من الاعتصامات السورية في القاهرة

أكد سوريون مقيمون في القاهرة أنهم استمروا في اعتصامهم أمام مبنى الجامعة العربية حتى ساعة متأخرة من مساء أمس بغية ايصال أصواتهم، والاعلان عن موقفهم الرافض للصمت العربي ازاء ما يحدث في سوريا، ولفتوا الى أنهم سيستمرون في اعتصاماتهم أمام السفارة السورية في القاهرة وأمام مبنى الجامعة العربية.


القاهرة: عبّر الناشط السوري معن حاصباني في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; عن اعتقاده quot; بأن السفير السوري في القاهرة يوسف الأحمد دخل متخفيًا الى اجتماع الجامعة العربية لاختيار أمينها العام بعد ظهر أمسquot;، وقال quot;ربما دخل الجامعة من باب فرعي أمام المتحف المصري، دون وفد ودون مرافقةquot;، وأضاف quot;بالتأكيد تمّ ابلاغ السفير باحتجاج السوريين وخشي مواجهتهم، وهذا ان دلّ على شيء، فهو يدلّ على خوفه وارتباكهquot;.

وأشار الى quot;أن الجالية السورية مبدئيًا كل ثلاثة أو أربعة أيام تعد وتستمر في مظاهرات لتقلق النظام وتذكّره بجرائمه، وعلى الرغم من امتحانات الطلاب سنحاول استمرار التظاهر حتى لو بأعداد قليلة كما بدأنا في بداية التظاهرات بالتزامن مع الأحداث في سورياquot;.

وقال quot;إن التظاهرات حتى وان كانت غير مجدية فعلى الاقل الموجودين في الخارج يلفتون الأنظار الى مايحدث في سوريا، ونزعج النظام بالفعل، والدليل في التدعيم الأمني للسفارة والشكوى الى الشرطة المصرية والادعاءات الكاذبة حولنا من قبل السفارة quot;. وأضاف quot;هناك حواجز على كل محيط السفارة وأصبح من الممنوع أن تقترب من حدود السفارة للتظاهر والتعبير عن رأيكquot;.

وأكد quot;أن السفارة تقدمت ببلاغ ضد المعتصمين، وقامت بتلفيقات متعددة ضدهم في حين كسر موظفون في السفارة هاتفي المحمول، واعتدوا علي بالضرب منذ الأيام الاولى للاعتصامات، وأهان موظفو السفارة بالشتم والقذف سيدات موجودات للاعتصام، وهناك تهديدات فعلية للناشطين ولأبناء الجالية السورية في القاهرةquot;.

وأكد الصحافي السوري محمد أبا زيد لـ quot;ايلافquot; أن كل رؤساء الوفود جاؤوا الى الجامعة العربية، ودخلوا من الباب الرئيس بسياراتهم الخاصة، وأعلام بلادهم ترفرف على سياراتهم الا السفير السوري ومندوب سوريا الدائم في الجامعة يوسف الأحمد.

ونوه أبا زيد quot;حاولنا أن ننظر الى كل سيارات الوفود ونوقفهم، وكان بعض المسؤولين العرب يفتحون نوافذ السيارات الا أننا لم نر السفير السوري حتى نبلغه استياءنا مما يحدث في سوريا ثم عرفنا فيما بعد أنه حضر اجتماع الجامعة العربية لاختيار الأمين العام الجديدquot;.

وطالب مأمون الحمصي النائب السابق في البرلمان السوريquot; وزير الخارجية المصري نبيل العربي الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية بالاهتمام بما يحدث في سوريا، والتنديد به، وحثّ العرب على اتخاذ مواقف قوية ضد ما يحدث في سوريا من قمع وقتل quot;.

وأشار في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; الى أنه لا ُيعقل ان تستمر هذه المجازر في العام 2011 والعالم يتفرج بحجة ملاحقة ارهابيين وسلفيين، وقال quot;أن الوضع في سوريا أصعب بكثير مما يتم ذكره في الاعلام وسط تعتيم اعلامي شديد ووسط أكثر من ألف شهيد والالاف من المفقودين والمعتقلينquot;.

اعتقالات في المحافظات السورية

هذا وشنت سوريا حملة اعتقالات واسعة في مختلف المحافظات واعتقلت في اللاذقية بهاء بركات وعلي بركات.

وأكد المعارض لسوري أكثم بركات لـquot;ايلافquot; نبأ اعتقال أقاربه في اللاذقية مساء أمس، وأوضح ان الاعتصامات أمام السفارة السورية والجامعة العربية لايصال صوت الشارع السوري واعطائهم فكرة أن النظام السوري والشعب السوري على ضفتين مختلفتين، وأكد أن الاعتصامات والمظاهرات توصل الصوت السوري الحق في ظل تعتيم اعلامي شديد.

مجازر ومقابر جماعية والاعلام السوري يتحدث عن حياة طبيعية

في حين تحدث الاعلام السوري عن عودة الأجواء الطبيعية والحياة الى سابق عهدها في مدينة بانياس الساحلية، وقال وسائله المختلفة أنهquot; بالأمس فتحت المحال التجارية بكامل السوق التجاري، وحركة السير طبيعية داخل الاسواق وفي احياء المدينةquot;.

وحول درعا أفادquot; أن الاتصالات عادت الى درعا ومراكز الجيش ستبقى حول المدينة حتى يصلح الوضعquot;، ونقل تصريحات محمد خالد الهنوس محافظ درعا أن إصلاح الوضع يحتاج إلى جهود السلطة والناس.
في غضون ذلك كشفت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا عن مقابر ومجازر جماعية في درعا وجاسم وانخل وأكدت لـquot;ايلافquot; أن أهالي الضحايا في حالة هسيتيرية لأنهم كانوا يعتقدون أن أبناءهم من المعتقلين، وأشارت المنظمة الى أن بين الضحايا أطفال ونساء، وقدمت أسماء 34 اسمًا من المجازر التي اتضحت اليوم فيما قالت انها ستقوم لاحقًا بنشر قوائم أسماء ضحايا المقابر الجماعية الموثقة.

وكان محافظ درعا قال بحسب الوطن السورية quot;أن quot;الحوارquot; الذي كان أساس المعالجة بدأ يسترجع نشاطه بعد أن توقف بعد لقاء مهمّ جمع الرئيس بشار الأسد مع خمسين من ممثلي الأهالي والمحتجين من درعا، انتهى إلى تفاهمات ما لبثت أن خرقت في اليوم التالي من قبل المحتجين، لذا يقول الهنوس إن كل وفد يستطيع أن quot;يضمنquot; أمن واستقرار بلدته نتعاون معه، إلا في حال حصول مواجهات مسلحة حينها يصبح مطلوبا تسليم كل من حاول الإساءة إلى الأمن، ويعترف الهنوس أن صوت الاحتجاج لن يتوقف لكن نسبته قليلة، ولا يستثني التذكير بأن مطالب الكثير من المحتجين كانت شرعية والسلطة مستعدة للاستماعquot;.