تروّج اسرائيل لاستعدادات عسكرية متقدمة جدًا لشن حرب على لبنان ردًا على إرسال quot;أيوبquot; فوق مواقع عسكرية حساسة، فهل تبقى تلك الاستعدادات ضمن دائرة التهديدات أم نشهد حربًا مشابهة للعام 2006؟.


بيروت: يرى الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك في حديثه لـquot;إيلافquot; أن اسرائيل خطر داهم على لبنان، لكن في عهد حكومة بنيامين نتنياهو بالذات هناك مناورات وتهديد بالحرب ثم تراجع، أو اجراء العديد من المناورات العسكرية على الحدود اللبنانية ndash; الاسرائيلية، لكن على الصعيد التحليلي العام يمكن القول إنه عندما أقدم نتنياهو على ترؤس حكومة ائتلافية في اسرائيل في الأشهر القليلة الماضية، ساد الاعتقاد، وهذا تقليد في اسرائيل، بأن الحكومة الائتلافية كانت تتمتع بتأييد 94 صوتًا في الكنيسيت الاسرائيلي، أن نتنياهو سوف ينفذ تهديده بضرب المفاعل الذري الايراني، لكن فرط الائتلاف في الآونة الأخيرة، وأُعلن عن إجراء انتخابات جديدة، ولا نأخذفي الاعتبار التهديدات سوى أنها اعلامية في الوقت الحاضر، لأن هنالك اتفاقًا، رغم أن التفاهم يبدو صعبًا دائمًا، بين نتنياهو واميركا، أن اسرائيل لا يمكن لها أن تتفرد بالاقدام على ضربة اسرائيلية باتجاه إيران، اذا هناك انتظار لاسابيع حتى تنتهي الانتخابات الاميركية الرئاسية.

أما بالنسبة للبنان، يضيف مالك، لا اعتقد أن في الامر جديداً بقدر ما أن النظر الى موضوع الطائرة إيوب يجب النظر اليها من زاويتين، الاولى باسم الموضوعية التحليلية، الامر يشكل نقلة نوعية كبيرة بالنسبة لحزب الله أن تتجه طائرة من دون طيار بتقنية ايرانية وتجول في الفضاء الاسرائيلي لمدة 32 دقيقة ولا تلحظ التجهيزات الاسرائيلية هذه الطائرة، الامر يشكل انتصارًا لحزب الله، في المقابل يرى البعض أن ارسال الطائرة يشكل استفزازًا لاسرائيل، لا اعتقد أن اسرائيل تحتاج الى ذريعة لتقوم بهجوم على لبنان.

رغم ذلك البعض يشبّه وضع لبنان اليوم كما في العام 2006، يرد مالك على الامر فيقول :quot; الامر وارد باستمرار من حيث المبدأ انما يحتاج القرار الى بيئة معينة تتعلق بالوضع الاقليمي في المنطقة واستطرادًا الوضع الدولي. اسرائيل لا تزال تشكو من حرب 2006 ونتائجها، اذا لم تكن اسرائيل متأكدة 100% من توجيه ضربة quot;ناجحةquot; إلى لبنان وحزب الله فلن تقدم عليها، والاصوات التي ارتفعت لتصوب انتقادها على حزب الله كيف ارسل تلك الطائرة، تندرج ضمن الخط الذي يواجه فيهلبنان اسرائيلأي الاستراتيجية الدفاعية.

ويتابع مالك :quot; ربما حصلت ترتيبات أخرى من الآن ولغاية نهاية السنة يمكن أن توجد مبررًا لاسرائيل لتقوم بهجوم على لبنان وتقلب الطاولة على الجميع باعتبار أن المسار الاسرائيلي الفلسطيني متوقف، وليس هناك من منفذ لاسرائيل الا من اتجاهين الاول ايران، والثاني جنوب لبنان.

ولكن هذه المرة اذا ما شنّت الحرب على ايران أو حزب الله فالعملية نفسها، سيتحرك حزب الله كما تحركت حماس، ولا يمكن التحدث فقط عن هجوم اسرائيلي ضد لبنان وحزب الله فقط، لأن الامر يعني تقويض عملية السلام في المنطقة، ولا ارى أن هذا الامر مناسب لاسرائيل في الوقت الحاضر.

ولدى سؤاله أن اسرائيل تريد شن حرب على لبنان لاجتثاث الترسانة الصاروخية الايرانية قبل الذهاب الى الحرب؟ يجيب مالك :quot; هذا تهديد اسرائيلي ولكل دولة اسلوب معين في التهديد، وطائرة ايوب اعطت زخمًا تكنولوجيًا لحزب الله، وهي طبعًا صناعة ايرانية، لكن الجانب التقني لتشغيل الطائرة واقلاعها من دون طيار وتوجيهها إلى الفضاء الاسرائيلي والبقاء في الجو كلها امور تعطي قوة لحزب وليس ضعفًا، ولكن اسرائيل عليها أن تراجع حساباتها اكثر من مرة لتضمن نوعًا من حرب ضد حزب الله ولبنان، اذ ليس هناك من حرب منفردة، هذا يعني الحرب في كل المنطقة، مثل هذه الخطوة تقلب جميع الاوراق في المنطقة رأسًا على عقب مع ايجاد اوضاع جديدة في المنطقة والوقت ليس ملائمًا الآن.