات أو ممثليات لها في هذا الإقليم وعلى الإقليم الاستفادة من تجارب هذه الدولquot;. يذكر ان في اربيل عاصمة الاقليم هناك الان 18 دولة عربية وأجنبية لها تمثيلها الدبلوماسي والتجاري بشكل رسمي في كردستان.

واشاد موسى بالتطورات الحاصلة في اقليم كردستان في ميادين الاعمار والبناء مشيرا إلى أنّه سيعود مرة ثانية لزيارة اقليم كردستان خلال الشهر المقبل. أما بخصوص الاستفتاء الذي يجري في جنوب السودان فقد أكد الأمين العام للجامعة العربية على أن السودانيين هم الذين يقررون مستقبلهم.

ومن جهته قال بارزاني ان زيارة عمرو موسى هذه الى كردستان وهي الثالثة من نوعها quot; لها دلالات واضحة على مدى اهتمامه والجامعة العربية بإقليم كردستان من أجل توطيد وتعزيز العلاقات بين إقليم كردستان والجامعة العربيةquot;. وأشار إلى أنّها تؤشر ايضا مدلولات كبيرة في توسيع التضأمن العربي مع العراق بعد تشكيل الحكومة والاعداد للقمة العربية المزمع عقدها في بغداد في آذار المقبل مشددا على ضرورة انجاح هذه القمة. وحول الاستفتاء في السودان أكد بارزاني حق الشعوب في تقرير مصيرها.

وقد أكد القادة العراقيون خلال اجتماعات مع موسى خلال اليومين الماضيين رفضهم اي اقتراح بنقل مكان القمة العربية المقرر انعقادها في بغداد الى مكان اخر حتى لو كانت برئاسة العراق. وكان وزراء الخارجية العرب اتفقوا في نهاية اذار(مارس) الماضي على أن تكون القمة المقبلة برئاسة العراق على ان تعقد في أراضيه اذا سمحت الاوضاع او في دولة المقر اي مصر. ولم يستضف العراق قمة عربية اعتيادية منذ تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1978 لكنه استضاف قمة استثنائية في بغداد في أواخر أيار(مايو) عام 1990.