صورة من التسجيل الصوتي المثير للجدل الذي انتشر على اليوتيوب

رغم تصادف يوم أمس الخميس الموافق الثامن والعشرين من شهر نيسان/ أبريل مع عيد ميلاد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين رقم 74، وتوجه كثيرين إلى المكان الذي دُفِن فيه بالقرب من مسقط رأسه، تكريت، إلا أن بعض العراقيين يرون أن صدام سيظل خالداً أبد الدهر.

ومنذ إعدامه في كانون الأول/ ديسمبر عام 2006، والعديد من نظريات المؤامرة تنتشر من حين إلى آخر. وبالتزامن مع التوقيت الدقيق عشية الاحتفاء بعيد ميلاده انتشر مقطع فيديو على موقع اليوتيوب يحمل مكالمة هاتفية حديثة بالفعل بين أحد أعضاء البرلمان العراقي وبين رجل زعم أنه صدام حسين، حيث يتشابه صوته بشكل كبير مع صوت الرئيس السابق، وهو ما تسبب أيضاً في استيقاف أولئك الأشخاص المقتنعين بالأساس أن صدام قد مات بعد أن تم تنفيذ حكم الإعدام فيه قبل خمسة أعوام.

وفي هذا السياق، قال مواطن عراقي يدعى أحمد كامل، 43 عاماً، خلال زيارته لمقبرة صدام: quot;عندما سمعت صوت صدام على الإنترنت، بكيت كثيراً. وشعرت كأني أحلمquot;. ومن جهتها، علقت اليوم الجمعة صحيفة quot;النيويورك تايمزquot; الأميركية على تلك الواقعة بقولها إن من بين الظواهر الثقافية المتبقية من سنوات الاستبداد التي عاشها العراق على مدار سنوات، حين كان يعيش العراقيون في خوف من شرطة صدام السرية، هي الميل إلى ترويج وتعزيز الشائعات وكذلك نظريات المؤامرة.

ولفتت الصحيفة في هذا الصدد إلى الشائعة التي سرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم العام الماضي، في أعقاب الانتخابات البرلمانية، وهي المتعلقة باغتيال رئيس الوزراء، نوري المالكي، حيث استمرت تلك الشائعة لبضعة أيام حتى ظهر المالكي أخيراً على شاشات التلفزيون، وفند كل ما قيل بشأن تعرضه لتلك الحادثة. بعدها، نوهت الصحيفة إلى التعليق الذي تركه أحد الأشخاص يوم أمس على موقع quot;هواميرquot; العربي الإخباري، والذي كتب فيه quot;يتعين على الولايات المتحدة أن تحفر قبره وأن تقوم بفحص حمضه النوويquot;.

هذا وقد بدأت قصة المكالمة الهاتفية الحديثة لصدام حسين قبل ما يقرب من أسبوعين، عندما تلقى حسن علاوي، وهو كاتب وسياسي وسبق له أن كان عضواً ذات يوم في حزب البعث وصديق مقرب من صدام، مكالمة هاتفية في منزله. وعندما أدرك الهوية المزعومة للمتصل، بادر بفتح الصوت ليُسمِعُه لضيوفه الذين كانوا يتناولوا العشاء عنده.

وفي مقابلة هاتفية معه من بيروت يوم أمس، قال علاوي لصحيفة النيويورك تايمز:quot; أصيب الضيوف بحالة من الذعر. وقالوا (إنه صدام )quot;. وتابع علاوي حديثه في هذا الشأن بالقول إنه يحتفظ بولع لسيده السابق، على الرغم من احتضانه للتحول الديمقراطي هنا باعتباره عضواً في البرلمان. وقال: quot;مازلت أحب صدام حتى يومنا هذا. وكانت المكالمة صارخة، حيث استعان صدام ببعض الكلمات والمشاعر حين كان يحادثني. ولولا قناعتي بأن صدام قد قُتِل، لكنت قلت إن هذا هو صدام الحقيقي. وقد فوجئت بنشر تسجيل المكالمة علي اليوتيوب هذا الأسبوع. وأعتقد أن منفذي تلك المزحة قد اختاروني لأني كنت أحد الأصدقاء المقربين من صدامquot;.

وخلال تلك المكالمة، التي استمع إليها علاوي على اليوتيوب وأقر بصحتها، لم يقم بالاستفسار عن هوية المتصل، الذي قلد صوت الرئيس الراحل، وقال في البداية: quot;بادئ ذي بدء، أود أن أشكرك حسن. أشكرك حسن. صدام لا يزال حياquot;. وبعدها، قال علاوي quot;أنا سعيد لسماع صوتك. وأنا أعمل الآن لصالح العراق، وليس لمصلحتي الشخصية مثل يفعل عدد آخر من السياسيينquot;.

ولفت المتصل إلى أن شخص آخر يدعى quot;ميخائيلquot; هو من تم إعدامه بدلاً منه نهاية العام 2006. وفي وقت كان يستعين فيه الرئيس العراقي الراحل بأشباه له، لدواع أمنية، قال كثيرون من المؤمنين بنظريات المؤامرة بشأن حادثة وفاة صدام إن واحداً من أشباه الرئيس هو من تم إعدامه.

ومضت الصحيفة تتحدث عن الشعبية التي مازال يحظى بها صدام لدى بعض العراقيين، ولفتت إلى حالة الحماسة التي يكنها له البعض أيضاً على موقع التواصل الاجتماعي quot;فايسبوكquot;. وقالت إن بعضاً من الذين مازالوا يدعمون صدام، لكن يعتقدون أنه توفي، يرون أن هناك مؤامرة وراء الإقدام على نشر هذا المقطع على اليوتيوب، وأنه وُضِع على الموقع من جانب الخونة في المنطقة الخضراء لإعطاء صورة سيئة عن الرئيس صدام حسين وإبقاء الضغط على المناطق السنية التي دعَّمت صدام.