دبي: قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان الرئيس السوري بشار الاسد quot;مسؤول عن قمع اسفر عن مئات القتلىquot;، موضحًا ان باريس غضّت النظر عن تسلط وطغيان بعض الانظمة، لكنها اعادت النظر في ذلك، لان الاستقرار لا يتحقق بالقمع، بل بالاصلاح، وهذا ينطبق على دمشق.

واضاف لصحيفة quot;الحياةquot; ان استخدام quot;الدبابات للرد على تطلعات الشعوب الى المزيد من الحرية والديموقراطية غير مقبول، حتى لو كان مبدأ الاستقرار ثمنًا لذلك. ادى بنا حرصنا على الاستقرار الى غضّ النظر عن تسلط وطغيان بعض الانظمةquot;.

وتابع quot;لذا، نقول الشيء نفسه بالنسبة الى سوريا. طبعًا نتمنى ان تكون مستقرة، لكننا نعتبر ان الاستقرار الحقيقي ليس بالقمع، بل بالاصلاح (...) ان النظام الذي يطلق المدافع ضد شعبه يفقد شرعيتهquot;.

وردا على سؤال حول العقوبات، اجاب ان quot;الكثير من شركائنا يعتبرون انه ينبغي ابداء قدر اكبر من الصبر حيال الاسد، وهذا ليس موقف فرنسا، لاننا نعتبره مسؤولاً عن قمع ادى الى مئات عدة من القتلىquot;.

واكد جوبيه quot;نعتبر انه ما لم يغير النظام موقفه، تنبغي معاقبته. لقد عملنا بهذا الاتجاه مع شركائنا في بروكسل، ونعمل مع البريطانيين في الامم المتحدة على قرار يدين القمع في سوريا (...) ونصطدم بفيتو روسي وصينيquot;.

وحول الدور الاميركي، قال ان quot;الاميركيين في مجلس الامن يعتبرون أنه ليست هناك امكانية للتصويت على قرار في شأن سوريا، وبالتالي فانهم غير ناشطين من هذه الزاويةquot;.

وتابع quot;اذا لم يغير النظام السوري خطه السياسي، ومضى في تحليل مفاده ان الحركات التي يواجهها هي مجرد تمرد يحظى بتشجيع من الخارج، فانه يخطئ، ويذهب باتجاه الحائط هذا ما نقوله له (...) لا اريد ان اذهب ابعد من ذلك في شأن ما يمكن لهذا النظام أن يفعله، او ما لا يمكنه فعلهquot;.

وردا على سؤال حول تخوف من نتائج الوضع السوري على لبنان، اجاب وزير خارجية فرنسا quot;من الواضح ان ما يحصل في سوريا، لا بد ان تكون له نتائج على لبنانquot;.

الى ذلك، المح جوبيه من دون مزيد من التفاصيل الى ضرورة quot;التفكير جيدًاquot; في الدور المحدد لقوات الامم المتحدة في جنوب لبنان.

وقال في هذا السياق، quot;يبدو لنا من الضروري اليوم التفكير جيدًا بعمل قوة يونيفيل، فعملية حفظ السلام هذه اقرّت في عام 1978، واعيد تحديد المهمة في عام 2006. ومن الضروري اعادة تحديد الأمور في شكل جيد، لجهة الدور المحدد لهذه القوة، وعلاقتها بالجيش اللبناني. لكننا نعتبر أن وجودها يبقى عنصر استقرار للمنطقة وللبنانquot;.

ورفض الكشف عن المزيد قائلاً quot;ستحدد الادوار بطريقة افضل في الاسابيع المقبلة، وبالتشاور مع شركائناquot;.

من جهة أخرى، رأى جوبيه ان quot;العقيد معمّر القذافي انتهى، ولا يمكنه البقاء على رأس بلده، وقد تسبب بمقتل الآلاف من مواطنيه، فالمحكمة الجنائية الدولية تنظر في قضيته، وهذا استنتاج فرنسا والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، فهناك إجماع دولي واسع جدا في هذا الشأنquot;.

واضاف quot;نريد تكثيف الضغط العسكري، فالقذافي لن يفهم غير ذلك، كما نريد مزيدًا من الانفتاح السياسي (...) ونامل ان يتسنى دفع ذلك خلال الاسابيع المقبلة، فليس المطلوب مواصلة العمليات في ليبيا على مدى اشهر، انما هي مسالة اسابيعquot;.

بالنسبة إلى إيران، اكد جوبيه quot;تمسك فرنسا بالعقوبات علىطهران وتعزيزها، لانها بدات تؤدي الى نتائجquot;، معبّرًا عن امله في أن لا تكون الدعوة الايرانية إلى معاودة المحادثات في الملف النووي مع مجموعة الدول الست quot;مناورة جديدةquot;.