إعداد عبد الاله مجيد: دفع انهيار المساعي الرامية إلى حل الأزمة السورية في الأمم المتحدة وتصاعد اعمال البطش بالمدنيين الى بناء الجيش السوري الحر ليكون قوة دفاع ذاتي متكاملة وحسنة التمويل، كما افاد معارضون للنظام السوري.

ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن مستشار الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري ياسر طبارة ان التطورات الأخيرة quot;لا تترك امامنا خيارا آخر كمعارضة سورية ومواطنين على الأرض، سوى الدفاع عن أنفسناquot;. واضاف طبارة ان الجيش السوري الحر عنصر رئيسي من عناصر هذا الدفاع عن النفس وquot;ان المجلس الوطني السوري سيتعاون بكل تأكيد ويقدم دعمه بكل الوسائل الممكنةquot;.

وتوقع مراقبون ان تزيد هذه التصريحات المخاوف من انزلاق انتفاضة سوريا المستمرة منذ 11 شهرا الى حرب اهلية في وقت تختلف القوى الدولية بشأن ما ينبغي عمله إزاء نزاع متصاعد يقول المراقبون ان لا النظام قوي بما فيه الكافية للانتصار فيه ولا المعارضة قوية بما فيه الكفاية لحسمه باسقاط النظام.

ويعني الفراغ الدبلوماسي بعد الفيتو الروسي والصيني ان تزداد على الأرجح عسكرة النزاع الذي كلف حتى الآن آلاف القتلى فيما تتدارس الحكومات المناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد الآن سبل التحرك الأحادي.

ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن مدير مركز بروكنز الدوحة للأبحاث سلمان شيخ قوله quot;اعتقد اننا للأسف سنرى تصعيدا في العنف.... من الجانبين فضلا عن تزايد الاغراء بتوجه بعض الحكومات، ربما بلدان خليجية، الى دعم الجيش السوري الحرquot;.

ويقول ناشطون في المعارضة ان عشرات المدنيين قُتلوا نتيجة قصف احياء في مدينة حمص وخاصة حي الخالدية غداة الذكرى السنوية الثلاثين لمجزرة حماة التي يؤكد الناشطون انها اوقعت 10 آلاف قتيل على الأقل بنيران قوات الرئيس حافظ الأسد، والد بشار.

ويقدر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يوجد مقره في بريطانيا ان أكثر من 200 مدني قُتلوا وان ناشطين في حمص أكدوا اسماء 159 منهم بحلول مساء الأحد. وقالت منظمة آفاز الحقوقية ان عدد الضحايا لا يقل عن 287 قتيلا.

وتنفي الحكومة السورية استهداف المدنيين قائلة ان استخدامها القوة يبرره ظهور الجيش السوري الحر الذي افادت محطة بي بي سي يوم الأحد ان مقاتليه انسحبوا من حي الخالدية الى مناطق أخرى من حمص حيث تنفذ قوات النظام عمليات واسعة بما فيها القصف.

ويذهب معارضون لنظام الأسد الى ان قصف حمص يبين ان قوات النظام تخشى دخول مناطق مناوئة في انحاء البلاد فقررت ان تحاول عزلها مستخدمة القوة المفرطة. وقالت عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري بسمة قضماني ان ذلك جزء من استراتيجية أوسع ينتهجها النظام تمهيدا لعزل مناطق معينة.

وبعد ما حدث في مجلس الأمن وإزاء التطورات الجارية على الأرض ينظر المجلس الوطني السوري في اعتماد استراتيجيات جديدة بينها اجراءات عسكرية مثل دعم الجيش السوري الحر.

واعتبر عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري نجيب الغضبان ان من quot;الضروري ضرورة مطلقةquot; ان يدرس المجلس إناطة دور أكبر بالجيش السوري الحر بسبب حملة النظام ضد مناطق مثل مدينة حمص مشددا على ابداء اقصى درجات الحذر في تحديد حجم هذا الدور.

ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن الغضبان انه quot;إذا كان النظام سيمارس القمع الجماعي فان من المنطقي ان تُطرح فكرة الاتصال بدول مستعدة لتمكين الشعب من الدفاع عن نفسه، بما في ذلك الجيش السوري الحرquot;. وتنامي دور الجيش السوري الحر بعد توليه مسؤولية الأمن في مناطق سيطرت عليها المعارضة بينها عدد من ضواحي دمشق.

ورغم التفوق الساحق لقوات النظام على الجيش السوري الحر ذي التسليح الخفيف اساسا فان محللين يرون ان لدى المنتفضين القدرة على المناوشة مع قوات النظام واستنزافها بدفعها الى احتلال مناطق معادية لمنع وقوعها بيد المعارضة.

وقدم المجلس الوطني السوري بعض التمويل الى الجيش السوري الحر لتغطية ما يقول انها مشتريات غير تسلحية مثل معدات الاتصالات رغم علامات الاستفهام بشأن مدى نفوذ المجلس على الجيش السوري الحر ودرجة التنسيق بين افراد الجيش نفسه.