لمتابعة آخر أخبار ثورة مصر إنقر على الصورة

أوضح المحلل السياسي السعودي خالد الدخيل لـquot;إيلافquot;أن الموقف السعودي حيال الثورة المصرية افتقد إلى الانحياز إلى موقف الرأي العام، بينما رأى الأكاديمي السياسي الدكتور سعيد الخال أن الموقف جاء محايدا quot;إلى حد ماquot; بين الشعب والرئيس المصري مبارك، يأتي ذلك في ظل تسارع وتيرة الأحداث على الساحة المصرية ساعة بعد أخرى.


تطورات عديدة تشهدها الساحة المصرية ساعة بعد أخرى، فمع ظهور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مرتين للتصريح عن أحداث مصر خلال 48 ساعة قبل إقالة الحكومة وبعد إقالتها، إلا أنها ما زالت تطالب الرئيس مبارك بتوسيع دائرة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، يأتي ذلك عقب إعلان الرئيس المصري حسني مبارك تعيين عمر سليمان القادم من المؤسسة العسكرية نائبا له، وكذلك تعيين أحمد شفيق العسكري الآخر رئيسا للحكومة.

لكن الموقف السعودي الذي جاء مبكرا وسابقا دول المنطقة حيال الأحداث على الساحة المصرية وانتقد فيه قيام بعض quot;المندسينquot; بالعبث بأمن مصر واستقرارها، شكل مفاجأة للبعض وتوقعا للبعض الآخر كون أن مصر هي الوجه الآخر لحجر الزاوية التي ترتبط مع السعودية فيه حول قضايا الشرق الأوسط، واستعرضت quot;إيلافquot; آراء عدد من المحللين السياسيين السعوديين بعد إعلان الرياض الذي انتقد محاولات العبث والتخريب وترويع الآمنين ممن أسمتهم بالمندسين وقال quot;إن المملكة العربية السعودية شعباً وحكومة إذ تشجب ذلك وتدينه بقوة فإنها في الوقت نفسه تقف بكل إمكاناتها مع حكومة مصر وشعبها الشقيقquot;.

الدخيل: أيام مبارك معدودة
المحلل السياسي السعودي الدكتور خالد الدخيل أوضح في حديث لـquot;إيلافquot; أن الحكومة السعودية لم تبن موقفها من موقف الرأي العام المصري، بل أخذت طبيعة العلاقات والمصالح المشتركة التي تربطها بها على حد قوله. وأضاف الدخيل أن السعودية أعلنت أنها مع مبارك quot;ضمنياquot; دون تصريح واضح، وذكرت أنها مع الشعب ومع الحكومة.

ورأى الدخيل أن الموقف السعودي المعلن السبت ربما يفضي إلى مواقف غير إيجابية حال حدوث أي أمر سياسي داخل مصر، موضحا أن الموقف السعودي كان يجب أن يكون محايدا وبعيدا عن الإعلان السريع حتى تتضح الأمور من داخل مصر.

ولم يخف الدكتور الدخيل رأيه في أن الوقوف مع الرأي الشعبي هو الاستثمار السياسي الصحيح، موضحا أن الدول عليها إما طريق الاستثمار quot;سياسياquot; في الموقف الذي يندرج تحته ما يسمى بالتزام الصمت حتى تتبين الأمور في الواقع، وفي سؤال لـquot;إيلافquot; عن الدعم الأميركي غير المعلن للرأي العام في أن يكون جزءا من ذلك الاستثمار أوضح الدخيل أن الموقف الأميركي هو quot;موقف متذبذبquot; الذي يتضح فيه تخليهم عن الرئيس مبارك.

وعن توقعاته للسيناريوهات المستقبلية في أحداث الثورة المصرية قال المحلل السياسي الدخيل إن أيام حسني مبارك أصبحت معدودة وتعيين عمر سليمان نائبا له هو مؤشر على ذلك. مشيرا إلى أن موقف الجيش المصري هو الحاسم للأمر كونه مقبولا على الصعيد الشعبي الذين ينتظرون منه موقفا مماثلا لموقف الجيش التونسي.

وكشف الدخيل أن من أخطاء الرئيس مبارك هو في تأخره عن إعلان خطابه حتى آخر ساعات المساء من quot;جمعة الغضبquot;، الدخيل الذي رأى في تأخر كلمة مبارك عادة عربية مستمرة دائما ما تأتي متأخرة، أوضح أن الأولى من مبارك حين خطابه هو حل البرلمان، حيث إن الأخير هو أساس الانهيار وأساس قيام الثورة الشعبية.

الخال: سقوط النظام مطلب وليس مبارك فقط
وفي الشأن ذاته قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الدمام (شرق السعودية) الدكتور سعيد الخال لـquot;إيلافquot; إن الإعلان الرسمي السعودي يقف موقف الحياد quot;إلى حد ماquot; في اختيار الشعب ودعم مبارك كذلك لمزيد من الإصلاحات، وأضاف الخال أن بيان الملك عبدالله كان جليا في تفهم الحرية المصرية التي تعتمد على إبداء الرأي عبر التظاهر السلمي.

ونفى الخال أن يكون البيان الملكي مرتبطا بقضية دعم الرئيس المصري حسني مبارك، وقال إن اللافت هو الدعم السعودي للشعب أكثر من الدعم للرئيس، لكن الاستنكار هو في خروج التظاهر عن منحاه إلى عمليات السلب والنهب والتخريب وترويع المدنيين.

وأوضح الخال أن المصلحة العليا للسعودية في مصر تتمثل في الثقل الذي تلعبه الجمهورية المصرية في صنع وحل قضايا الشرق الأوسط، مشيراإلى أن مصر مع السعودية هما المحرك لكل حيثيات المنطقة، وهما مركز الثقل في أم القضايا العالمية في الشرق الأوسط.

وكشف الخال أن تعيين رئيس الاستخبارات عمر سليمان بمنصب نائب الرئيس يعطي مؤشرا في سعي الرئيس مبارك على التغيير ولو بشكل طفيف على مبدأ توريث السلطة التي يرفضها غالبية المصريين، ولم يخف الخال توقعاته في أن تكون المطالبات الشعبية آتت ثمارها في ظل تغييرات ستكون لافتة، متوقعا أن يكون حسني مبارك بعيدا عن السلطة خلال الفترة القادمة.

وتوقع الخال أن البعد الذي تركته ثورة تونس على الشعب كان جليا في استمرارهم على نهج الثورة التونسية دون مراعاة للزمن حتى تتحقق مطالبهم، وأوضح أن إيصال الصوت الشعبي المصري بات وشيكا إلا أن ما يجعله بعيدا عن التحقق هو في استغلال البعض للأزمة والثورة في عمليات سلب، متوقعا أن تكون نتيجتها عكسية حال استمرارها دون فرض للأمن على الصعيد المدني.

وعن تضامن الأحزاب والقوى المحلية المصرية في دعم الثورة المصرية قال الخال إن التضامن هو فقط لإسقاط النظام والحزب الوطني الحاكم، وليس هدفهم فقط في إسقاط الرئيس مبارك كما يتمناه الشارع المصري العادي، مستدلا في ذلك على قيام بعض المنتمين إلى الأحزاب بإشعال النيران واقتحام شركة أمين الحزب الوطني الذي ينتمي إليه مبارك.