موسكو:تخشى روسيا التي تتحدى الغرب عبر رفضها ادانة النظام السوري، ان تخسر اخر حليف لها في منطقة الشرق الاوسط وتحاول فرض نفسها كطرف لا يمكن تجاوزه كما رأى خبراء الثلاثاء.
ومنذ بدء اعمال القمع الدموي لحركة الاحتجاج ضد النظام السوري في اذار/مارس الماضي والتي بلغت حصيلتها اكثر من خمسة الاف قتيل بحسب الامم المتحدة، تعرقل موسكو تبني قرار يدين نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وفيما يتحدث وزراء خارجية الولايات المتحدة وعدة دول اوروبية الثلاثاء امام مجلس الامن الدولي تعبيرا عن دعمهم للخطة العربية حول سوريا، بقيت روسيا حازمة في مواقفها.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الاثنين ان quot;روسيا والصين صوتتا ضد مشروع القرار الذي عرضه زملاؤنا الغربيون في تشرين الاول/اكتوبر والذي تضمن خطة للتسوية غير مقبولة. ومشروع القرار الغربي الحالي ليس بعيدا عن نسخة تشرين الاول/أكتوبر وبالتاكيد لا يمكننا دعمهquot;.

واليوم الثلاثاء اعتبر ان quot;مشروع القرار الغربي في مجلس الامن الدولي لا يصب في اتجاه تسوية. ان فرضه سيمهد الطريق امام حرب اهليةquot;.
وهذا النص المدعوم خصوصا من فرنسا والولايات المتحدة وعدة دول عربية ينص على وقف العنف ونقل الرئيس السوري بشار الاسد السلطات الى نائب له قبل بدء مفاوضات مع المعارضة وتشكيل حكومة وحدة.

ومن غير المرتقب حصول تصويت على النص الثلاثاء كما قال دبلوماسيون. لكن يبقى هناك بعض الشكوك حول الموقف الروسي.
وبالواقع فانه اذا كانت روسيا اعلنت بوضوح معارضتها لمشروع القرار الا انها لم تحدد ما اذا كانت ستستخدم حق النقض او انها ستكتفي بالامتناع عن التصويت تاركة الباب مفتوحا امام اعتماد مشروع القرار كما حصل عند التصويت على قرار بشان ليبيا.

وقال المحلل جورجي كونادزيه نائب وزير الخارجية الروسي سابقا ردا على اسئلة وكالة فرانس برس ان الموقف الروسي حول المسالة السورية هو بدون شك مرتبط بواقع ان quot;سوريا تعتبر حليفتنا الوحيدة في الشرق الاوسطquot;.
من جهته رأى المحلل بوريس دولغوف انه quot;اذا تنازلت روسيا في الشان السوري كما تنازلت في قضية ليبيا، فذلك سيمس بشكل نهائي بهيبتهاquot;.

ولم توقف موسكو التنديد بالتدخل الدولي في ليبيا وكررت عدة مرات معارضتها المبدئية لاي تدخل اجنبي.
وقال غاتيلوف quot;هناك لعبة غير نزيهة بخصوص سوريا. اولا ان العقوبات الاحادية الجانب فرضت بدون التشاور مع روسيا وبالتالي انتقلت الى مجلس الامن الدولي من اجل الحصول على دعمنا. لا يمكننا قبول مثل هذه المقاربةquot;.

وكثفت روسيا انتقاداتها لمشاريع قرارات التسوية التي عرضها الغربيون لكن المناورات الدبلوماسية من جانب الكرملين للعب دور في الازمة السورية لم تكلل بالنجاح.
فقد رفض الغرب مشروع قرار عرضته موسكو لحل الازمة كما ان عرضها الاثنين استضافة محادثات غير رسمية بين السلطة والمعارضة فشل ايضا.

ووافقت السلطات السورية على الاقتراح الروسي لكن المعارضة رفضته على الفور مشترطة رحيل الرئيس السوري بشار الاسد قبل اي مفاوضات.
وكتبت صحيفة الاعمال الروسية quot;فيدوموستيquot; الثلاثاء ان quot;هدنة موقتة بين الاسد والمتمردين واستئناف المحادثات بين مختلف الاطراف تحت رعاية موسكو فكرة جيدة لكنها غير قابلة للتنفيذ فعلياquot;.

وخلصت الى القول quot;يبدو ان روسيا ستخسر في نهاية المطاف حليفها الاخير في المنطقةquot;.

لافروف: روسيا لن تتدخل في الشؤون السورية
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء ان موسكو لن تطلب من بشار الاسد الاستقالة، مشيرا الى ان الرئيس السوري ليس حليفا والى انه ليس على الاخرين التدخل في شؤون سوريا.
وبعد عشرة اشهر من اعمال العنف في سوريا اوقعت حسب الامم المتحدة اكثر من 5400 قتيل، تتكثف الضغوط على روسيا لتبدي حزما اكبر حيال الرئيس الاسد ونظامه.

وقال سيرغي لافروف في حديث من استراليا لقناة ايه.بي.سي الوطنية quot;لا اعتقد ان السياسة الروسية تتمثل في مطالبة الناس بالاستقالة. تغيير الانظمة ليس مهمتنا. بعض الدول الاخرى ...quot;.
واوضح quot;السوريون هم الذين يجب ان يقرروا بانفسهم كيف يدار البلد بلا اي تدخل خارجيquot;، مضيفا quot;لسنا اصدقاء، ولسنا حلفاء للرئيس الاسد. ولم نقل ابدا ان بقاء الرئيس في السلطة هو الحل للازمةquot;.