نجح مجلس الأمن السبت اثر مفاوضات صعبة مع روسيا في إصدار أول قرار له يتعلق بالوضع في سوريا، قضى بإرسال مراقبين دوليين تصل طليعتهم اليوم الأحد للاشراف على وقف إطلاق النار، الذي اهتز في يومه الثالث ما أدى الى وقوع عشرة قتلى مدنيين.


نيويورك:أصدر مجلس الأمن قرارًا بإرسال مراقبين دوليين إلى سوريا للاشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار. وفي حين ركزت الدول الغربية بعد صدور القرار على ضرورة quot;اقران الاقوال بالافعالquot; بالنسبة الى النظام السوري، سارع المجلس الوطني السوري المعارض الى الترحيب به معلنًا استعداده لتسهيل تنفيذه.

وبعد مفاوضات صعبة اصدر مجلس الامن بالاجماع القرار 2042 الذي أعطى الضوء الاخضر لنشر مراقبين في سوريا يشرفون على وقف اطلاق النار. واعلن كيران دواير، المتحدث باسم دائرة عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة، أن quot;خمسة أو ستة مراقبين عسكريين استقلوا الطائرةquot; فور تبني القرار متوقعًا وصولهم الى سوريا quot;على الارجح الاحدquot; على أن يليهم 25 مراقبًا quot;في الايام المقبلةquot;.

وسيكون هؤلاء المراقبون مقدمة لإرسال اكثر من 250 مراقبًا في وقت لاحق، الا أن نشر هؤلاء سيحتاج إلى اسابيع عدة ولا بد من قرار جديد لمجلس الامن لإرسالهم. وهذا القرار هو الاول الذي يصدر عن مجلس الامن بشأن سوريا، اذ سبق أن حالت روسيا والصين مرتين في السابقدون صدور قرار عبر استخدامهما حق النقض.

ويطلب القرار من السلطات السورية ضمان أمن المراقبين وحرية تحركهم التي يجب أن تكون quot;كاملة من دون عقبات وفوريةquot;، كما يشير القرار الى ضرورة أن تكون الاتصالات بين المراقبين سرية. وجاء في القرار ايضًا أن مجلس الامن يحتفظ لنفسه بحق quot;اتخاذ اي اجراءات يراها مناسبةquot; في حال لم يتم تطبيق هذا القرار.

كما تطالب الدول الـ15 من الحكومة السورية في هذا القرار الالتزام بوعودها بسحب قواتها من المدن quot;بشكل واضحquot; طبقًا لخطة الموفد الخاص الدولي والعربي الى سوريا كوفي أنان. كما ذكرت أن انان كان طالب القوات السورية بـquot;العودة الى ثكناتهاquot; لتعزيز وقف اطلاق النار.

وكانت الدول الغربية قدمت مشروع القرار وخضع لمناقشات صعبة مع روسيا بشكل خاص والصين قبل أن يقر السبت. واعتبرت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس السبت، أن عودة العنف الى سوريا، وخصوصًا قصف حمص، quot;تطرح من جديد شكوكًا جدية حول رغبة النظامquot; السوري في الالتزام بوقف اطلاق النار.

وقالت رايس بعد صدور القرار: quot;على النظام السوري أن يفي بكل التزاماته وليس الحد الادنى منها، وعليه أن يفعل ذلك على الفورquot;، مضيفة: quot;نأمل جميعًا أن يستمر الهدوء، لكننا لا نتوهم كثيرًاquot;. كما اعرب السفير الفرنسي جيرار ارو بعد صدور القرار عن ارتياحه مشيدًا بـquot;عودة المجتمع الدولي للكلام بصوت واحدquot;، مضيفًا: quot;لقد تراجع العنف الا أن القصف الذي استهدف المدنيين في حمص اليوم يؤكد مخاوفنا حول جدية التزام النظام السوريquot;.

واضاف: quot;سنعرف سريعًا جدًا ما اذا كانت سوريا ستفي بالتزاماتها. وفي حال لم يحصل ذلك ستكون من مسؤولية جميع اعضاء مجلس الامن التفكير في الاجراءات الواجب اتخاذها. وسنحكم على النظام السوري استنادًا الى افعاله وليس اي شيء آخرquot;.

من جهته، قال السفير البريطاني مارل ليال غرانت إن هذا القرار quot;يأتي بعد أن عانى الشعب السوري خلال اكثر من عام من وحشية لا توصف على ايدي نظام جعل من بقائه اوليةquot;. وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين إن quot;تعديلات مهمة ادخلت لجعل النص اكثر توازنًاquot;، معتبرًا أنه سيكون على المراقبين quot;رفع تحدٍ صعب واظهار الكثير من المهنية والشجاعة والموضوعية في عملهمquot;.

ودعا السفير الصيني لي باودونغ quot;الطرفين، الحكومة والمعارضة، الى الوفاء بوعودهماquot; بوقف اطلاق النار وبالحوار، مضيفًا: quot;لا بد من تجنب كل ما يمكن أن يؤدي الى قيام عراقيل امام وساطة انانquot;. ورحب المجلس الوطني السوري المعارض بقرار مجلس الامن واكد استعداد المعارضة لتنفيذه. وجاء في بيان صادر عن رئيس المجلس برهان غليون: quot;نعبر عن ترحيبنا بالقرار واستعدادنا لتنفيذه وانجاح خطة انان بأمانةquot;.

واضاف غليون في بيانه: quot;يشكل هذا القرار الذي تأخر صدوره، أول ثمرة سياسية دولية لكفاح السوريين وتضحياتهم، وخطوة أولى مهمة في طريق تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته تجاه الشعب السوريquot;.

ورحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالقرار الجديد واعتبر أن بعثة المراقبين quot;مرحلة حيوية في دعم وقف اطلاق النار الهش في سوريا، ومن الضروري أن تبدأ العمل قريبًا ومن دون عراقيلquot; وذكر بأن على النظام السوري أن quot;يتوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة في الاحياء السكنيةquot;.

كما رحب وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه بقرار مجلس الامن لكنه شكك في صدق التزام دمشق بعد القصف الذي تعرضت له مدينة حمص. وقال وزير الخارجية الفرنسي في بيان له:quot;ترحب فرنسا بتبني القرار 2042. نأمل في أن يشكل منعطفًا للخروج من الازمة في سوريا وأن يفتح المجال لوقف تام لاعمال العنفquot;.

وتابع أن quot;القرار الذي تم تبنيه اليوم بالاجماع يسمح في سوريا في الساعات المقبلة بنشرفريق اول من المراقبين الدوليينالمكلفين بالتحقق من الوقف الفعلي لاعمال العنف واختبار جدية التعهدات السوريةquot;.

واضاف جوبيه: quot;على السلطات السورية الآن احترام التزاماتها خصوصًا من خلال سحب قواتها واسلحتها الثقيلة من المدن (...) وفي هذا الخصوص القصف الذي طاول اليوم المدنيين في حمص يؤكد الشكوك حول جدية احترام النظام السوري لتعهداتهquot;.

ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين آشتون سوريا الى التعاون مع مراقبي الامم المتحدة. وقالت آشتون في بيانلها:quot;ادعو الحكومة السورية الى انتهاز هذه الفرصة لتغيير توجهها والتعاون بشكل كامل مع الفريق الاول للمراقبينquot;.