بعد أسابيع من الاحتجاجات والعنف المتبادل بين الشرطة والمتظاهرين، أعفت الحكومة التونسية محافظ مدينة سيدي بوزيد، مهد الثورة، من مهامه وعيّنت بديلاً له. لكن أهالي المدينة اعتبروا المحافظ الجديد محسوبًا على حزب الرئيس المخلوع بن علي.


تونس: أثار تعيين الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية، واليًا محسوبًا على حزب quot;التجمعquot; الحاكم في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، في سيدي بوزيد التي انطلقت منها شرارة الثورة التونسية، quot;انتكاسةquot; في الولاية على ما أفادت الاثنين quot;هيئة حماية ثورة 17 كانون الأول/ديسمبر 2010 في سيدي بوزيدquot; غير الحكومية.

وعينت الحكومة الاحد عمارة التليجاني والياً على سيدي بوزيد خلفًا لمحمد نجيب المنصوري، الذي قالت إنه quot;طلب إعفاءه من مهامهquot;، وذلك اثر تفاقم الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة برحيله بسبب معالجته quot;الامنيةquot; للمشاكل والاحتجاجات الاجتماعية في سيدي بوزيد.

وأوضحت quot;الهيئةquot; في بيان أن الوالي الجديد quot;تجمعيquot; (نسبة إلى حزب التجمع) وأنه quot;كان الذراع اليمنى للوالي المجرم فوزي بن عربquot;، الذي سبق أن شغل خطة والٍ لسيدي بوزيد في عهد الرئيس المخلوع بن علي.

محتجون أمام مقرّ المحافظ في سيدي بوزيد يطالبونه بتنحّيه

ويطلق سكان سيدي بوزيد على بن عرب لقب quot;المجرمquot; وquot;مدمر سيدي بوزيدquot; ويقولون إنه من أكثر الولاة فسادًا ومحسوبية ورشوة في تاريخ ولايتهم.

واعتبرت الهيئة تعيين التليجاني واليًا على سيدي بوزيد quot;حلاً مغشوشًا مدسوسًا بالسم يتعارض مع مبادئ الثورة ويمعن في تشويه الجهة ومناضليهاquot;.

وطالبت بتعيين quot;والٍ مستقل يؤمن بمبادئ الثورة وقادر على تحقيق أهدافهاquot;.

وفي سياق متصل، قال حزب quot;حركة الشعبquot; المعارض الممثل في المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) إن quot;إقالة والٍ عمل جاهدًا على تنفيذ تعليمات حزبية (لحركة النهضة) وتعويضه بوالٍ تجمعي (..) ما هي إلا عملية التفافية على المطالب الشعبية ومسعى مفضوح لإلهاء المواطنين عن قضاياهم الجوهريةquot;.

وطالب بـquot;فتح تحقيق جدي فيما اقترفه الوالي (محمد نجيب المنصوري) من تجاوزات في حق أهاليquot; عدد من بلدات سيدي بوزيد الذين نظموا احتجاجات للمطالبة برحيله. كما طالب بإقالة رئيس منطقة الحرس الوطني، quot;الذي روع الاطفال والنساء ونكل بالشيوخ وشباب الثورةquot; في سيدي بوزيد.

وتشهد سيدي بوزيد منذ أشهر احتجاجات وتظاهرات للمطالبة بتنحية الوالي محمد نجيب المنصوري، ورئيس منطقة الحرس الوطني والنائب العام المحسوبين على حركة النهضة، والذين تتهمهم أحزاب معارضة ومنظمات حقوقية بـquot;المعالجة الامنيةquot; للمشاكل الاجتماعية في الولاية.

والاثنين قال حمادي الجبالي رئيس الحكومة وأمين عام حركة النهضة الاسلامية في تصريح اذاعي ردًا على سؤال حول انتماء والي سيدي بوزيد الجديد إلى حزب quot;التجمعquot; الحاكم في عهد بن علي: quot;هذا موضوع يهم وزير الداخليةquot; علي العريض الذي من صلاحياته تعيين الولاة.

وأضاف أن الحكومة quot;تحاول دائمًا أن تجد (الولاة) الاكفاء والانجع والانظفquot;.