تحاول الأمم المتحدة وقف العنف في سوريا من خلال مبادرة مبعوثها وامين عامها السابق كوفي انان لكن مراقبين يرون أن المنظمة الدولية تخوض مغامرة محفوفة بالمخاطر وبخاصة في ظل غياب أي خيارات اخرى في يدها.


30 مراقبا دوليا وصلوا سوريا كمقدمة لوقف العنف

نيويورك: تدخل الامم المتحدة من دون اوهام في مغامرة محفوفة بالمخاطر بإرسالها بعثة مراقبين الى سوريا للاشراف على وقف اطلاق نار هش، في غياب خيارات بديلة ناجعة.

فعندما اقترح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء على مجلس الامن الدولي انتشارا تدريجيا لثلاثمئة مراقب عسكري غير مسلح أقر بأن هذه المهمة quot;لا تخلو من المخاطرquot;. وهو تلميح هادئ برأي بعض الدبلوماسيين الذين عددوا quot;سيناريوهات كارثيةquot;.

ولا تخفي دائرة عمليات حفظ السلام التي تخطط لهذه المهمة انه لم يسبق ان تم ارسال مجموعة من القبعات الزرقاء من دون سلاح الى منطقة نزاع في غياب اتفاق رسمي مسبق لوقف اطلاق النار.

واقر جان ماري غيهينو مساعد مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان الخميس امام المجلس بأن الظروف التي يمكن ان تسمح للمراقبين بالقيام عملهم بشكل فعال وفي أمان غير متوافرة بعد.

فوقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 12 نيسان/ابريل لم ينتهك مرات عديدة فحسب خصوصا في حمص (وسط) حيث تجددت عمليات القصف، بل ان الحكومة السورية لم تسحب بعد قواتها واسلحتها الثقيلة من المدن المضطربة.

وعلى الارض، بدأت مجموعة صغيرة من المراقبين مهمة اولية لكن السلطات السورية رفضت السماح لهم بدخول حمص لأسباب أمنية بحسب دبلوماسيين. كما تراجعت طليعة المراقبين هذه عن الاشراف على تظاهرات المعارضة الجمعة تخوفا من الاستفزازات.

فضلا عن ذلك لم يحصل هؤلاء المراقبون ايضا على المعدات الضرورية.

وقد طالب بان كي مون بمروحيات لكن البروتوكول الذي أبرمته الامم المتحدة الخميس مع دمشق حول الإجراءات المتعلقة بعمل البعثة ترك هذه المسألة عالقة.

وبحسب هذا النص الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه، فإن مسألة استخدام الوسائل الجوية من قبل البعثة يمكن ان تناقش في موعد لاحق.

ورأى دبلوماسي غربي ان هذه المهمة يمكن ان تشكل quot;رهاناquot; في هذه الظروف. وقال ان فريق كوفي انان quot;لا تساوره اي اوهامquot; لكنه لفت الى ان quot;ارسال المراقبين هو إنجاز أولي: فهم سيكونون بمثابة عيون وأذن الامم المتحدة ويمكن ان يعملوا كعنصر مؤثرفي سلوك النظامquot;.

واضاف هذا الدبلوماسي انه لا يوجد في مجمل الاحوال quot;خطة بيquot; مشيرا الى ان فرض عقوبات كما دعت على سبيل المثال وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون سيقابل بفيتو جديد من روسيا والصين اللتين اعترضتا من قبل على قرارين لمجلس الامن الدولي.

ويبدو أن لا أحد يريد في هذا الوقت ان يكون مسؤولا عن فشل مهمة انان. quot;وانان هو بصورة ما رهينة وساطتهquot; كما قال احد الدبلوماسيين.

وللسماح بانتشار الثلاثمئة مراقب يتوجب على مجلس الامن ان يصوت على قرار جديد على الارجح مطلع الاسبوع المقبل.

لكن بعض الدول مثل روسيا والصين والهند وباكستان والمغرب تريد الاسراع في الذهاب قدما بينما بدت دول اخرى اكثر حذرا مثل الاوروبيين او الولايات المتحدة.

والولايات المتحدة هي الاكثر حذرا.

وقالت سفيرتها سوزان رايس انه ينبغي اولا quot;اختبارquot; حسن نية دمشق. واضافت quot;ان مجلس الامن يمكن ان يجيز على الفور الانتشار الواسع للمراقبين لكنهم لا يستطيعون التنقل بكل حرية وزيارة النقاط الساخنة، ولن يكونوا فاعلينquot;.

في المقابل اعلنت روسيا الجمعة ان وقف اطلاق النار quot;قائم عموماquot; ويجب quot;تعزيزهquot;. واعتبر السفير الروسي فيتالي تشوركين ان بامكان مجلس الامن quot;التحرك بسرعةquot;.

يبقى أن النقطة الايجابية بالنسبة للروس الذين واجهوا انتقادات شديدة لمنعهم مجلس الامن من اصدار قرارين منذ سنة، تتمثل في انهم quot;لم يعودوا في قفص الاتهامquot; على حد قول دبلوماسي غربي.