بحسب تقويم شعب المايا، اليوم الجمعة آخر أيام العالم ونهايته. وبحسب شعب العراق، مرحبًا بالقيامة ليرتاح من العذاب اليومي، لكنه لا يقتنع بالمايا وأخواتها، لأن للقيامة علاماتها، وأهمها ظهور الإمام المهدي، الذي لم يظهر بعد.


السليمانية: على الرغم من الحمى السائدة بين شعوب العالم حول تنبؤات عديدة بنهاية العالم اليوم الجمعة، الا أن هذه الضجة لم تصل بشكلها الواسع إلى الشعب العراقي، ولا سيما أن هناك الكثير ممن يرون في نهاية العالم بداية لراحة ابدية، تنهي معها جميع مشكلاتهم، وليست مصدرًا للهلع كما يراها عدد من الشعوب الأخرى.
أهلًا بالراحة
سألت quot;ايلافquot; أكثر من 200 شخص من محافظات الجنوب العراقية، في البصرة وميسان والناصرية، وتأكد لها عدم معرفة الكثير من المواطنين بنبوءات المايا او النبوءات الاخرى، التي اكدت وفق حساباتها الفلكية حصول نهاية العالم اليوم الجمعة، فيما عدّ البعض هذه التوقعات ضربًا من الجنون، رافضين التعليق على الموضوع الا بالسخرية.
مواطنة من ميسان تعمل في احدى الاسواق بائعة خضار، تستيقظ يوميًا من ساعات الصباح الاولى للعمل من أجل إعالة اربعة اطفال. قالت: quot;مع هذه الحياة تصبح النبوءات بنهاية العالم مصدر راحة لا هلعquot;.
سكينة حسن أم لطفلين، وهي عاملة تنظيف في مركز طبي صغير يقع في قضاء الدير التابع لمحافظة البصرة. قالت إن معلم الدين في مراحل دراستها الابتدائية وصف لهم في احدى المرات عددًا من علامات الساعة، quot;وهي لم تتوضح إلى الان لأن العلامة الدليل على قيام الساعة هو ظهور الامام المهديquot;.
ووصف حميد عبدالرضا، وله سبعة أطفال، كيف أن دخله اليومي، الذي لا يتجاوز عشرة الاف دينار (زهاء ثمانية دولارات) يجعله في راحة نفسية عندما يعلم أن يوم القيامة قريب، لكي يتخلص واطفاله من بؤسهم.
علامات منتظرة
الشيخ فرحان الساعدي، استاذ الحوزة العلمية في محافظة النجف، قال إن هذه النبوءات التي تخرج بين الفينة والاخرى حول نهاية العالم لا اساس دينيا لها، موضحًا أن ما يدور في العالم من حديث عن نبوءات المايا ونوسترداموس وغيرها quot;ضرب من الرجم بالغيب ليست له اي صلة دينية، اما الاحاديث الواردة عن اخر الزمان فهي مرفوقة بعدم التوقيتquot;.
أوضح أن ارتباط هذه النبوءات بتحديد وقت معين دليل كاف لدى الاسلام على كذبها، بسبب وجود حديث نبوي يقول quot;كذب الوقاتونquot;، وعلى هذا الاساس، كل ما يتعلق بهذا الامر شكل من اشكال الشعور بالتيه الانساني، لا قيمة له من الناحية الدينية.
وعدد الساعدي العلامات الصغرى والكبرى التي تسبق قيام الساعة، quot;ومنها اختلاف اهل الشام حتى لا يجدوا مخرجًا منه، ويقع بينهم مئة ألف من القتلى، ويخرج الاطفال في درعا، ويطير الحديد، ويتكلم الرجل من المغرب مع الرجل من المشرق، أما العلامات الكبرى فأهمها خروج الامام المهدي المنتظر لدى الشيعةquot;.
إلا ان الساعدي قال إن العلامات الصغرى تحققت قبل مدة طويلة، بدأت منذ مئة عام مضت، وأن لا جديد فيها.
... فليغرسها!
الشيخ حمود، مدير قسم الارشاد الديني لدى الوقف السني، أكد عدم وجود مثل هذه النبوءات في الاسلام، وأن ما يخرج بين فترة واخرى لا أساس له من الصحة، نافيًا وجود أية فكرة عن نهاية العالم بالصورة التي يؤمن بها البعض، وموضحًا أن قضية انتهاء العالم ليست تخمينية وانما هي قضية عقيدة.
وأوضح الشيخ أن الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم أمر باستمرار الجنس البشري في اعمار الارض، حتى وان قامت القيامة، مستندا على قول الرسول: quot;اذا قامت الساعة وفي يد احدكم فسيلة فليغرسهاquot;.
واشار حمود إلى أن توجه الشعوب المؤمنة بهذه النبوءات نحو الجبال او إلى الملاجئ للحماية من نهاية العالم أمر غير شرعي، مؤكدًا أن زوال العالم لا يعني هروب الانسان من الارض، لأن قيام الساعة يعني اعادة بعث رب العالمين للانسان للحساب والعقاب وفصل من تقوده اعماله إلى الجنة وإلى النار.
وأوضح أن من ابرز علامات قيام الساعة هو ظهور الامام المهدي عليه السلام الذي سيدعو العالم اجمع إلى الاسلام ويملأ الارض عدلًا قبل قيام القيامة. أما الفرق بين السنة والشيعة حول نبوءة ظهور الامام المهدي، فكامن في أن المكون السني يعتقد بعدم ولادة الامام بعد، فيما يعتقد المكون الشيعي أن الامام هو في الغيبة الكبرى حاليًا، ويتفقان على أن ظهور النبي عيسى ابن مريم سيتزامن مع ظهور الامام المهدي، ويدخل الاسلام ليدعو العالم اجمع إلى الدين الاسلامي.