عيد بأي حال عدت يا عيد، هو لسان حال التجار والزبائن في اسواق بيروت، حيث انعدمت الحركة هناك بسبب الاوضاع الامنية الاخيرة في لبنان، ما دفع الجميع الى المطالبة باستتباب الامن لعودة النشاط السياحي.


بيروت: في شارع مار الياس في بيروت، تكاد تكون الوحيد الذي يمر عشية عيد الاضحى، السوق شبه خال، ومن صودف هناك تحدث عن أزمة تجارية يعاني منها المواطن والتاجر على حد سواء، ويقول رئيس جمعية التجار عدنان فاكهاني لـquot;إيلافquot; إن هناك غياباً تاماً للحركة في كل اسواق لبنان، فلا العيد له طعمة، وهذا امر نعايشه منذ فترة ووصل الى اوجه في الفترة الاخيرة، ولم يشهد لبنان بتاريخه، من عهد الاستقلال حتى اليوم وضعًا تجاريًا سيئًا كما اليوم، وهذا ينطبق على القطاع السياحي والصناعي والتجاري، فلا الموظف مرتاح ولا الطبيب ولا أحد.

ويضيف فاكهاني :quot;اما سوق مار الياس فهو جزء من لبنان، ونجتمع مع رؤساء الجمعيات في كل بيروت، ونسمع الوجع ذاته من اقصى الشمال في طرابلس الى اقصى الجنوب في النبطية وصيدا وصور والبقاع زحلة، والوضع مزرٍ جدًا.

عن خسائر التجار لا أحد يعوض، يقول فاكهاني، فالتاجر كأي مواطن يعيش الخسائر اليوم، وهناك امور نراها في لبنان منذ عهد الاستقلال، تقوم معظم الدول العربية بمنع رعاياها من المجيء الى لبنان، ولم تحصل هكذا امور من قبل.

وأثرت هذه القضية كثيرًا على لبنان، لان كل ما نعتمد به على السياح خصوصًا العرب منهم، فلم يحصل كل هذا.

ولم يشفع الطقس الجميل والاستقبال الحار للبنانيين والاكل الطيب من استقطاب العرب هذا العام مع وجود حظر عليهم للمجيء الى لبنان.

اما في حال استمرار الوضع الامني على ما هو عليه، يرى أحد المواطنين الموجودين quot;صدفةquot; في سوق مار الياس أن قطاع التجارة قُضي عليه هذا العام، ويوافقه فاكهاني الامر ليضيف لـquot;إيلافquot; أنهم كقطاع تجاري لا يقومون بحرق الدواليب، ويتحملون الخسائر مهما جرى، وكل تجاري وصناعي صامد في قطاعه.

ويتحدث فاكهاني عن محلات تقفل ابوابها بسبب الافلاس في كل لبنان، ولا أحد يتشجع في ظل الوضع الامني أن يعيد فتح محله مجددًا.

في الحمرا

شارع الحمرا الذي كان يضج بالسيّاح والمصطافين خلال فترات الاعياد، يبدو اليوم شبه خال الا من بعض المارة، الذين تحدثوا عن واجبات عملية دفعتهم الى التوجه الى الحمرا والا كانوا بقوا في منازلهم بسبب الوضع الامني المتأزم.

فالوضع في شارع الحمرا مشابه لسائر اسواق بيروت، الزبائن بمجملهم quot;عملة نادرةquot;، ويؤكد رئيس تجار الحمرا زهير عيتاني ايضًا أن حركة الاسواق في الحمرا ضعيفة جدًا بسبب الاحداث الاخيرة في لبنان، وقبل هذه الاحداث كانت الحركة جيدة في الاسواق، ولا تشهد الاسواق أي وجود لأجانب أو عرب أو حتى مغتربين، والخسائر كثيرة وقد خفّ العمل في الاسواق بنسبة 60%.

ويضيف عيتاني أن هذا العام حركة الاسواق غريبة جدًا ومنذ 52 عامًا لم يشهد سوق الحمراأي حركة بهذا السوء من قبل.

وعلى الامن أن يستتب كي تعود الحركة الى الاسواق ومع عدم وجود الامان لا يمكن ان نأمل خيرًا، ويشير الى ان الخصومات التي وصلت الى 70% خلال نهاية الموسم لم تؤثر على الحركة لان السوق شهد انعدامًا للزبائن.