لمتابعة آخر التطوارت في مصر... أنقر على الصورة

تجدّدت المواجهات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس المصري حسني مبارك في ميدان التحرير في وقت قال فيه ممثل عن الحركات الشبابية المحتجة في ميدان التحرير أنهم لن يقبلوا بأي حوار مع النظام إلا بعد تنحي مبارك. هذا ونددت الخارجية الأميركية بـ quot;الحملة المنسقةquot; ضد وسائل الاعلام الاجنبية التي تغطي الاحتجاجات في مصر.


القاهرة، وكالات: أكد عمرو صلاح أحد ممثّلي الحركات الشبابيّة التي اطلقت الانتفاضة المصرية لوكالة الأنباء الفرنسية ان هذه الحركات quot;لا تقبل اي حوار مع النظام الا بعد تحقيق مطلبنا الرئيس وهو تنحّي الرئيس حسني مباركquot;.

وتجدّدت عمليات الكر والفر ظهر اليوم في ميدان التحرير بين مؤيّدين ومعارضين لمبارك. وافاد شهود ان نيرانًا اشتعلت داخل المركز التجاري quot;هايبر وانquot; في ضاحية 6 اكتوبر الراقية جنوب العاصمة المصرية. وقال الشهود ان المتسوّقين الذي كانوا داخل المركز المكون من طابقين حطموا الزجاج للخروج هربًا من الحريق.

وقتل اجنبي لم تعرف جنسيته على الفور على ايدي مجهولين ضربوه حتى الموت بعد ظهر الخميس في ميدان التحرير، بحسب ما افاد مصدر طبي وشهود. وكان احمد شفيق قد أعرب عن استعداده في تصريحات نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية، quot;للذهاب الى ميدان التحرير للتحاورquot; مع الشباب المحتجين.

ونددت وزارة الخارجية الاميركية الخميس ب quot;الحملة المنسقةquot; ضد وسائل الاعلام الاجنبية التي تغطي الثورة الشعبية ضد نظام الرئيس المصري حسني مبارك.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي على صفحته على موقع تويتر، quot;نشهد حملة منسقة تستهدف ترهيب الصحافيين الاجانب في القاهرة وعرقلة التحقيقات الصحافية التي يقومون بهاquot;. واضاف quot;اننا ندين هذه الاعمالquot;. وقد استهدفت اعمال عنف صحافيين اجانب في الايام الاخيرة، اتهموا بزعزعة استقرار النظام.

شبان ميدان التحرير يحتفلون بـ quot;الانتصارquot; بعد ان انتقلوا ليلاً الى الهجوم

وعلى الرغم من الجراح والارهاق لم يخف الناشطون المناهضون للرئيس المصري حسني مبارك فرحتهم صباح الخميس بـ quot;الانتصارquot; الذي حققوه خلال الليل، اذ لم يتمكنوا فحسب من الاحتفاظ بمواقعهم في ميدان التحرير بل quot;توسعواquot; باتجاه كوبري 6 اكتوبر.

ساعات الصباح الاولى في ميدان التحرير كشفت عن ضراوة المعارك التي جرت بشكل متواصل منذ بعيد ظهر الاربعاء حتى ساعات فجر الخميس وتركزت في المنطقة الممتدة بين ميدان التحرير وميدان عبد المنعم رياض المجاور تمامًا للمتحف الوطني.

ويروي الشاب محمد احمد (29 عام) انه امضى الليل بكامله مع الشبان للدفاع عن quot;بوابة المتحفquot;. وقال لوكالة الانباء الفرنسية quot;في الساعة 3:30 (1:30 تغ) شنينا هجومًا على انصار مبارك امام متحف القاهرة وابعدناهم اكثر من 100 متر الى تحت كوبري 6 اكتوبرquot;.

واضاف quot;ما ان انهينا دحرهم الى الوراء حتى اطلقت علينا النيران من ابنية مرتفعة مجاورةquot; ما ادى الى سقوط اربعة قتلى وعدد من الجرحى. وهو يؤكد ان كل الميدان بات تحت سيطرة المحتجين اضافة الى العديد من الشوارع المجاورة.

ونحو الساعة التاسعة (السابعة ت.غ) من صباح الخميس كان الوضع هادئا في كافة انحاء ميدان التحرير وتوزع الشبان بين من يروي معارك الليل ومن ياخذ فترة استراحة تحت شجرة او يشرب الشاي. وقرابة العاشرة (الثامنة تغ) وصل نحو خمسين عنصرًا من الجيش الى امام المتحف وبدؤوا بالانتشار في المنطقة. وهنا نشب جدال بين الشبان المحتجين والضابط حول المكان الذي سينتشرون فيه.

فشبان ميدان التحرير يريدون الحفاظ على quot;المنطقة التي حرروهاquot; خلال الليل ويريدون من الجيش ان ينتشر تحت كوبري 6 اكتوبر الذي يبعد نحو 200 متر عن الميدان. وبعد جدال تقدم عناصر الجيش وانتشروا بالفعل تحت جسر 6 اكتوبر، وسط ترحيب المحتجين وهتافاتهم.

والملفت ان عدد المحتجين صباح الخميس كان نحو عشرة الاف انتشروا خصوصًا وراء عناصر الجيش، في حين ان المؤيّدين للرئيس المصري كانوا بالعشرات قبل ان تنضم اليهم اعداد اضافية. وعند الظهر عاد التوتر عندما حاول انصار الرئيس المصري الاقتراب من الميدان محاولين عبور حاجز الجيش امام المتحف، الا انهم لم ينجحوا في ذلك وانتهى الامر الى تراشق معهود بالحجارة.

