القاهرة:قال المفكر الأميركي نعوم تشومسكي إن أميركا ستبني في مصر نظاما يخدم مصالحها وقد يتشابه مع نظام الرئيس السابق حسني مبارك.

وأضاف تشومسكي، في محاضرة له مساء اليوم الثلاثاء بالجامعة الأميركية بالقاهرة، أن quot;الولايات المتحدة ستبني نظاما في مصر يخدم مصالحها، قد يتشابه والنظام السابق، وذلك لأنها تعرف جيدا توجهات الرأي العام في دول الربيع العربي وتريد السيطرة على الحكومات لتكن تابعة لهاquot;.
ولفت إلى أن ''هناك الكثير من الدراسات التي تعكس الرأي العام في العالم العربيquot;، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تسعي لإعادة بناء منظومات علي غرار التي سقطت لأنها تدرك أن الديمقراطية يجب أن تنعكس في السياسات، وهي لا توافق على ذلكquot;.
وأشار إلى أن أميركا quot;تريد بذلك الحفاظ على تواجدها في الشرق الأوسط، وهي لا ترغب في تحقيق الديمقراطية بقدر رغبتها في تحقيق مصالحهاquot;.
وأوضح أنه '' ظهر جليا في انتخابات غزة عام 2006 والتي أتت بحكومة حماس، وعلى الرغم من أنها كانت انتخابات ديمقراطية، إلا أن الولايات المتحدة وإسرائيل رفضوا نتائجها ودفعوا الاتحاد الأوروبي لعدم الاعتراف بها والتضييق على الحكومة المنتخبة''.
وفي السياق نفسه، قال تشومسكي إن quot;الهياكل الديكتاتورية في معظم البلدان بما فيها مصر هي التي جعلت الحكام على مخاوف من المطالبة الشعبيّة، لكن بالنسبة للغرب، فإن الأنظمة الديكتاتوريّة هي الأهم بالنسبة لهمquot;.
وعلي الرغم من يهودية الرجل الذي يحمل الجنسية الأميركية إلا أنه وجه لوم شديد لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، قائلا: quot;هناك دولتان مارقتان لا تلتزمان بالقانون الدولي وهما الولايات المتحدة وإسرائيلquot;.
وتطرق تشومسكي إلي لقائه اليوم بالسياسيين المعارضين عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي، قائلا إنه quot;طالبهما بلعب دور قوي لحل أزمة وضع الدستور الجديد لمصر وتقليل نفوذ التيار الاسلامي به اذا كان هذا صحيحquot; .
وفي سياق آخر، أوضح تشومسكي الذي بدأ اليوم زيارة لمصر تستمر يومين أن quot;أميركا تملك ثلاثة أرباع السوق العالمي حالياquot;.
وحذر المفكر الأميركي من الحرب النووية قائلا quot;إن الحرب النووية والأسلحة النووية من أهم ما يهدد العالم من مخاطر، وهناك تهديدات كثيرة في العالم، من ضمنها دراسة علمية أثبتت، أن 100 مليون سيموتون بسبب التغيرات المناخيةquot;.
وكانت محاضرة تشومسكي قد تسببت في مشهد لم نشاهده كثيرا في القاهرة، منذ ثورة 25 يناير/كانون ثاني 2011 فعلي بوابة الجامعة الأميركية بقلب العاصمة المصرية وقف عشرات المئات من شباب وفتيات ذات انتماءات سياسية مختلفة في طابور طويل بانتظار السماح لهم بحضور المحاضرة.
ونظرا للزحام الشديد لم يستطع عصمت سيف الدولة مستشار الرئيس المصري محمد مرسي من حضور المحاضرة التي حضرها بعض الشخصيات العامة.