أثير أخيرًا موضوع إنشاء مخيم للاجئين السوريين شمال لبنان من قبل تيار المستقبل، الامر الذي لقي رفضًا قاطعًا من الحكومة، وفي حين يعتبر المستقبل أن هذا يأتي ضمن العمل الانساني البحت، تتخوف الحكومة من أن يتحول المخيم الى عسكري تتم من خلاله عمليات من داخل لبنان ضد سوريا.


بيروت: يقول النائب نبيل نقولا (تكتل التغيير والاصلاح التابع لميشال عون) لإيلاف إنه لم يعد ينقصنا سوى إقامة مخيمات في لبنان للاجئين، وسيصبح لبنان لكل اللاجئين وليس بالضرورة إقامة مخيم اضافي، وعن نظرة تيار المستقبل الى الموضوع من الناحية الانسانية فقط يردّ نقولا هذا كلام غير صحيح، لان سوريا ليست دولة محتلة من دولة أخرى، هناك مشاكل داخلية ويمكن ان تنحل، ويتساءل نقولا عندما كانت تجري أحداث داخلية في لبنان هل اقامت سوريا مخيمات للبنانيين ام اي دولة عربية، ولماذا نقوم نحن بهذا العمل هل لتصبح هذه المراكز للقيام بعمليات ضد انظمة موجودة، ونحن بغنى عن هذا الموضوع اذا اردنا حل القضية الفلسطينية والتخلص من المخيمات الموجودة عندنا يكون افضل من خلق مخيمات جديدة للسوريين.

ويضيف نقولا:quot; لدينا المخيمات الفلسطينية وهي اكبر دليل على تحول العمل الانساني الى عمل عسكري، فقد دخل الفلسطينيون لبنان كلاجئين وبالنهاية اصبح لديهم اليوم حكم ذاتيّ واصبحت قضيتهم عمرها سنوات ولم تحل، واعتقد ان هذا الموضوع لا يساعد على الحل بل يعقِّده، والافضل لنا كلبنانيين اليوم ان نكون على الحياد، ونساعد على حل القضية داخل المجتمع السوري من ان نكون السبب في تأجيجها من خلال اقامة مخيمات للاجئين تصبح في المستقبل مخيمات تدريب عسكريquot;.

ويتابع نقولا: quot;الموضوع هو الخوف من ان اي مخيم اليوم يتحول من مخيم للاجئين الى مخيم عسكري، من يعرف كم عدد اللاجئين، واذا كان صحيحًا انهم كلهم سوريون ام هناك من يحاول منهم قلب كل الانظمة العربية، لذلك الموضوع دقيق جدًا ويجب الا نلعب بالنارquot;.

المستقبل والعمل الانساني

تيار المستقبل يرى في إنشاء مخيم للاجئين السوريين في الشمال عملاً انسانيًا ويؤكد النائب خضر حبيب في حديثه لإيلاف أن هذا الموضوع هو انساني بحت وليس سياسيًا، لا نستطيع سوى ان نتذكر خلال الاحداث الاليمة التي جرت خلال الحرب الاهلية في لبنان، كان هناك عائلات مسيحية ومسلمة تركت لبنان الى الاراضي السورية وهناك استقبلوهم جيدًا ولم يسألوهم الى اي طائفة ينتمون.

ولدى سؤاله:quot; لكن سوريا لم تقم لهم المخيمات حينها؟ يجيب:quot; صحيح لم تتم اقامة المخيمات لهم لكن تم استقبالهم جيدًا خلال بداية الاحداث في لبنان وما سمي حينها بحرب السنتين، ويضيف:quot; اليوم هناك الانتفاضة السورية وهناك حدود برية في منطقة عكار بين سوريا ولبنان، وعندما تأتي عائلات من رجال وشيوخ واطفال ونساء فان العامل الانساني يدفعنا للقيام بواجباتنا تجاه هكذا حالة بعيدًا عن اي هدف سياسي، وعندما يطلب رئيس تيار المستقبل سعد الحريري اقامة مخيمات لهم فهذا من منطلق انساني، ولا خلفية سياسية للموضوع، من هنا يطالب الحريري باقامة مخيمات من ناحية انسانية، وهذه المطالبة لحث ضمير الآخرين وخصوصًا القيمين على المجلس الاعلى للاغاثة، والحكومة المسؤولة حاليًا، الى جانب ذلك هناك الامم المتحدة ولجنة حقوق الانسان لديها مسؤولية ودور كبير في مساعدتهم، وهناك قوانين في الامم المتحدة، يجب متابعة هذا الموضوع وتقديم المساعدات الغذائية والصحية، ولا احد يستطيع ان يُلغي ويقوم مكان الامم المتحدة والحكومة، فمطالبة الحريري بهذا الموضوع هو لحث ضمائر الحكومة والامم المتحدة كي يعتبروا المنطقة حيث اللاجئون السوريون في لبنان منطقة منكوبة، هناك ما يقارب ال6 آلاف لاجئ ونحن مقبلون على موسم شتاء.

ولدى سؤاله بان الفريق الآخر والحكومة يخافان من خلال اقامة هذا المخيم ان يتطور الامر الى خلق مخيم حربي يواجه سوريا من داخل لبنان، ويعطي مثلاً تجربة المخيمات الفلسطينية، يجيب حبيب:quot; كل شخص يدخل من سوريا الى لبنان كلاجئ هناك قوى امنية تجرده في لبنان من السلاح والعتاد، وهم نساء ورجال واولاد وشيوخ، وحتى ضمن وجودهم في لبنان هناك المؤسسة العسكرية اي الجيش اللبناني وهو مخوّل بمراقبة عدم تسليحهم، وهذا موضوع يُطرح لعدم مساعدة اللاجئين، اليوم لبنان غير مفلوت امنيًا، ومؤسسة الجيش اللبناني ستفرض هيبتها ووجودها، ولا تسليح او توزيع اسلحة في هذه المنطقة، واذا حصل اي نوع من تهريب السلاح الفردي فان المؤسسة العسكرية يجب عليهاالقيام بدورها، والقيام بواجبها.

ويضيف حبيب:quot; هل اصبحت اليوم المساعدات الانسانية تعني اخذ طرف ضد آخر؟ مؤسف ان يطرح هكذا موضوع صراحة.

ويتابع حبيب:quot; من خلال اقامة هذا المخيم فهذا لا يعني ان ينجر لبنانإلى الصراع السوري وهذا الموضوع بحت انساني وكان لدينا قرار من الاساس أنّ ما يحصل في سوريا شأن داخلي ولن نتدخل فيه.

وطالما هناك مؤسسات عسكرية مهتمها الحفاظ على الامن فليس من المفروض ان يكون هناك خوف من وجود هكذا مخيم.