اعترف مسؤولون شرق أوسطيون بأنهم قللوا من شأن الرئيس بشار الأسد، الذي مازال في السلطة، ويلتزم موقفاً هجومياً بعد مرور عام على التظاهرات المناوئة لنظام حكمه. وأشاروا إلى أنه ومع استمرار تلقي الدعم من روسيا والصين، تمكن الأسد من التشبث بالسلطة على مدار أعوام.


معارضات سوريات يتظاهرن في إدلب لإسقاط النظام

أشرف أبوجلالة من القاهرة: نقلت اليوم صحيفة واشنطن تايمز الأميركية عن فواز جرجس، مدير مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، قوله: quot;على عكس الأزمة في ليبيا، عملت عوامل متغيّرة على الصعيدين الإقليمي والدولي على تعقيد وتفاقم الوضع في سوريا، وهذا هو السر وراء بقاء الأسد في الحكم بعد مرور عام على بدء التظاهرات الشعبية المطالبة برحيلهquot;.

وتابع جرجس حديثه بالقول: quot;لقد قللنا من شأن البقاء في السلطة والقوة التي يحظى بها نظام الأسدquot;. فيما لفتت الصحيفة إلى أن الأحياء التي تحولت إلى معاقل لجماعات المعارضة سرعان ما تم تدميرها. وأفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 8000 شخص قد قتلوا جراء الحملة القمعية الوحشية التي وقعت على مدار العام الماضي.

مع هذا، لا يزال يتدفق الآلاف من السوريين إلى الشوارع في كل أنحاء البلاد احتجاجاً على استمرار بقاء الأسد، كما قاد اندلاع المزيد من أعمال العنف في المنطقة إلى تخوف المحللين من أن يتحول الصراع إلى حرب أهلية طائفية شاملة أو حتى إلى حرب عصابات.

وقد اندلعت اشتباكات مميتة يوم أمس الاثنين في أحد أحياء العاصمة، دمشق، في الوقت الذي تتصاعد فيه الجهود الدولية الرامية إلى بدء مبادرة خاصة بإقامة هدنة إنسانية، وإتاحة الفرصة أمام المراقبين كي ينتشروا في أنحاء البلاد كافة. وهو التوجّه الذي انضمت إليه روسيا أخيرًا، بعد مطالبتها ببدء الهدنة في المدن المتضررة.

في غضون ذلك، شنّت قوات الأمن السورية هجمات عدة في العديد من المناطق، وفقاً لما ذكره ناشطون في صفوف المعارضة. وعن موقف الصين وروسيا إزاء تطورات الأوضاع في سوريا، نقلت واشنطن تايمز عن روزماري هوليس، أستاذة دراسات سياسات الشرق الأوسط في جامعة سيتي في لندن، قولها: quot;لم تعد سوريا إلى حد بعيد حليفتهما الأقوى في المنطقة. وبدا من الواضح تماماً أنهما لا يحبان فكرة أنه على أساس المسؤولية الملقاة على كاهلهما لحماية الشعب أو الفظاعات الإنسانية، فإن بمقدور الحكومات الغربية أن تمضي وتغير الأنظمة أو تدخل وتساعد المواطنين على الإطاحة بحكوماتهم. فهذا أمر لا يمكنهما تحمّله من حيث المبدأquot;.

وأردفت الصحيفة بنقلها عن محللين قولهم إن موسكو قلقة من أن تحظى السلطة التي حصل عليها الإسلاميون في الشرق الأوسط بأصداء داخل مجتمعات روسيا المسلمة.

وقال بول سالم، مدير مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت: quot;أظن أن روسيا ستلتزم بموقفها على المدى القريب، وخاصة أنالنظام السوري نجحنسبياً وأحرز نجاحين. مع هذا، فإنه وإن سارت الأوضاع في سوريا نحو الأسوأ واتسع نطاق المجازر على نحو أكبر، وإذا بدا أن النظام يتدهور ويتراجع، فإن روسيا لن تقف إلى جوارهم حتى النهايةquot;.

ورغم تأكيد الكثير من المحللين أن أيام الأسد في الحكم باتت معدودة، في وقت تزداد فيه وضعية الاقتصاد سوءًا، مع استمرار فرض العقوبات من جانب الحكومات الغربية، أشار آخرون إلى أن النظام أبلى بلاءً حسناً مقارنةً بالحكومات التي أطاحت بها ثورات الربيع العربي، مثلما حدث في مصر وليبيا وتونس.

وأكد هذا الفريق من المحللين أن الأسد لا يتطلع في الوقت الراهن إلى البحث عن إستراتيجية للخروج من السلطة. هنا، عاود سالم للقول: quot;بإمكان الأسد أن يذهب إلى العديد من الأماكن ndash; كالدوحة، وإيران، وروسيا، وقد تعرض عليه دول أخرى إمكانية الذهاب إليها ndash; لكن هذا ليس ما يحدث على أرض الواقع. فالنظام يحارب من أجل تحقيق النصر، ولم يتعرّض للهزيمة حتى الآن. صحيح أنه فقد السيطرة على مناطق عدة، لكنه وبالمقارنة بباقي الأنظمة في المنطقة، فإنه أبلى بلاءً حسناً بشكل ملحوظ للغاية.

ويشعر مسؤولو النظام بأن بمقدورهم الخروج من تلك الورطة، وأن ينتصروا بشكل أو بآخر في نهاية المطافquot;. فيما أشار محللون آخرون إلى وجود بعض الانشقاقات من جانب بعض الرُتب الكبرى للانضمام إلى صفوف المعارضة، التي بدأت تسلّح نفسها، وهو ما جعل الكثير من المحللين يؤكدون أن الأسد سيتعيّن عليه الرحيل في النهاية.