تظاهرة ضد نظام بشار الأسد في دمشق في 28 أكتوبر 2011

آخر تحديث الساعة 16:38 بتوقيت غرينيتش

بدأ إجتماع اللجنة الوزارية العربية في الدوحة مع وفد الحكومة السورية في محاولة لحلّ الأزمة في دمشق، فيما انتقد وزير الخارجية السوري الرسالة التي وجّهتها اللجنة إلى الأسد مساء الجمعة، وأعربت فيها عن quot;امتعاضها لاستمرار عمليات القتلquot;. وسقط أربعة قتلى على الأقل من المدنيين السبت برصاص قوات الأمن السورية غداة يوم سقط فيه أكثر من خمسين قتيلاً.


عواصم: بدأ مساء اليوم الأحد في الدوحة اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة الملف السوري، بحضور وزير خارجية دمشق وليد المعلّم، وبرئاسة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وذلك بعد خمسة أيام من لقاء الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، يوم الأربعاء الماضي. وتضمّ اللجنة وزراء خارجية مصر وقطر والسودان والجزائر وسلطنة عُمان.

يحضر الاجتماع وزراء اللجنة، الذين أوفدوا الأربعاء الماضي إلى العاصمة السورية للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، ضمن مهمتهم التي حددتها الجامعة العربية بالعمل على وقف العنف في سوريا، والبدء بحوار بين السلطات والمعارضة.

يشارإلى أن الوفد السوري برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد، والسفير السوري في القاهرة ومندوب بلاده لدى الجامعة العربية يوسف الأحمد.

يأتي الاجتماع في أعقاب بيان شديد اللهجة وجّهته اللجنة إلى دمشق، أبدت فيه امتعاضها من استمرار قتل المحتجين من قبل قوات الأمن، ودعت فيه إلى توفير الحماية للمدنيين واحترام حق التظاهر السلمي. ومن المقرر أن تحدد اللجنة الوزارية خطواتها المقبلة في ضوء التقرير الذي سيقدمه لها المعلم.

وكانت اللجنة الوزارية العربية وجّهت مساء الجمعة quot;رسالة عاجلةquot; إلى الرئيس السوري أعربت فيها عن quot;امتعاضها لاستمرار عمليات القتلquot;، وطالبت بفعل quot;ما يلزم لحماية المدنيينquot;. وقالت اللجنة في بيان صدر في القاهرة إنها quot;وجّهت رسالة عاجلة إلى الحكومة السورية تبدي فيها امتعاضها لاستمرار عمليات القتلquot;.

وأضاف البيان إن اللجنة quot;تأمل أن تقوم الحكومة السورية بما يلزم لحماية المدنيين، وتتطلع للقاء يوم الأحد 30 تشرين الاول/اكتوبر الجاري للوصول إلى نتائج جديةquot;. وسرعان ما جاء الرد على لسان وزير الخارجية السورية وليد المعلم، الذي وجّه انتقادًا مباشرًا إلى اللجنة وإلى رئيسها وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.

ونقل مصدر في الخارجية السورية عن وزير الخارجية السوري قوله إنه كان من المفترض برئيس اللجنة الوزارية في الجامعة العربية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الاتصال بوزير الخارجية السوري للإطلاع على الرواية الحكومية للأحداث قبل الإعلان عن موقف للجنة quot;تروّج له قنوات التحريض المغرضةquot;.

وأعرب المصدر عن استغراب وزارة الخارجية السورية إصدار لجنة الجامعة العربية تلك الرسالة قبل يوم واحد من عقد اجتماع متفق عليه في الدوحة بين الحكومة السورية واللجنة.

وفي القاهرة، دعت لجنة العلاقات العربية في اتحاد كتاب مصر في بيان السبت إلى تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، وكذلك تجميد عضوية اتحاد كتاب سوريا في اتحاد الكتاب العرب.

ودعا البيان الى quot;مسيرة تتجه الى مقر جامعة الدول العربية في يوم التضامن مع الثورة السورية في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، لتعلن خلالها المطالبة بتجميد عضوية سوريا في كل من الجامعة العربية واتحاد الكتاب العرب، وذلك للوقوف إلى جانب الشعب السوري في ثورته ضد النظام الاستبدادي، الذي يستخدم العنف والقتل لقمع الثورةquot;.

في هذا السياق، أفادت صحيفة القبس الكويتية الأحد نقلاً عن مصادر عربية واسعة الإطلاع أن الوزراء العرب، الذين زاروا دمشق، حذروا الأسد من إمكانية خروج الأزمة السورية من الإطار العربي، وطالبوه بوقف العنف فورًا.

وذكرت الصحيفة أن الوفد العربي طالب الأسد بـ quot;وقف العنف بشكل سريع لإفساح المجال أمام جهود الوساطة لتحقيق الغاية المنشودة، وهي وقف نزيف الدم السوريquot;. كما أكد الوفد، بحسب الصحيفة، علىquot;ضرورة الاستجابة للجهود العربية قبل أن تتحول القضية إلى خارج البيت العربي، بما يجنّب المنطقة إجراءات عقابية دوليةquot;.

وبحسب quot;القبسquot;، طالب الوفد الوزاري أيضًا الأسد بـquot;تزويد الجامعة العربية بخارطة طريق واضحة للإصلاحات التي يعتزم النظام السوري القيام بهاquot;، مع التأكيد على quot;ضرورة أن تتضمن هذه الخارطة مواعيد محددة لهذه الإصلاحاتquot;.

كما طالب الوفد بأن quot;يكون الحوار بين النظام السوري والمعارضة خارج سورياquot;. وقد أكد الوفد للرئيس السوري أن quot;المعارضة لا تجرؤ على الجلوس على طاولة واحدة في سورياquot;.

ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن quot;ثلاثة قتلى مدنيين سقطوا صباح السبت في مدينة حمص، أحدهم شاب قتل من حي دير بعلبة برصاص قناصة على حاجز في البياضةquot;، مضيفًا أن القتيلين الآخرين سقطا quot;في حي بابا عمرو إثر قصف بالرشاشات الثقيلةquot;. كما أعلن المرصد أن quot;سيدة في الخامسة والأربعين من العمر قتلت في بلدة تلبيسة في محافظة حمص إثر إصابتها برصاص قناصة كانوا على حاجز إلى جانب ملعب المدينةquot;.

واعتقلت قوات الأمن السورية صباح السبت عشرة أشخاص في إطار حملة مداهمات واعتقالات في قرية الدوير في منطقة حمص بحثًا عن مطلوبين للأجهزة الأمنية. وتتهم دمشق quot;عصابات إرهابية مسلحةquot; بزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.

وكانت سوريا شهدت الجمعة واحدًا من أسوأ الأيام في درجة العنف منذ أسابيع. فقد أعلنت منظمات سورية للدفاع عن حقوق الإنسان أن 36 مدنيًا قتلوا برصاص حي أطلقته قوات الأمن لتفريق تظاهرات، خصوصًا في حمص وحماه (وسط).

وأوضح المرصد أيضًا أن 17 على الأقل من عناصر الأمن والجيش قتلوا في quot;اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومسلحين يعتقد أنهم منشقونquot; في حمص الجمعة. من جهته، قال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من مئة شخص جرحوا، واعتقل 500 في أنحاء البلاد كافة،في إطار التظاهرات التي جرت الجمعة في أنحاء عدة من سوريا.

وتشهد سوريا منذ منتصف آذار/مارس حركة احتجاجية لا سابق لها، أسفر قمعها من جانب السلطات عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص، بينهم 187 طفلاً على الأقل، بحسب الأمم المتحدة.