دمشق: افاد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت ان عشرة عسكريين قتلوا واصيب عشرات آخرون بجروح في اشتباكات دارت مساء الجمعة بين الجيش السوري وعناصر منشقة عنه في شرق البلاد حيث قتل ايضا مدني برصاص قوات الامن.

وقال المرصد في بيان تلقت فرانس برس نسخة عنه quot;اسفرت الاشتباكات التي دارت مساء الجمعة في دير الزور (شرق) بين القوات الامنية والعسكرية ومنشقين عنها عن مقتل ما لا يقل عن عشرة من عناصر الجيش والامن وجرح العشرات واصابة ثلاثة منشقين بجراح احدهم بحالة حرجةquot;.

واضاف المرصد في بيان ثان quot;استشهد مواطن في حي المطار بعد منتصف ليل الجمعة السبت اثر اطلاق الرصاص عليه من قبل قوات الامن خلال حملة مداهمات واعتقالات في دير الزورquot;.

من جهتها اعلنت لجان التنسيق المحلية المشرفة على احداث الحركة الاحتجاجية، في بيان مساء الجمعة ان quot;الجيش يحاصر منطقة غسان عبود وينشر القناصة على الاسطح، والامن مع عناصر من الجيش يفتشون المنازل بحثا عن المنشقينquot;.

واكدت ان quot;إطلاقا كثيفا للنار جرى بالأسلحة الثقيلة والرشاشاتquot; خلال العملية.

وتأتي هذه التطورات غداة مقتل ستة مدنيين في سوريا التي لم ترسل ردها بخصوص استقبال مراقبين لحماية المدنيين ضمن المهلة التي حددتها جامعة الدول العربية التي لوحت بفرض عقوبات عليها واللجوء الى الامم المتحدة quot;للمساعدة في تسوية الازمة السوريةquot;.

من جهته اعلن مصدر سوري رسمي مساء الجمعة ان السلطات السورية قامت بمطاردة مجموعة quot;ارهابية مسلحةquot; في وسط البلاد ما اسفر عن مقتل 16 عنصرا منها والقبض على العشرات ومصادرة كمية كبيرة من الاسلحة.

وتتحدث اوساط المعارضة السورية عن حدوث انشقاقات في الجيش النظامي السوري اثر استخدام السلطات السورية للعنف في قمع الحركة الاحتجاجية التي اندلعت في البلاد منذ منتصف اذار/مارس الماضي ما اسفر عن سقوط اكثر من 3500 قتيل بحسب حصيلة للامم المتحدة.

وتتهم السلطات السورية من جهتها quot;عصابات ارهابية مسلحةquot; بارتكاب اعمال عنف في البلاد.

الجيش السوريّ قتل 33 مدنيّا الجمعة

أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن الأمن السوري قتل يوم أمس الجمعة 33 مدنياً، فيما لم ترسل دمشق رداً بخصوص استقبال مراقبين لحماية المدنيين ضمن المهلة التي حددتها جامعة الدول العربية.

وفي غضون ذلك أكدت قيادة الجيش السوري الجمعة في بيان تورط جهات أجنبية في دعم العمليات quot;الإرهابيةquot; في سورية إثر اغتيال طيارين عسكريين الخميس، معتبرة ذلك quot;تصعيدا إرهابيا خطيراquot; يستهدف قواتها.

وأعلنت القيادة في بيان نشرته وكالة quot;ساناquot; أن quot;مجموعة إرهابية مسلحة قامت بعملية اغتيال آثمة أدت إلى استشهاد ستة طيارين وضابط فني وثلاثة صف ضباط من الفنيين العاملين في إحدى القواعد الجوية العسكريةquot;.

ولفت البيان إلى أن quot;المستفيدين من هذا العمل الإرهابي هم أعداء الوطن والأمة وفي مقدمهم إسرائيلquot;.

وتبنى الجيش السوري الحر، الذي يؤكد أنه يضم آلاف الجنود المنشقين، الهجوم في بيان نشر على الإنترنت.

وميدانيا، خرجت عدة تظاهرات احتجاجية تلبية لدعوة أطلقها ناشطون سوريون في ما أطلقوا عليه quot;جمعة الجيش الحر يحمينيquot; دعما منهم للجنود الذين انشقوا عن الجيش السوري وانضموا إلى quot;الجيش السوري الحرquot; الذي تزايدت في الآونة الأخيرة هجماته على القوات الحكومية.

من جهته، بث التلفزيون السوري لقطات لتظاهرات خرجت في عدد من المناطق السورية quot;تأييدا للرئيس السوري بشار الأسد وتعبيرا عن رفض الشعب لقرار جامعة الدول العربية تجاه سورية وتمسكها باستقلالية القرار الوطني وحرصها على تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سوريةquot;.

وبالتزامن مع ذلك صرح مصدر في الجامعة العربية في القاهرة مساء أمس: quot;حتى الآن لم نتلق رداً من الحكومة السوريةquot;، بعد انقضاء المهلة التي حددتها الجامعة لدمشق للموافقة على قبول إرسال مراقبين عرب لحماية المدنيين.

وكانت الجامعة العربية قد هددت بفرض عقوبات شديدة على سورية ما لم ترد، كما دعا وزراء الخارجية العرب الخميس الأمم المتحدة إلى مساندة جهود الجامعة العربية لحل الأزمة في سورية.

وعلق الوزراء العرب في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) مشاركة سورية في أعمال الجامعة احتجاجا على القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد المحتجين والذي أسفر عن مقتل أكثر من 3500 شخص منذ منتصف آذار (مارس)، وفق آخر تقرير للأمم المتحدة.

ومن المقرر عقد اجتماع لوزراء المالية العرب السبت لبحث مسألة العقوبات التي ستطرح بعدها الأحد على وزراء الخارجية العرب.
من جهته، صرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الجمعة أن وزراء الخارجية العرب قد يجتمعون الأحد لمزيد من المحادثات حول سورية بحضور تركيا.

من جهته، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة أنه quot;مستعدquot; لتقديم مساعدة إلى الجامعة العربية في الخطوات التي تعتزم القيام بها بشأن الملف السوري، حسب ما نقل عنه المتحدث باسمه مارتن نيسركي.

وقال المتحدث الأممي إن الأمين العام quot;قلق جدا إزاء تفاقم الأزمة وإزاء التزايد المطرد لعدد القتلى في سوريةquot;، مضيفا أن بان كي مون quot;مستعد لتقديم الدعم اللازم بما يتوافق مع مسؤولياته وفي إطار التعاون بين الأمم المتحدة والجامعة العربيةquot;.

وقال أيضا إن بان كي مون يدعم quot;اقتراح الجامعة العربية بإرسال مراقبين لحماية المدنيين في سورية ويحث السلطات السورية على الموافقة على هذه المهمة والتعاون معها بشكل كامل كما تطالب الجامعة العربيةquot;.