ربط نواب عراقيون إنعقاد القمة العربية في بغداد باستقرار الوضع الامني في العاصمة. وفيما اكدوا لايلاف ان القمة العربية المقرر انعقادها في شهر آذار -مارس المقبل ستحتضنها بغداد، لم يمانعوا نقلها الى مدينة عراقية أخرى اذا اقتضت الظروف ذلك، لكنهما شددوا على اهمية مشاركة القادة العرب شخصيا وعدم الاكتفاء بارسال مندوبين عنهم.


عمرو موسى مجتمعا الى المالكي في بغداد

رفض نواب عراقيون عقد القمة العربية المقررة في بغداد في شهر آذار (مارس) المقبل في اي مكان خارج العاصمة، سواء في اقليم كردستان او غيره تحت ذريعة تدهور الوضع الامني، واشاروا في أحاديث مع إيلاف الى ان الامن يتحسن وان الحكومة العراقية قادرة على تنظيم القمة واخراجها بحال افضل.

التحالف الوطني

في هذا الاطار، تساءل النائب عن التحالف الوطني (دولة القانون) الدكتور حاجم الحسني عن مشكلة عقدها في بغداد. وقال: quot;الوضع الامني الان اكثر استقرارا ووفد الجامعة العربية كان هنا في بغداد ومن المؤكد انه اطلع على التطورات، وهو قادر على اتخاذ القرار المناسب بهذا الشأن. اما اذا افترضنا جدلا ان الاوضاع الامنية لن تسمح بانعقاد القمة في بغداد فمن الممكن عقدها في اي مكان آخر في العراقquot;.

وأضاف: quot;لكن انعقاد القمة العربية في بغداد مهم جدا لبعث رسالة الى الشعب العراقي ان العرب رجعوا ثانية الى العراق وليس كما يطرح (عودة العراق الى العرب) .. وهذه رسالة مهمة لنا كشعب وكذلك للعرب بأن الانظمة العربية بدأت تتعامل مع الوضع العراقي بما يستحقه وهذا سيؤدي الى تطور العلاقات مع جميع الدول العربية فضلا عن تنميهتا مع بعض الدول التي كانت تواجه اضطرابات مع العراقquot;. وقال quot;إن شاء الله خلال الاشهر المقبلة سنشهد تطورا في العلاقات مع السعودية والكويت ودول الخليج بشكل عام وكذلك مع معظم الدول العربية وقد شهدت العلاقات مع سوريا تطورا نوعياquot;. وتابع: quot;نحن ماضون في عقد القمة العربية في بغداد وهذا ما نأمله ونتمناه حتى تكون الخطوة التي ستشهد المزيد من العلاقات الجيدة مع العربquot;.

القائمة العراقية

اما النائبة في القائمة العراقية عالية نصيف فقالت: quot; جرى الاتفاق بين الحكومة العراقية والجامعة العربية بان يكون مكان انعقاد القمة العربية في بغداد، ما يؤكد ان الحدث اكبر على الشعب العراقي وعلى عودة العراق الى الحاضنة العربية وليس هنالك من موقف آخر غير هذاquot;. وقالت quot;اعتقد ،اذا ما كنت تقصد الخوف من الوضع الامني، ان القائد العام للقوات المسلحة شكل لجنة امنية واتخذت عدة اجراءات امنية ولوجستية من اجل معرفة المؤشر لتقيس الحكومة العراقية مدى الاستعدادات لمؤتمر القمة ، ولا اعتقد انه يوجود مؤشرات غير جيدة لاسيما ان القمة ستنعقد لمدة 24 ساعةquot;. كما تمنت من قادة الامة ان يكون لديهم رغبة حقيقية في ارجاع العراق الى الحاضنة العربية من خلال مشاركة الرؤساء في المؤتمر وليس مندوبين عنهم. وأضافت: لا يوجد اشكال في عقد المؤتمر في كردستان او اي مكان آخر ولكن اكرر ان وقع عقده في بغداد له تأثير اكبر، ونطمح ان يكون هناك تجاوب من الدول العربية.

التحالف الكردستاني

من جهته قال النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان quot; اولا .. لا اريد ان اجيب على فرضيات. فليس هنالك الى حد الان مثل هذا الكلام. فمؤتمر القمة تحدد مكانه في بغداد وذكرت ذلك الحكومة العراقية، وكذلك الجامعة العربية تريده في بغداد. وذكره وزير الخارجية هوشيار زيباري وهو كردي، انه لايوجد اي توجه الى عقد المؤتمر خارج بغداد. والمشكلة ليست في ان يعقد في اربيل ولكن هكذا مناسبات كبيرة يجب ان تكون في العاصمة، لذلك لايوجد مقترح بتغيير مكان انعقاد القمة العربية وليست هنالك اية فرضيات، اما اذا قيل ان الوضع الامني تغير اوما شابه ذلك فهذا موضوع آخر لايمكن الحديث عنه الان، لان المقر الرسمي هو بغداد فقطquot;.

المجلس الاسلامي الاعلى

اما جمعة العطواني، عضو المجلس الاسلامي الاعلى، والمحلل السياسي فقال : الامر هذا غير وارد عند الحكومة العراقية لعدة اسباب اولها ان بغداد هي العاصمة وثانيا ان عقد القمة فيها يعتبر نوعا من التحدي لاثبات قدرة الحكومة العراقية على استضافة هكذا قمة واستضافة قيادات الدول العربية وبالتالي تبقى بغداد هي عاصمة العروبة فضلا عن عاصمة العراق ولا مبرر لنقل اقامة القمة الى كردستان على الرغم من ان كردستان جزء لا يتجزأ ومهم وفاعل في الدولة العراقية الحديثة. ولكن بالتأكيد بغداد لها خصوصيتها، فاقامة القمة في بغداد يعني ان العراق لا زال جزءا من حاضنته العربية، وانه قادر على اقامة القمة سواء على المستوى السياسي او حتى المستوى الامني، ففيه اكثر من رسالة للدولة العربية الشقيقة.

وأضاف العطواني : انا لا اتصور ان الوضع الامني سوف يتدهور الى الحد الذي يمنع اقامة قمة عربية ، الا اذا كانت هناك نوايا لدى بعض القادة العرب في نقل هذه القمة الى اماكن اخرى ، هذا امر اخر ، ولكن الى هذه اللحظة الوضع الامني يسير بصورة حسنة، واتصور ان الحكومة العراقية الحالية قادرة على ملء الفراغ وتحقيق وضع امني جيد في القمة .

وختم حديثه قائلا quot; من خلال زيارة السيد عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية الاخيرة الى بغداد اتصور ان الجامعة العربية تحاول ان تقف على الحياد وبالتالي ليس من مصلحتها ان تقول ما اذا ستنعقد القمة في بغداد او غيرها، لكن اتصور ان هناك ضغوط عربية من قبل بعض الدول العربية وذلك ليس لاقامة القمة في كردستان وانما في شرم الشيخ، نعم هناك نية لكي يتزعم العراق هذه القمة في شرم الشيخ ولكن العراق رفض بشكل رسمي وقاطع وأكد انه اذا لم تعقد القمة في بغداد تحديدا فسيمتنع عن ترؤسهاquot;.