الرياض: يصل وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه إلى الرياض بعد ظهر الأحد المقبل في زيارة رسمية دوم يومين يجري خلالها محادثات مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل تتصل بمستجدات الوضع في سوريا والتطورات في الدول العربية وسبل مواجهة برنامج إيران النووي.

وعلمتquot; إيلافquot; أن جوبية سيؤكد للمسؤولين السعوديين أن إرادة إيران بامتلاك السلاح الذري والذي شدد عليها تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمثل quot;خطرا رئيسيا على استقرار المنطقة واستقرار العالمquot; لكنها ستعارض أي تدخل عسكري ضد إيران لأنه سيقود إلى دوامة عنف لا يمكن السيطرة عليهاquot;.

وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد دعوا في اجتماعهم الأخير إيران على تبديد المخاوف الدولية من طبيعة برنامجها النووي عبر تعاون تام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأوضح بيان صدر في ختام الاجتماع أن الوزراء quot;سيواصلون بحث احتمال فرض إجراءات جديدةquot; لمعاقبة إيران سيتقرر تطبيقها في الاجتماع المقبل المتوقع في بداية كانون الأول/ديسمبر.

وأعلن جوبيه أن الاتحاد الأوروبي توقع الطلب من البنك الأوروبي للاستثمار quot;وقف استثماراته في إيرانquot;.

وقال quot;ما زلنا على استعداد للحوار لكننا نلاحظ أن إيران لا تبدي أي رغبة على الإطلاق وبالتالي سنشدد العقوباتquot;.

وأضاف أن quot;العقوبات هي السلاح الذي نملكه اليوم وسنطبقها بتصميم كبيرquot; على الرغم من الانتقادات التي تشكك في مدى تأثيرها الفعلي.

وقالت المصادر أن الوزير الفرنسي سيؤكد لمضيفيه السعوديين انه بات quot;من الضروري إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن، مع فرض عقوبات قاسية على طهران اثر صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأبدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التقرير الذي صدر الثلاثاء الماضي quot;مخاوف جديةquot; من إمكان وجود quot;بعد عسكريquot; للبرنامج النووي الإيراني استنادا إلى معلومات لديهاquot;جديرة بالثقة تؤكد أن إيران أجرت أنشطة تهدف إلى إنتاج سلاح نوويquot; رغم نفي طهران المتكرر لذلك.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العاصمة النمساوية فيينا الخميس المقبل على مدى يومين لمناقشة عدد من القضايا يتصدرها التقرير الأخير للوكالة حول أنشطة إيران النووية.

وقال الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في كلمة له في نادي الصحافة الوطني في واشنطن الليلة قبل الماضية أنquot;هناك عدة مشاكل يعاني منها العالم العربي ومن بينها طموحات قادة إيران لحيازة سلاح نووي وإصرار إيران على التدخل في شؤون الدول الأخرىquot;.

وتابع quot;إننا نؤيد تأييدا كاملا تشديد العقوبات ضد إيرانquot; مؤكدا quot;أهمية الدعوة لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشاملquot;.

ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه تركيا اليوم الخميس ليبحث مع المسؤولين الأتراك الأزمة السورية والمسائل الإقليمية، كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول أمس.

وسيجري جوبيه الخميس في اسطنبول محادثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ثم يتوجه إلى أنقرة حيث سيلتقي الجمعة نظيره التركي احمد داود اوغلو.وسيستقبله الرئيس عبد الله غول. بحسب الوكالة.

وعلى جدول المحادثات الموضوع السوري وإنشاء المنطقة العازلة لحماية المدنيين السوريين،وترشيح أنقرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ومكافحة فرنسا وتركيا معا لحزب العمال الكردستاني.

وقال الوزير جوبيه أمس الأربعاء إن فرنسا استدعت سفيرها من سوريا بعد تصاعد العنف هناك وتعمل مع الجامعة العربية على وضع مشروع قرار جديد في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال جوبيه أمام البرلمان تقع أعمال عنف جديدة وأدى هذا إلى إغلاق القنصليتين في حلب واللاذقية واستدعاء سفيرنا إلى باريس وهاجمت حشود سورية مؤيدة للحكومة قنصلية فرنسا الفخرية في اللاذقية وبعثتها الدبلوماسية في حلب إضافة إلى سفارات تركيا والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في دمشق.

وتشتد الضغوط الدولية على الرئيس السوري بشار الأسد لوقف إراقة الدماء.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 3500 شخص قتلوا في حملة القمع المستمرة منذ ثمانية أشهر والتي بدأت في مارس آذار ضد المحتجين.

ووقعت تركيا وفرنسا في بداية تشرين الأول/أكتوبر اتفاقا مهما للتعاون الأمني يرمي خصوصا الى مكافحة عناصر الحركة الكردية الذين كثفوا هجماتهم ضد قوات الأمن التركية.

ومن المقرر أن يزور جوبيه دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت بعد السعودية لنفس الغرض.

يشار إلى أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أعلن أواخر شباط / فبراير الماضي تعديلا حكوميا محدودا،إذ عين وزير الدفاع ألان جوبيه وزيرا للخارجية خلفا لميشال أليو ماري،التي استقالت بعد أن شغلت المنصب لمدة ثلاثة أشهر.

وأتي هذا التعديل على ضوء فضيحة مفادها أن ميشال أليو ماري قضت عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة في تونس وسافرت على متن طائرة خاصة مملوكة من قبل أحد رجال الأعمال المقربين من الرئيس التونسي المخلوع وهو عزيز ميلاد،في الوقت الذي كان الشارع التونسي ينتفض والشرطة تقمع المتظاهرين بعنف.