اتهمت المعارضة الإيرانية القوات الأميركية بالتواطؤ مع نظيرتها العراقية في هجوم شنته فجر اليوم على معسكر أشرف لعناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية شمال شرق بغداد مؤكدة ارتفاع حصيلة الاعتداء الى 31 قتيلاً بينهم ست نساء وإصابة 300 جريحاً وقالت إن 2500 جندي عراقي شاركوا في الهجوم في وقت دعا وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس السلطات العراقية الى ضبط النفس.


قال محمد اقبال الناطق الاعلامي باسم سكان معسكر اشرف البالغ عددهم 3400 عنصرا بينهم الف من النساء وألاطفال quot;أيلافquot; في اتصال هاتفي من داخل المعسكر اليوم ان القوات الاميركية للمراقبة المرابطة في المعسكر(80 كم شمال شرق بغداد ) قد انسحبت في وقت متأخر من الليلة الماضية مما اتاح المجال لحوالي 2500 جندي عراقي مدججين بالسلاح ترافقهم 65 عجلة عسكرية بمهاجمة المعسكر.

وقال ان سكان المعسكر اضطروا للدفاع عن انفسهم في مواجهة اطلاق الرصاص الحي ضدهم مما ادى لحد الان الى مقتل31 شخصا من سكان المعسكر بينهم 8 نساء أضافة الى اصابة اكثر من 300 اخرين بجروح مختلفة. وناشد القوات الاميركية بنقل المصابين الى مستشفاها الميداني بقاعدتها العسكرية في مدينة بلد شمال بغداد.

ونفى اقبال سقوط اي من القوات العراقية المهاجمة قتلى او جرحى مؤكدا ان سكان المعسكر لايملكون اي اسلحة للدفاع عن انفسهم مما اضطرهم الى استخدام الحجارة والعصي في ذلك. ووصف اقبال ما يحدث في المعسكر بانه كارثة انسانية متهما القوات الاميركية بعدم تنفيذ التزاماتها بحماية سكان المعسكر.

وأشار إلى أن السفارة الاميركية قد ابلغت قيادة المخيم عبر ممثلية الامم المتحدة في بغداد ان رئيس الوزراء نوري المالكي قد امر قائد القوات العراقية البرية الفريق علي غيدان بالقيام بازالة الاحراش حول المخيم.. موضحا ان هذا الامر لم يكن صحيحا حيث ان القوات العراقية اتخذت من هذا الاجراء مبررا لمهاجمة المخيم.

وكان مصدر عسكري عراقي قال في وقت سابق اليوم أن 26 شخصاً بينهم خمسة ضباط سقطوا بين قتيل وجريح في صدامات معسكر أشرف.. وأشار إلى أن الصدامات وقعت على خلفية نصب قوة من الجيش نقطة حراسة أمنية في مقبرة داخل المعسكر. واوضح ان الصدامات اندلعت بعد رفض سكان المعسكر تبديل نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي داخل المعسكر.

وكانت قوات عراقية مؤلفة من عناصر في الجيش والشرطة قوامها نحو ألف عنصر قد اقتحمت معسكر أشرف بداية العام الماضي لكن عناصر مجاهدي خلق مما أدى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن إصابة نحو 260 شخصاً من الجانبين فضلا عن اعتقال 50 عنصراً من عناصر المنظمة.

وأضاف اقبال ان المركز الصحي داخل المخيم لم يعد يستوعب العدد الكبير من المصابين الذين يوجد عدد منهم بحالة خطرة بعد اصابتهم بالرصاص الحي. وشدد على مسؤولية الولايات المتحدة في حماية سكان أشرف ودعا الى تدخل فوري للقوات الأميركية لوقف ما اسماها quot;عملية الابادة الوحشية ودفع القوات العراقية الى الانسحاب من آشرفquot;.

ومن جهته عبر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس عن quot;القلق الشديدquot; حيال تقارير عن وقوع قتلى وجرحى في معسكر اشرف شمال بغداد داعيا السلطات العراقية الى quot;ضبط النفسquot;. وقال غيتس خلال تفقده الجنود المتمركزين في قاعدة ماريز قرب الموصل quot;كنت اراقب الاوضاع في معسكر اشرف نحن قلقون جدا حيال تقارير افادت عن وقوع قتلى وجرحى نتيجة مواجهات الصباح بين قوات الامن العراقية ومجاهدي خلقquot;. وأضاف quot;احض الحكومة العراقية على ضبط النفس ومعاملة سكان شارف وفقا للقوانين العراقية والالتزامات الدوليةquot;.

وكانت المحكمة الوطنية الاسبانية قد استعدت في 25 من الشهر الماضي أربعة مسؤولين عراقيين بينهم أثنين من القادة العسكريين بتهمة ارتكاب جرائم ضد سكان معسكر أشرف لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة بشمال شرق بغداد وذلك للادلاء باقوالهم في نهاية ايار (مايو) المقبل.

وأصدرت محكمة التحقيق المركزية الرابعة الاسبانية قرارا اليوم استدعت فيه مسؤولين عراقيين اثنين وضابطين في الجيش العراقي يتهمة quot;أرتكاب جريمة ضد المجتمع الدوليquot;. وقال المحامي الاسباني خوان غارسيه محامي سكان اشرف ان هؤلاء المسؤولين العراقيين الذين تم استدعائهم هم : علي الياسري رئيس لجنة اغلاق أشرف في رئاسة الوزراء العراقية وصادق محمد كاظم مدير اللجنة والمقدم نزار حازم والملازم حيدر عذاب ماشي لمهاجمتهم سكان معسكر اشرف الذي يضم 3400 معارض إيراني بينهم الف أمرأة وطفل بتهمة خرق اتفاق جنيف الرابعة من خلال ارتكابهم جريمة ضد المجتمع الدولي.

وقد سمح الرئيس السابق صدام حسين لمجاهدي خلق بالاقامة هناك لحملهم على مساندته في محاربة النظام الإيراني خلال الحرب بين العراق وإيران (1980-1988). لكن بعد سقوط الرئيس السابق في نيسان (أبريل) عام 2003 نزعت القوات الاميركية اسلحة هؤلاء المعارضين وسلمت السيطرة على المعسكر الى قوات الامن العراقية التي يقيم قادتها علاقات جيدة مع نظام طهران.

وكانت قوات عراقية مؤلفة من عناصر في الجيش والشرطة قوامها نحو ألف عنصر قد اقتحمت معسكر أشرف بداية العام الماضي لكن عناصر مجاهدي خلق تصدوا لها مما أدى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن إصابة نحو 260 شخصاً من الجانبين فضلا عن اعتقال 50 عنصراً من عناصر المنظمة. ودعا البرلمان الاوروبي وزيرة الخارجية كاثرين آشتون لان quot;تطلب من الامم المتحدة تأمين حماية عاجلة للمعارضين الإيرانيين المنفيين في معسكر اشرفquot; متهما السلطات العراقية بفرض quot;حصار بلا رحمةquot; على المكان.

وقد طردت حركة مجاهدي خلق التي تأسست عام 1965 بهدف قلب نظام الشاه ثم النظام الاسلامي من إيران في الثمانينات وتعتبرهم الولايات المتحدة منظمة ارهابية لكن الاتحاد الاوروبي ازال عنهم هذه الصفة مطلع عام 2009.