لا يزال التشنج سيد الموقف في لبنان رغم الهدوء النسبي الذي تشهده المناطق، ويبدو ان قرار كل من دولة قطر والبحرين والامارات والكويت نصح رعاياها عدم التوجه الى لبنان يضفي غمامة سوداء امام الموسم السياحي في لبنان.


بيروت: quot; لا يسعنا سوى الصلاة والرجاءquot; هكذا يستهل وزير السياحة اللبناني فادي عبود حديثه بالنسبة إلى وضع السياحة المقبل في لبنان، وإن دلّ ذلك على شيء فعلى مدى القلق أمام قرار الدول العربية الاربع في الخليج التي نصحت رعاياها عدم التوجه الى لبنان.

ومن المؤكد ان الاحداث المتنقلة بين طرابلس وبيروت يجعل الوضع أكثر تشنجًا، خصوصًا مع الحديث عن تصدير الازمة من سوريا الى الداخل اللبناني.

بالانتظار

ورغم ان رعايا تلك الدول الاربع لا يشكلون كل السياح الذين سيأتون الى لبنان هذا الصيف، لكن تأثير مثل هكذا قرار له تردّداته الكبيرة على سياحة لبنان، لان مثل هذا القرار يؤثر ليس فقط في رعايا تلك الدول بل يتعدى ذلك الى عدم تشجيع بعض المغتربين اللبنانيين، وخصوصًا بعض الذين سيشاركون في مهرجانات الصيف في لبنان من مطربين وفنانين عالميين. لذلك يتعدى الامر كونه يؤثر في معنويات اللبنانيين بصورة عامة، ليصبح التأثير اكثر على اقتصاديات البلد التي تعاني اصلاً التضخم وأزمات عدة.

ويؤكد وزير السياحة ان بعض من كان سيشارك في مهرجانات لبنان وضع قراره قيد الدرس، حتى قبل ان تقرر الدول العربية نصح رعاياها عدم التوجه الى لبنان، وهناك تخوف فعلي وجدي على موسم لبنان السياحي هذا الصيف.

وضع الفنادق والنفق المظلم

يؤكد رئيس اتحاد النقابات السياحية نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الاشقر أنه ما يزال من المبكر الحديث عن تأثير أحداث لبنان عامة على موسم السياحة الصيفي، ويوضح الاشقر أن بيروت اليوم تستقطب العدد الاكبر من السياح بسبب تعدّد النشاطات فيها والاماكن الترفيهية والمطاعم والملاهي والاسواق التجارية. لكن الملاحظ أن غالبية السياح هم من فئة رجال الاعمال الذين يقصدونها بهدف المشاركة في معارض أو مؤتمرات أو ندوات أو اجتماعات اقليمية للشركات.

أما خارج بيروت فلا سياحة والوضع سيئ جدًا، إذ كان يشغل المناطق السائح الاردني والسوري والاوروبي والايراني وقد تراجع عددهم أو انعدم.

ويلفت الاشقر quot;الى انه رغم ذلك واذا لم نتحل بنوع من الهدوء الحذر بالتصريحات وعلاج سريع لما يجري من أحداث متنقلة في لبنان فاننا سندخل الى صيف مظلم وستكون سنة عاطلة الا اذا تغيّر الوضع بشكل سريع ونحن اعتدنا ان اعادة النهوض تكون في ايامquot;.

ويكشف الأشقر عن عدم تجاوز نسبة إلغاء الحجوزات في الفنادق حدود 20%، ويقول إن الموسم السياحي لم يبدأ بعد، وإن السياح العرب لم يقرروا بعد وجهة سفرهم لتمضية إجازات الصيف. ويشدد على أن الموقف السعودي الحريص على حماية لبنان من أي تأثيرات سلبية ناتجة من الأزمة السورية، يشكل رادعًا أمام انهيار آمال القطاعات السياحية والاقتصادية بموسم أعياد وسياحة خلال الصيف المقبل.

ويوضح الأشقر أن السياح السعوديين يشكلون العنصر الأساسي في السياحة العربية في لبنان، لكنه يستدرك لافتًا إلى أن أي إشكالات أمنية - على غرار ما حصل في العاصمة وضواحيها من عمليات قطع طرق، وخصوصًا قطع طريق المطار - ستكون لها نتائج دراماتيكية وكارثية على الواقع الاقتصادي بشكل عام، وليس فقط على الصعيد السياحي.