القاهرة: اعلن المجلس الاعلى للقوات المسلحة في مصر الاحد احالة 190 شخصا قبض عليهم عقب اعمال العنف التي شهدها حي امبابة في القاهرة وسافرت عن سقوط عشرة قتلى بينما دعا رئيس الوزراء المصري عصام شرف الاحد الى اجتماع طارىء للحكومة.

كما اوضح تلفزيون الدولة ان شرف quot;قرر تأجيل زيارته الى البحرين والامارات العربية المتحدة التي كانت مقررة اليومquot; الاحد.

واعلن الجيش في بيان ان quot;المجلس الاعلى للقوات المسلحة قرر احالة جميع من تم القاء القبض عليهم في احداث الامس وعددهم 190 فردا الى المحكمة العسكرية العليا لتوقيع العقوبات الرادعة على كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا الوطنquot;.

ودعا رئيس الوزراء الى quot;اجتماع طارىء للحكومة لبحث الاحداث المؤسفة في امباباquot;، بحسب ما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية.

وقتل عشرة اشخاص واصيب 186 اخرون مساء السبت في مواجهات بين مسلمين ومسيحيين في القاهرة، بحسب اخر حصيلة للتلفزيون الرسمي.

ووقعت المواجهات الرئيسية حول كنيسة في حي امبابة هاجمها مسلمون مؤكدين انهم يريدون تحرير امرأة مسيحية قالوا انها محتجزة هناك بعدما ارادت اعتناق الاسلام.

واحرقت كنيسة اخرى في هذا الحي الذي نشرت فيه قوات كبيرة من الجنود ورجال مكافحة الشغب.

وتعهد الجيش بتطبيق صارم للقانون على مثيري الشغب وباصدار عقوبات شديدة ضدهم.

وتشهد مصر منذ اشهر تصعيدا في التوتر بين المسيحيين والمسلمين يغذيه الجدل حول نساء قبطيات ترغبن في اعتناق الاسلام، لكن الكنيسة القبطية تحتجزهن.

ونظمت تظاهرات عدة تلبية لدعوة سلفيين في الاسابيع الاخيرة للمطالبة quot;بالافراجquot; عن كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين وهما زوجتا كاهنين تحتجزهما الكنيسة على حد رايهم.

وقد هجرت كل من السيدتين زوجها اثر خلافات قبل سبعة اعوام بالنسبة الى قسطنطين والعام الماضي بالنسبة الى شحاتة. ورافقت الشرطة كلا من المراتين الى منزلها بعدما اكد الاقباط ان مسلمين قاموا بخطفهما.

ونفت الكنيسة القبطية احتمال اعتناق المراتين الاسلام، لكن ايا منهما لم تظهر علنا لاعطاء رواية مغايرة للوقائع.

والجيش الذي يتولى ادارة شؤون البلاد منذ الثورة الشعبية التي اطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك في 11 شباط/فبراير، وعد بالتحرك بقوة ضد المسؤولين عن اعمال العنف مساء السبت.

وقال عضو في المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية ليل السبت الاحد ان القانون سيطبق بصرامة على مثيري الاضطرابات التي وقعت في منطقة امبابة الشعبية في القاهرة.

واكد لواء في المجلس العسكري طلب عدم كشف هويته، في تصريحات لقناة اون تي في المصرية الخاصة ان quot;كل من هو موجود في الشارع سيعامل على انه بلطجيquot;، مضيفا quot;سيتم تفعيل القانون اعتبارا من هذه اللحظةquot;.

وتابع quot; لن يسمح لاي تيارات ان تطغى على مصرquot; في اشارة على ما يبدو الى الحركة السلفية التي نشطت في البلاد بعد اسقاط نظام الرئيس السابق.

وكان الفرع العراقي لتنظيم القاعدة توعد الاقباط بهجمات في حال عدم الافراج عن المرأتين، وخصوصا بعد المجزرة التي ارتكبها في كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد في 31 تشرين الاول/اكتوبر الفائت وادت الى 53 قتيلا.

وبعد شهرين، ادى اعتداء على كنيسة القديسين للاقباط في الاسكندرية الى 21 قتيلا.

ودعا مفتي الديار المصرية علي جمعة الى عدم التلاعب بامن البلاد، مؤكدا ان اعمال العنف لا يمكن ان يرتكبها اناس ملتزمون دينيا، سواء كانوا مسلمين او مسيحيين.

ويمثل الاقباط ما بين 6 الى 10% من التعداد السكاني البالغ 82 مليون مصري.

وازداد شعور الاقباط بانعدام الامن منذ الاطاحة في 11 شباط/فبراير بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، وخصوصا مع تصاعد حضور الحركات السلفية.