وفي قلب الميدان كان حوالى 500 شخص يتظاهرون ويهتفون وراء شخص يحمل مكبرًا للصوت quot;الشعب يريد محاكمة السفاحquot; وquot;الشعب يريد اعدام السفاحquot; اضافة الى الشعار المعهود quot;ارحل ارحلquot;. وكان عناصر الجيش المنتشرون عند كوبري قصر النيل وامام المتحف قد تركوا دباباتهم والياتهم وانسحبوا من المكان مع تفاقم الوضع بعد ظهر الاربعاء.

الا انهم عادوا واستعادوا الاليات صباح الخميس عند هذين الموقعين، وانتشروا للفصل بين الطرفين عند النقطة الساخنة قرب المتحف على مقربة من جسر 6 اكتوبر. ومن اصل الشوارع السبعة التي تصل الى ميدان التحرير لم يظهر انصار الرئيس المصري إلا عند واحد فقط تحت كوبري 6 اكتوبر عند المنطقة الفاصلة بين ميدان التحرير وميدان عبد المنعم رياض.

ودارت نقاشات بين شبان الميدان وبين الضباط. وتوجه احمد الشاب الى احد الضباط سائلا quot;لماذا لا تتدخلون؟ نحن غير مسلحين، اطلقوا علينا النار خلال الليل وقتلوا منا ونحن عزل ليس بايدينا سوى الحجارة للدفاع عن انفسناquot;.

وكان الضابط يحاول تهدئة الجميع مكتفيًا بالقول quot;افهم ما تقولون لكن ارجوكم تراجعوا لنتمكن من الفصل بين الطرفين ومنع المواجهاتquot;. وحتى الظهر كان المسؤولون عن quot;التموينquot; يعملون بنشاط حيث كانوا يدخلون ارغفة الخبز والساندويشات وزجاجات الماء الى الميدان، في حين يعالج المسعفون في مستوصفاتهم الميدانية جرحى الليل الذين لم تستدع حالتهم نقلهم الى المستشفيات.

واستمرت المصادمات بين الجانبين لفترة طويلة بين الطرفين إلي أن تمكنت قوات الجيش من تفريقهم بعد وقوع مئات المصابين من الجانبين ، وأعلن في وقت لاحق وقوع 5 وفيات. وقال أحمد عاطف أحد شهود العيان ومن المعتصمين في ميدان التحرير أنهم قاموا باحتجاز أحد الأفراد الذين كانوا يقومون بحمل لافتات تأييد للرئيس مبارك، واتضح بعد ذلك أنه أحد الخارجين من السجون وعليه حكم بـ20 سنة.

وأكد عاطف أن على أن الشاب قال لهم أن الأمن وعده هو ومجموعة من زملائه بأنه في حال نجاحهم في تفريق المتظاهرين في ميدان التحرير سيتم حرق ملفاتهم واعتبار الأحكام الصادرة ضدهم لا وجود لها في السجلات والأوراق الرسمية.

وأضاف أن الشاب أخبرهم بأنهم سألوا الضباط عن كيفية حدوث ذلك فأخبروهم بأن هناك الآلاف من الأوراق أحرقت، فإذا أحرقت أوراقهم فلن يشعر أحد بهم وعليهم بعد ذلك أن يختاروا، أما بداية حياة جديدة أو العودة إلى سجلات الإجرام. ولفت عاطف أن الشباب الذين احتجزوه قاموا بتسليمه إلى قوات الشرطة العسكرية الموجودة في المنطقة التي احتجزته وسط وعود بإحالته إلى المحاكمة العسكرية العاجلة.

وأضاف محمود عبد المقصود أحد موظفي شركة المياه لـquot;إيلافquot; أنهم خرجوا أمس في مظاهرات من هيئة المياه والشرب الموجودة في منطقة رمسيس بعدما تلقوا اتصالات هاتفية عقب خطاب الرئيس مبارك بتأكيد ضرورة الحضور إلى مقر العمل لصرف الرواتب.

وقال إنهم ذهبوا للحصول على رواتبهم إلا أن اكتشفوا أنهم سيحصلون على جزء منها فقط على أن يخرجوا ليسيروا في تظاهرات تأييد للرئيس مع وعد بالحصول على الجزء الأخير من الراتب في اليوم التالي وتحذير من عدم الالتزام بذلك، مؤكدًا على أنه اضطر إلى تنفيذ الأوامر بسبب نفاذ مدخراته المالية.

وقال أحد الصحافيين الموجودين في منطقة ميدان التحرير في إفادة هاتفية لـquot;إيلافquot; أن عددًا من شهود العيان نقلوا إليه القبض على 5 إسرائيليين موجودين في ميدان التحرير، مؤكدين على أنهم لم يكونوا حاملين لبطاقات هوية صحافية.

وأكد على أن الشهود أفادوا بتسليمهم إلى الشرطة العسكرية فيما تم إلقاء القبض على عدد من الأجانب لم يعرف عددهم قالوا إنهم مراسلين لوسائل إعلام إلا أنهم لم يكونوا يحملون أي بطاقات صحافية من بينهم اثنين من بلجيكا ومترجم مصري لهما حيث كانا يقومون بتصوير محيط منطقة القصر العيني عن طريق كاميرا فيديو كان بحوزتهم.