نيقوسيا: ما ان بانت المروحية في سماء بنغازي، حتى علت هتافات المحتشدين وهم يصرخون quot;واحد، اثنان، ثلاث، يعيش ساركوزيquot;، في اشارة الى الرئيس الفرنسي الذي تحول الى quot;سوبر ستارquot; خلال زيارته مهد الانتفاضة الليبية المسلحة.

وملأت حشود الناس الذين تخطوا عشرات الحواجز للترحيب بنيكولا ساركوزي، ساحة التحرير وسط بنغازي (شرق)، التي باتت رمزا من رموز الانتفاضة ضد معمر القذافي الذي حكم البلاد لاكثر من اربعة عقود بيد من حديد.

وركزت الحشود وجهة نظرها على منصة نصبت على عجل يعلوها علم quot;ليبيا الجديدةquot;، حيث تحدث ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

وانتشر عناصر الامن الفرنسيون في ارجاء المكان وبينهم بعض من افراد الاستخبارات الليبية الجديدة، فيما كانت وحدة خاصة من قوات الشرطة الفرنسية تتتبع تفاصيل الحركة في المكان.

وعلقت لافتات قرب الموقع المخصص لتجمع النساء ترحب بالضيفين الفرنسي والبريطاني، كتب على احداها quot;ساركوزي، بنغازي تحبكquot;، بينما توجهت اخرى بالشكر الى بريطانيا.

الا ان الساحة الممتلئة بالناس كادت تحرج المنظمين قبل وقت قصير من وصول الضيفين، اذ ان عشرات الليبيين فقط كانوا يتمشون في ارجائها، فيما كان آخرون ينتظرون اجتياز الحواجز الكثيرة.

وقال احد المنظمين عبر مكبر للصوت quot;سيصل الرئيس الفرنسي خلال عشرين دقيقة، لكننا نواجه مشكلة اذ ان اعداد الناس هنا ليست كبيرة، وهو ما سينظر اليه الخارج بطريقة خاطئةquot;.

واضاف quot;ادعوا اصدقاءكم واقرباءكم للمجيء الى هناquot;.

وانشغلت الهواتف لدقائق، امتلات بعدها الساحة بالحشود الاضافية. ووزعت الاعلام الفرنسية الصغيرة الحجم على المشاركين، فيما لفت بعض النساء انفسهن بالعلم الليبي.

وقالت ليلى ترهوني (35 عاما) لوكالة فرانس برس quot;جئت لارحب واشكر الرئيس الفرنسيquot;.

واضافت ترهوني التي تعمل مدرسة quot;الله، الثوار، ساركوزيquot;.

واعتبر فراج الشريف (55 عاما) ان quot;الشعب الليبي لن ينسى ابدا ما فعله ساركوزي من اجله. بالنسبة لنا هو بطل، وسنستقبله كواحدquot;.

ووسط حالة الترقب والانتظار، حطت مروحية ساركوزي في مكان مجاور للساحة، لترتفع بعدها صيحات quot;الله اكبرquot;.

وصرخ بعضهم quot;قذافي يا جبان ساركوزي في الميدانquot;، فيما هتف آخرون لكاميرون، الا ان نجومية ساركوزي quot;السوبرستارquot; طغت على الحدث.

وما ان بلغ ساركوزي مكان التجمع، محاطا بكاميرون ورئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل وبعض الوزراء الفرنسيين والبريطانيين، حتى اشتعلت الساحة بالتصفيق.

وقال عبد الجليل quot;اسمعوني جيدا، العالم يشاهدنا. لن تنقسموا، بل ستبقون في صف واحد. معركة التحرير لم تنته بعدquot;.

وتحدث بعده كاميرون قائلا quot;العقيد القذافي اراد مطاردتكم كالجرذان، لكنكم اظهرتم له شجاعة الاسودquot;.

وكان الرئيس الفرنسي آخر المتكلمين، متوجها الى الحشود بابتسامة وكلمات يعصب الانصات لها بسبب صرخات الفرح والتاييد.

وقال ساركوزي quot;اردتم السلام، اردتم الحرية، اردتم النمو الاقتصادي، ونقول لكم ان فرنسا وبريطانيا واوروبا سيكونون دائما الى جانب الشعب الليبيquot;.

واضاف quot;اصدقائي في بنغازي، نطلب منكم امرا واحدا: الايمان بليبيا موحدة، وليس بليبيا مقسمة. ايها الشعب الليبي، اليوم تكشفون عن شجاعة جديدة، هي شجاعة التسامح والمصالحةquot;.

وختم الرئيس الفرنسي قائلا quot;تعيش بنغازي، تعيش ليبيا، تعيش الصداقة بين فرنسا وليبياquot;، قبل ان ترتفع الهتافات ويتوجه هو سريعا الى مروحيته مغادرا.