يعيش العراق حاليًّا العد التنازلي لموعد خروج القوات الاميركية نهاية العام الحالي وسط اختلاف في الموقف من جاهزية القوات العراقية لاستلامالملف الامني ومواجهة التحديات التي تنتظرها برحيل الاميركيين عن البلاد.


بغداد: تختلف المواقف في العراق حول جهوزية القوات المحلية في المحافظة على استقرار البلاد وأمنها والدفاع عنها أمام التهديدات الخارجية، فيما بدأ العد التنازلي لخروج القوات الأميركية نهاية العام الحالي.

ويقول عبد الله رحمن الاسدي استاذ في الجامعة المستنصرية quot; الحقيقة ان العراق يمتلك قوات كبيرة وهناك اكثر من 600 الف منتسب الى قوات الجيش و400 الف عنصر شرطة وبالتالي يمكنها ان تحافظ على امن الوطن واستقراره. واضاف في حديث مع quot;ايلافquot; ان القضية الان هي ليست انسحاب القوات الاميركية او بقاءها وانما هي : هل يستطيع العراق أن يدافع عن نفسه ازاء التهديدات الخارجية لأمنه؟ حيث أن هناك مخالب تريد إن تنقضّ على العراق لكونه يمتلك ثروات كبيرة واقتصاد عالٍ، لذا فهو بحاجة الى قوة عسكرية تحمي هذا البلد. وأضاف quot;نعم لدينا إفراد ولكن ليس لدينا اسلحة ومعدات ولذلك فعلى اميركا وغيرها من دول العالم ان تساعد العراق بالمعدات العسكرية وحمايته من العدوان، إذا ما حدث، لأن الشعب العراقي يعلم أن هناك الكثير من الدول سواء على المستوى الإقليمي او الدولي تعتبره كعكة غنية، وبالتالي الامر الى قوات مسلحة بشكل جيد كيتستطيع الدفاع عن البلد.

اما الإعلامية زهراء الموسوي فتقول quot;هناك تخوفات حقيقية من توسع النفوذ والتدخل الإيراني في العراق بعد انسحاب القوات الاميركية وهذا ما صرح به مسؤولون اميركيون وهي احد واهم الاسباب التي تدعو الى التمديد لبقاء القوات الاميركية،خصوصًا أنّ هناك في الاتفاقية الامنية العراقية الاميركية بنودًا تنص على حق القوات الاميركية طلب التمديد، وكذلك القوات العراقية. وتشير الى ان هناك شكوكًا في قدرة القوات العراقية على احتواء الحالة الامنية فعندما تأكد ان الانسحاب الاميركي سيتم بموعده بدأت تفجيرات المفخّخات وموجة الاغتيالات تزداد.

وتضيف الموسوي quot;لذلك أنا لست مع بقاء القوات الاميركية في العراق ولكن في ضوء كل هذه التحديات وكل هذه النوايا الخارجية والداخلية لا باس ان ياخذ هذا الملف بحثًا اكبر واكثر لاتخاذ القرار الصائب باتجاه اتمام الانسحاب او تاجيله.

ومن جهته اشار المواطن حميد القريشي الموظف في قطاع التربية الى انه بحسب الاتفاقية الامنية العراقية الاميركية يجب اكمال الانسحاب بنهاية العام الحالي حيث ان هناك الكثير من الكتل والتيارات والطبقات الشعبية الكبيرة التي ترفض الوجود الاميركي داخل العراق وتعتقد ان ما يحدث من تفجيرات وإرهاب في العراق يكون للاميركيين اليد الطولى فيه وان كان بشكل خفي.

وتقول سندس البياتي الموظفة في قطاع النقل ان بقاء القوات الاميركية قضية ملحة وضرورية في العراق لان الوضع الامني بدأ يتدهور وهناك عمليات تفجير واغتيالات منظمة بكاتم الصوت.والعبوات اللاصقة وهناك استهداف لشخصيات رسمية وعسكرية وعلمية. وتتابع quot;اعتقد ان خروج القوات الاميركية سيضع العراق في مأزق كبير وفراغ امني لا يمكن معالجته بسنة او سنتين وهذه مشكلة لاتوجد حلول لها على المستوى القريب من قبل قوات الامن العراقية لعدم جاهزيتها في تولي الملف الامني سواء في بغداد آو في عموم المحافظات الاخرى.

ومن جانبه قال النائب احمد العلواني عن القائمة العراقية quot;الحقيقة تم تحديد موعد لانسحاب الاميركيين لكن يبدو ان واشنطن غير جادة في هذا الموضوع. فهي تريد البقاء فترة اطول في العراق وذلك عن طريق افتعال حوادث كثيرة للتاثير على الكتل السياسية اوعلى بعض الشخصيات السياسية او افتعال إحداث امنية والمبرر جاهز وهو ان القوات العراقية غير مكتملة الجاهزيةquot;.

ويضيف العلواني quot; الحقيقة ان القوات العراقية هي فعلا غير مكتملة التسليح والتجهيز بإرادة اميركية حيث ان هناك مليشيات تسلحها افضل واكبر من تسليح الجيش العراقيquot;. واكد ان الجيش العراقي يفتقر الى الطائرات والمدرعات وحتى الاسلحة المتوسطة وبالتالي هناك من يريد أن يبقى الجيش العراقي ضعيفَا اكثر اضافة الى ان الاجهزة الامنية مخترقة، وهناك استهداف للابرياء وهذا كله يهدف لان يكون بقاء القوات الاميركية مطلبًا وطنيًا quot;وهذا ما لا نرتضيه لذا لابد من إن تعرض الاتفاقية الامنية على مجلس النواب ليصوت إما برفض البقاء او بالتمديد،وليكون هناك اختبار حقيقي لمن هو مزايد وطنيًا ومن هو الوطني الحقيقيquot;.