المالكي مجتمعًا مع وزير الدفاع الإيراني

بعد ساعات من تفتيش السلطات العراقية لطائرة إيرانية متجهة الى سوريا بحثًا عن أسلحة لدعم الأسد فقد حلّ في بغداد اليوم وزير الدفاع الإيراني العميد احمد وحيدي حيث بحث مع المالكي quot;تعزيز العلاقات الدفاعيةquot; وquot;أمن واستقرار المنطقةquot; والتعاون العسكري بين البلدين.


أكد المالكي خلال اجتماعه مع وحيدي في بغداد اليوم quot;ضرورة التعاون الثنائي بين البلدين لتثبيت الأمن والإستقرار في المنطقة، ومكافحة الإرهاب. وقال إن العراق يسعى إلى علاقات جيدة مع الدول كافة، لا سيما الجمهورية الإسلامية الإيرانيةquot;.

وشدد على أن ما تشهده المنطقة يتطلب المزيد من التفاهم والتنسيق بما يحمي بلدانها من التحديات التي تواجههاquot; كما نقل عنه بيان صحافي لمكتب اعلام المسؤول العراقي الذي اشار الى ان وزير الدفاع الإيراني قد أعلنإستعداد بلاده للتعاون مع العراق في المجالات كافة بما يخدم الأمن والإستقرار في المنطقة.

ومن المنتظر ان يبحث وزير الدفاع الإيراني الذي يترأس وفدا عسكريا رفيع المستوى مع وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي وعدد اخر من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين العراقيين علاقات البلدين السياسية والعسكرية وتأثير الازمة السورية عليها.

وفي تصريح لدى وصوله الى مطار بغداد الدولي أعرب العميد وحيدي عن quot;سروره لزيارة البلد الصديق والشقيقquot; العراق. وقال إن quot;البلدين تربطهما العديد من المشتركات وهناك المزيد من المجالات على الصعيد السياسي والامني والاقتصادي والثقافي تستدعي تطوير العلاقات بين إيران والعراق الى أفضل مستوى لهاquot;.

وأضاف ان quot;السياسات المبدئية للجمهورية الاسلامية تعتمد تنمية العلاقات الشاملة مع دول المنطقة وخاصة دول الجوارquot; مؤكدا ان quot;العراق يحظى بمكانة خاصة في السياسة الخارجية والدبلوماسية الدفاعية للجمهورية الاسلامية الإيرانيةquot;. وقال ان quot;العراق الجديد الذي اقيم على اساس شعبي وقانوني يجعل الفرصة مناسبة امام الشعبين لفتح افاق واسعة من التعاون وحسن الجوار والعلاقات السلميةquot;.

واوضح العميد وحيدي ان quot;زيارته الى العراق تأتي من اجل البحث في الاتفاقيات الدفاعية بين البلدين وسبل تعزيز العلاقات الدفاعية وتبادل وجهات النظر حول القضايا الاقليمية والدوليةquot;. وتعد زيارة العميد وحيدي الى العراق اول زيارة لوزير دفاع إيراني الى بغداد منذ قيام الجمهورية الإيرانية عام 1979والتي دخلت في حرب مع العراق استمرت بين عامي 1980 و1988.

وتأتي زيارة وحيدي على الرغم من المخاوف والتحذيرات الاميركية من تحالف بغداد وطهران والتي نقلها مسؤولون اميركيون في الادارة والكونغرس الى رئيس الوزراء نوري المالكي كما تأتي بعد أسبوع من زيارة لم تعلن عنها بغداد قام بها قائد quot;فيلق القدسquot; في الحرس الثوري الإيراني والمسؤول عن الملف العراقي قاسم سليماني الى اقليم كردستان وبحثه التعاون الامني مع كل من الرئيس العراقي جلال طالباني في السليمانية ورئيس حكومة اقليم كردستان نجيرفان بارزاني في اربيل.

وتخيم على زيارة وحيدي الحالية لبغداد تداعيات قيام السلطات العراقية للمرة الاولى بانزال وتفتيش طائرة شحن إيرانية في مطار بغداد الدولي كانت تقوم برحلة بين دمشق وطهران قبل ان تسمح لها بإكمال رحلتها، بحسب ما افاد مسؤولون عراقيون.

وقال رئيس سلطة الطيران المدني ناصر بندر quot;طلبنا من طائرة شحن إيرانية الهبوط واستجابت، وقد تم تفتيشها من قبل مختصين في الشحن الجوي والجهات الامنيةquot;. واضاف quot;لم نشاهد اي شيء يخالف تعليمات حظر نقل الاسلحة بين الجانبين السوري والإيراني وبالتالي قمنا بالسماح لها باستكمال رحلتهاquot;.

وأكد مسؤول حكومي لفرانس برس أن الطائرة الآتية من طهران كانت متجهة إلى دمشق. بدوره أكد مصدر في السفارة الإيرانية في بغداد ان quot;السلطات العراقية امرت طائرة نقل إيرانية بالهبوط في مطار بغداد الدولي وقامت بتفتيشها بشكل دقيقquot;. واضاف ان quot;الطائرة تابعة لخطوط طيران إيران ايرquot;.

وكانت هذه المرة الأولى يعلن فيها مسؤولون عراقيون عن الطلب من طائرة إيرانية الهبوط لتفتيشها بحثا عن اسلحة. وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اكد الاحد الماضي ان بغداد quot;عازمةquot; على اخضاع الطائرات الإيرانية المتجهة الى سوريا للتفتيش وهو ما تطالب به الولايات المتحدة.

ومطلع أيلول (سبتمبر) الماضي طلبت الولايات المتحدة من العراق إرغام الطائرات الإيرانية المتجهة الى سوريا والعابرة في المجال الجوي العراقي على الهبوط واخضاعها للتفتيش خشية ان تكون محملة بالاسلحة المتجهة الى النظام السوري.

وجددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هذا الطلب الاسبوع الماضي خلال لقائها نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند quot;نأمل ان تخضع طائرات الشحن هذه للتفتيش دوريا وان يؤدي ذلك الى ردع اولئك الذين يستغلون المجال الجوي العراقي لايصال اسلحة الى سورياquot;.