بيروت: تناولت صحيفة الـ quot;كريستشان ساينس مونيتوquot; تجنب الاتحاد الأوروبي اللجوء إلى الخيار العسكري في سوريا، مشيرةً إلى أن رفض هذا الخيار يعود إلى التأثر الشديد بتجربة غزو العراق عام 2003.

مجلس الأمن خلال دورته الـ 66 التي عقدت الإثنين

بعد أكثر من ستة أشهر من احتجاجات الشوارع المستمرة، واستجابة الحكومة العنيفة التي خلفت ما يقدر بنحو 2700 قتيل، يقول دبلوماسيون إن هناك احتمالاً ضئيلاً للتدخل العسكري في سوريا مماثلاً للقرار المعتمد في ليبيا، على الرغم من أن الوضع على الأرض متشابه إلى حد ما.

في هذا السياق، نقلت الصحيفة عن وزير الدولة البريطاني لشؤون منطقة الشرق الأوسط أليستر بيرت، قوله ان القوى الأوروبية تتطلع إلى زيادة الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها تكافح من أجل التغلب على مقاومة روسيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تجري مناقشة مشروع قرار جديد حالياً.

وأضاف بيرت إن استخدام الخيار العسكري لن ينجح في سوريا، ولن يكون هناك تفكير في الحل العسكري للوضع السوري، مشيراً إلى أن التدخل العسكري في ليبيا جاء عقب نداءات من الاتحاد الأفريقي ومجلس التعاون الخليجي والليبيين أنفسهم بدعم قانوني من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وأوضح بيرت أنه من الصعب جدا أن نرى مثل هذه الظروف تسود في سوريا من دون أن نلجأ إلى الخيار العسكري، الأمر الذي يؤكد الفكرة القائلة إن لكل دولة خاصية مختلفة، ومن المستبعد إيجاد حلول مشتركة لكل منها.

وشدد السيد بيرت على أن القمع العنيف للمعارضة في سوريا هو أحد العوامل التي أشعلت الغضب الشعبي، وبالتالي فإن المزيد من الكبت سوف يؤدي على المدى البعيد إلى توسيع الهوة بين النظام والرأي الشعبي.

وأوضح الوزير أن بريطانيا ساندت وبقوة العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي واستهدفت شخصيات شاركت في القمع. وقال: quot;لقد أوضحنا أنه إذا رفض النظام الحوار والإصلاح لمصلحة المزيد من العنف، فسوف نساند توسيع قائمة الاسماءquot;.

وأضاف بيرت: quot;هل ما يحدث في شوارع سورية شبيه بما حدث في ليبيا؟ نعم، لكننا عاجزون عن فعل أي شيء حيال ذلك أننا لا نملك القوةquot;، مضيفاً: quot;الجامعة العربية وقفت ضد حكم العقيد معمّر القذافي عندما توعّد بمطاردة المعارضين (زنقة زنقة، دار دار)، الأمر الذي ساعد في تحفيز مجلس الأمن الدولي للعمل في مارس الماضي من دون فيتو من روسيا أو الصينquot;.

أما في سوريا، فالمجتمع العربي لم يشجع هذا الخيار على الإطلاق بسبب علاقات الدول العربية الوثيقةبنظام الأسد، لذلك فلا يوجد استعداد لاتخاذ الإجراءات نفسها، كما إن روسيا أعلنت بوضوح انها ستستخدم حق النقض ضد أي عمل من هذا النوع.

وقال بيرت ان معارضة روسيا، إلى جانب عدم وجود طلب عربي قوي موحد برحيل الاسد، يجعل من التدخل العسكري احتمالً بعيداً جداً في سوريا. لكن quot;هناك المزيد من الأشياء التي يمكن أن نفعلها، فعملية فرض العقوبات فكرة جيدة، وبالطبع تؤدي إلى مجموعة من الفرص التي تمكننا من إسقاط الاسدquot;.

وفرض الاتحاد الأوروبي حتى اليوم عقوبات على نحو 58 شخص و12 مؤسسة، من حيث حظر السفر وتجميد الأصول، كما إن العقوبات على النفط تعتبر مهمة جدًا (25 % من عائدات سوريا تأتي من النفط، ويتم تصدير 90 % من نفطها إلى الاتحاد الأوروبي).

وفي سؤال حول كيف ستكون المملكة المتحدة quot;ذات مصداقيةquot; في المنطقة بعد غزو العراق عام 2003 وتداعياته العنيفة، قال بيرت إن هناك فارقًا بين الأعقاب العنيفة للاحتلال الاميركي والبريطاني للعراق وبين التداعيات في ليبيا. وأضاف: quot;ما حدث في ليبيا كان بتأثير شديد من تجربتنا في العراق، فالمملكة المتحدة قدمت كل جهد ممكن للحصول على دعم قانوني من قبل الجميعquot;.

وختم بيرت: quot;كل ما تمكن من فعله بطريقة صحيحة في ليبيا، كان بسبب الدروس التي تعلمناها، ومن الثمن الذي دفعه شعب العراق. ربما هذه هي الطريقةلنبرهن عن مصداقيتنا، فبريطانيا تحاول القيام بواجباتها بطريقة افضل، وبأساليب مختلفة من اجل حماية المدنيينquot;.