رفض جبران باسيل، وزير الطاقة والمياه اللبناني، وجود النازحين السوريين والفلسطينيين في لبنان، داعيًا إلى ترحيلهم إلى الأردن وتركيا، لأنهم يأخذون مكان اللبناني، ويحرمونه العمل والرزق.


دعا وزير الطاقة والمياه اللبناني، جبران باسيل، الذي ينتمي إلى تكتل quot;التغيير والإصلاحquot; بقيادة ميشال عون، إلى وجوب quot;ترحيلquot; النازحين السوريين والفلسطينيين من لبنان، قائلاً إنهم quot;يأخذون مكان اللبنانيينquot;، وحضّ على بحث ترحيلهم إلى دول الجوار مثل الأردن وتركيا والشطر التركي من قبرص.

وقال باسيل، في كلمة ألقاها بفعاليات quot;يوم النبيذquot; اللبناني، متطرقًا إلى شعار quot;المحافظة على الأرضquot;: quot;عندما نقول لا نريد نازحين سوريين وفلسطينيين يأخذون مكاننا، هو أمر يجب تكريسه بالفعل وليس بالقول فبوجودهم وبعملهم وبعيشهم يأخذون مكان اللبناني.quot;
وأضاف: quot;كيف يمكن أن يتم تعليم المنهج السوري في لبنان في بعض المدارس؟ أين سيادتنا وكرامتنا من هذا الأمر؟ وهل هناك أي بلد في العالم يعلم منهج بلد آخر على أرضه؟ ألا يكفينا وجود الفلسطينيين في لبنان لتأتي بقية المخيمات إلى لبنان أيضًا؟ هذا التفكير ليس عنصرياً أبدًا، بل إنه تفكير وطني ونفتخر به،quot; وفقًا لوكالة الأنباء اللبنانية.
واعتبر باسيل، الذي ترتبط كتلته بتحالف قوي منذ سنوات مع حزب الله وقوى أخرى مقربة من النظام السوري في لبنان: quot;لم نقل إننا نريد أن نقفل حدودنا، لكن الحدود هي لنصدر منها أمورًا جيدة للخارج وكي نحمي أنفسنا وبلدنا لبنان من كل ما هو سيىء، كي لا يدخل، هذا هو مفهوم الحدود وليس فتحها للأفكار الغريبة والشريرة كي تأكلنا.quot;
وتابع: quot;ما قلناه هو وقف استقبال أناس لا قدرة لدينا على استقبالهم، وهذا ما فعلته تركيا الأردن والعراق حين أوقفوا تدفق النازحين، فلماذا يبقى لبنان أرضًا سائبة؟quot;من يريد أن يساعد فإن البلاد من حولنا شاسعة واسعة ويمكنها أن تستوعبهم من تركيا إلى الأردن إلى العراق إلى قبرص التركية،إلى حين أن تحل الأزمةquot;، ودعا الى نقلهم الى هناك.
يشار إلى أن قضية تدفق اللاجئين السوريين الفلسطينيين الذين يقطنون سوريا إلى لبنان تتفاعل منذ أسابيع، ودعا وزير الخارجية اللبناني، عدنان منصور، الخميس إلى quot;وضع حد لحركة النزوح،quot; بينما استنكر النائب أكرم شهيب أسلوب التعامل مع اللاجئين مشيرًا إلى وجود quot;موجة عنصرية ضد شعب يحتاج إلى الإغاثة والاحتضان.quot;
وقد حملت صحيفة المستقبل اللبنانية بشدة على الوزير باسيل بعد تصريحاته بشأن النازحين، وقالت في افتتاحيتها اليوم الأحدquot;النَفَس العنصري البغيض الذي أفرزه quot;لوبان الصغيرquot; الوزير العوني جبران باسيل حيال النازحين السوريين والفلسطينيين، تخطّى في وقاحته كل ما سلف من مواقف بغيضة أطلقها هو وأمثاله في حكومة quot;حزب اللهquot; التي يرأسها نجيب ميقاتي، في هذا الملف وفي غيرهquot;.
وتابعت الصحيفة quot;وصل انعدام الحس الانساني عند باسيل، الى حد المفاضلة بين قوافل النساء والأطفال والعجّز الهاربين من بطش حليفه بشار الأسد وإجرامه، وبين قوافل quot;التجارة والصناعة والموادquot;.. فهذه مُرحّب بها في عرفه التجاري وفي استخداماته السياسية الصغيرة، أمّا تلك فلا ضرورة لها في عُرفه quot;الانسانيquot; المغيّبquot;.
وأضافت:quot; كأن هؤلاء الذين تركوا أرزاقهم وبيوتهم وهربوا من مجازر الطاغية وسط الدموع والآلام والأمطار والعواصف، إنما فعلوا ذلك بطيب خاطر.. وقرروا في ليلة ليلاء استبدال وحشة المنفى واللجوء الى جوار quot;لوبان الصغيرquot;، ببلادهم وديارهم وجنى أعمارهم.. أو كأن أي أمر آخر، غير الموت قتلاً بنيران ممانعي الأسد، كان متوفراً أمامهمquot;.
واعتبرت الصحيفة أن quot;المعيب والمخزي في هذه العنصرية البغيضة، أن صاحبها quot;الباسيلquot; ممانع آخر زمن، يتناسى في غمرة من مزايداته الانتخابية والسياسية، أن اللبنانيين من أول التاريخ، زرعوا جهات الأرض الأربع بحضورهم.
وانهم بالأمس القريب في العام 2006 تحديداً، نزحوا بعشرات الآلاف الى أهل سوريا.. وانهم قبل هذا وذاك، شعب حرّ وأبيّ ويعرف تماماً طبائع الاستبداد والطغيان ولذلك يرفضها ويحاربها وينكرها ويؤازر ضحاياها ورافضيهاquot;.
وختمت quot;يتناسى هذا العنصري الصغير أن هذه النكبة هي من صنع حليفه الأسدي.. وهي ليست أول نكبة يسبّبها للبنان وشعبه، لكنها بالتأكيد، واحدة من آخر نكباتهquot;.