غانغام ستايل.. أكانت من ستايلك أم لم تكن، لا مفر من الاعتراف بأنها تحظى بمشاهدة كبيرة على الانترنت، قد تصل إلى مليار مشاهدة قريبًا جدًا. حتى لو لم يفهم المستمع إلى ما يقوله مغنيها الكوري ساي، إلا أنها أنتجت نزوات كثيرة مشابهة لها في كل أنحاء العالم.


بيروت: الموسيقى صاخبة، والكلام يكاد يكون كوريًا بالفعل... أو هو كوري بلا مواربة، لا يصلح مع موسيقاه المرافقة إلا لعلب الليل وملتقيات شباب هذا العصر.

لكن، حين كتابة هذه السطور، كان قد شاهد أغنية quot;غانغام ستايلquot;، للمغني الكوري الجنوبي ساي، على موقع يوتيوب نحو 854 مليون مشاهد، ليكون فيديو كليب هذه الأغنية أكثر شريط موسيقي يحقق المشاهدة عبر يوتيوب، متقدمًا بأشواط على شريط أغنية بايبي، للمغني الكندي جاستن بيبر، الذي حقق فقط 803 ملايين مشاهدة.

لا بد أن رقصة الحصان الكورية هذه تستهوي الناس في كل أنحاء العالم، إذ تقول إحصاءات موقع يوتيوب نفسه أن شريط quot;غانغام ستايلquot; يشاهد سبعة الى عشرة ملايين مرة كل يوم، متنبئةً أن يفوق عدد المشاهدات نحو مليار مرة بنهاية شهر كانون الأول (ديسمبر).

المنبوذ الشهير

ليس في الشريط المصور ما يشد الانتباه، علمًا أن اللغة الكورية الجنوبية ليست بمنتشرة عالميا، لكن العالمِين بخفايا الأغنية quot;الضاربةquot; يقولون إن ساي، أو quot;بي أس وايquot;، يهزأ في الشريط هذا بترف الأغنياء، الذين يقطنون أحد أحياء سيوول، عاصمة كوريا الجنوبية.

كان هذا المغني مجهولًا حتى في بلاده، على الرغم من أنه يغني منذ نحو عشر سنوات. فهو لم ينتمِ لحركة كاي - بوب الكورية الجنوبية، التي تنضوي تحتها فرق موسيقية شبابية، تكتب أغنياتها وتلحنها وتصمم رقصاتها بحسب توجيهات شركات الانتاج الكورية الجنوبية، طمعًا في النجاح السريع.

وعلى الرغم من أن هذه الفرق كثيرة في كوريا، وفي عموم آسيا، إلا أن أيًا منها لم يستطع إبهار العالم بأغنية كما فعلت غانغام ستايل. فما ميّز ساي عن البقية انتماؤه إلى عالم المسرح الساخر، وتعرضه للنبذ الاجتماعي بسبب إدمانه المخدرات، وتأليف أغان وتصوير أشرطة فيديو كليب منع من هم دون الثامنة عشرة من مشاهدتها، بعدما صنفتها الرقابة الكورية الجنوبية مواد فيها إيحاءات جنسية، واعتبرتها استفزازية في مجتمع ما زال يتمسك بمعايير أخلاقية معينة.

حمى عالمية... ووسام

جذب الحصان الخفي في الشريط المصور، وأجساد النساء المعروضة جزافًا طبعًا، نحو 854 مليونًا من المشاهدين من كل أنحاء العالم.. ومن العرب أيضًا.

ومع الارتفاع المستمر في نسبة المشاهدة، لفت شريط الأغنية، وموسيقاها بالتأكيد، أنظار علية القوم، أمثال الرئيس الأميركي باراك أوباما، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس بلدية لندن بوريس جونسون. حتى ميت رومني، المرشح الرئاسي للانتخابات الأميركية، استخدمها اثناء حملته، وصورت على نيته أغنية quot;رومني ستايلquot;.

كما قام تلاميذ في مدرسة أيتون البريطانية الشهيرة، وطلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وعدد كبير من الفرق الموسيقية المغمورة، بتقليد خطوات ساي، وأضافوا عليها وطوّروها. وأخذها منه الفنان الصيني المعارض أي ويوي ليعتمدها وسيلة للمطالبة بحرية التعبير في بلاده. لكن السلطات الصينية سارعت إلى وقف عرض الأغنية على موقع يوتيوب، وعلى أي موقع آخر.

ونقلت وسائل الإعلام الأوروبية صورًا وأشرطة لعشرات الآلاف تجمعوا في روما وباريس وميلانو، ليؤدوا جماعيًا الخطوات التي يخطوها ساي في أغنيته. رفعت هذه الشهرة الجامحة من شأن ساي في بلاده، فما كان من السلطات هناك إلا أن قلدته وسام اوكغوان للاستحقاق الثقافي، ويعتبر من أرفع الأوسمة في كوريا.

نزوات غانغامية

وبينما انتشر على مواقع الإنترنت شريط طريف لببغاء ظريف يرقص ويغني على إيقاع غانغام ستايل، كانت الأغنية تسير نارًا في هشيم بلاد العرب، حتى صار لكل بلد تقريبًا نزوته الغانغامية... لم لا والحدود الثقافية مفتوحة بين الشعوب، وتفاعل الحضارات قدرٌ لا مناص منه، إن سلمنا جدلًا أن ما يغنيه ساي حضارة في عيون شباب اليوم بقدر ما هي اغنيات أم كلثوم أو فيروز في عيون أجيال سبقت.

في السعودية، صورت مجموعة من الشباب بملابس بيضاء وبالغترة الحمراء خطوات ساي على موسيقى الأغنية، وأجادوا فيها لتكون سعودية ستايل.

وفي لبنان، قام quot;ابو طلالquot;، أحد الممثلين الصيداويين المعروفين بالفكاهة، بتحوير الأغنية لاستخدامها في التهكم على وضع مدينة صيدا ومعاناتها من بعض القوانين والعادات الشائعة فيها، كازدواجية الحياة، وازدواجية العمل، وحتى احتوت على إشارة إلى جبل النفايات في صيدا، مسميًا الأغنية quot;صيدا استايلquot;.